من دافوس إلى سوتشي: الدولار يغازل اليورو عبر مدينة عفرين السورية / د. يحيى محمد ركاج

نتيجة بحث الصور عن د. يحيى محمد ركاج

د. يحيى محمد ركاج * ( سورية ) السبت 27/1/2018 م …

*باحث في السياسة والاقتصاد …




ليست وليدة المصادفة أن يفصل بين اجتماعات سوتشي ودافوس بضعة أيام، وليست المرة الأولى التي تترافق اجتماعات دافوس مع اجتماعات أممية أو دولية للتعاطي مع الحدث السوري الكبير الصغير في آن واحد.

وقد تنبأت بالاستناد إلى الدلائل والأحداث منذ سنوات عن تحول الحدث السوري واستمراره النوعي الموجه عالمياً عبر اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية عندما اجتمع قادة العالم في دافوس في الفترة نفسها تقريباً التي اجتمع فيها بعضهم أيضاً في جنيف للتعاطي مع الحدث السوري، وقد تحقق ما أشرت إليه طيلة الأيام السابقة. واليوم يأتي دافوس ليعلن للملأ استراتيجية أمريكية جديدة في التعاطي مع العالم عبر شركات السلاح التي تعتبر إحدى روافع الناتج المحلي الأمريكي عبر الإقرار بانخفاض أو تخفيض سعر الدولار الأمريكي مقابل باقي عملات العالم، الأمر الذي يسمح بتنشيط التجارة الأمريكية وزيادة صادراتها، مما يشير إلى التوجه الأمريكي الجديد باستمرار السيطرة على العالم وسرقة ثرواته ابتداءً من رسالة مدينة عفرين والتضحية بالأكراد أولاً وتعرية العثماني الأردوغاني ثانياً من خلال تغيير قواعد اللعب في المنطقة، وصولاً إلى تغيير قواعد المواجهة مع منطقي اليورو والبحر الأصفر بعد خروج بريطانياً من التحالف الأوروبي والصدمات التي يحققها الجنيه في أسواق العملات العالمية، واقتراب الصين من تحقيق أهدافها التنموية خلال السنوات القليلة القادمة.

إن انخفاض سعر الدولار العالمي مقابل عملات العالم في الفترة التي يتوقع أن تكون فيها الولايات المتحدة لأمريكية ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد روسيا متفوقة بذلك على دول الخليج الساذجة، يوحي أيضاً إلى استرداد الولايات المتحدة لما دفعته من أموال في السنوات القليلة الماضية خارج حدودها، سواء أكانت من خزانتها أم من خزانة الدول الغبية التي دفعت بالنيابة عنها -حتى على مستوى رواتب الإرهابيين- لخزانتها عبر غزو منتجاتها وأسلحتها  المتنوعة للأسواق. ويوحي أيضاً إلى إطالة أمد الصراعات في منطقة الصراعات بآلية مختلفة تعيد إلى الأذهان دعم الولايات المتحدة للجيوب الإرهابية أو للجيوب والحركات المناوئة للدول التي لا ترضخ بالكامل لإرادتها، ويعيد إلى الأذهان أيضاً نوع جديد من الحروب والمواجهات على غرار الحرب الباردة سابقاً مع الاتحاد السوفيتي.

إن الدولار قد وجه من دافوس أيضاً رسالة للمجتمعين في سوتشي، فهل يُحسن قرائتها من دمر الوطن تحت ذرائع واهية.

وهل ننتظر وصول السلاح الفردي الأمريكي الجديد للجيوب المناوئة للحكومة الإيرانية بغية إضعافها، أم للجيوب الكردية والأرمنية المساعدة على ابتزاز الغباء التركي بما يبقي منطقة الصراع في سورية عرضة للتبدلات القادمة، خاصة أن الجيوب المسماة المعارضة السورية قد انكشفت وتم استنزاف كامل قدراتها في سنوات الحرب الماضية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.