مصر … استفتاء غير شرعي / محمد شريف كامل
محمد شريف كامل* ( مصر ) الأربعاء 17/4/2019 م …
محمد شريف كامل
تتجه أنظارنا صوب الجزائر فرحا بثوارها وهم يرفضون الفتات الذي يحاول دخلاء الإمارات أن يلهوهم به، كما تتجه أنظارنا صوب السودان فخرا بثوارها يسقطون البشير ثم يسقطون من أسقطه في أقل من 48 ساعه، وكلاهما، ثوار الجزائر والسودان قد تعلموا الدرس ويرفضون أن يكرروا تجربة مصر الفاشلة، ومازال محور الشر العربي من الامارات والسعودية وتابعم في القاهرة يهرلون لتمكين رجالهم أو الأقرب لهم في السودان والجزائر وما تبقى من ليبيا.
وبينما نتابع ذلك ويستمر فضح قوى الشر العربيه والدولة العميقة في مصر، يطالعنا أناس من على أرض مصر يرددون أكاذيب السيسي ويسبحون بحمده، يشاركون في نشر الأكاذيب عن إنجازات وهمية لفاشي القرن الحالي داعين المصريين للتوقيع على تفويض أخر يسمى تعديلات الدستور والتي عرضنا خطورتها من قبل قي مقال دستور أم تقنين لشريعة الغاب.
ولقد قرأت بعض ما يردده ذباب النظام المصري وهم يتغنون بمنظومة السيسي، منهم من يقول “….فلندعوا بأن يحفظ الله أرض الكنانه ……….وأن يجنبنا أن نكون مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان ومن قبلهم الصومال وافغانستان وفلسطين…..”. إلا أنه قد فات ذلك الذباب العفن أن يذكر لنا شيئ عن حال تلك الدول والشعوب ولماذا أصابها ما أصابها؟ ومن الذي تسبب في ذلك؟ وجميعا نعلم أنه لولا الماكينة التي تدير هذا الذباب ما وصل حال تلك الدول لما هي عليه الأن، فمن دمر هذه الدول هو من سرق ثورة شعوبها وهو ذاته من سرق ثورة الشعب المصري ويتربع على عرش مصر كما الفرعون وشياطينه.
لقد شعرت في البداية بالإشمئزاز مما يردده ذباب النظام المصري، ولكن سرعان ما مُزجَ ذلك الإشمئزاز بالشفقة والخوف، الشفقة على هؤلاء المغيبين والسامحيين لنظام فاشي بإستغلالهم، والخوف على مصر من أن يكون ذلك النظام قد ضاعف أعداد المغيبيين والمهللين بحجته الباليه فى الحرب على الارهاب.
ولقد جاءت تلك الجمل المضللة والمشاعر المتضاربه من الإشمئزاز والشفقة والخوف لتتوافق ومنظومة أُطلقت للتهليل لدستور السيسي الذي نقف على بعد أيام بل ساعات من تعديله رسميا، تعديل أبسط ما يقال عنه أنه إستكمال لسرقة مستقبل مصر وليضع ختم الوصاية الدولية على أرض مصر ويفرش الطريق لإقامة كيان بني صهيون من المحيط إلى الخليج، حيث ينُصب دستورهم المعدل الجيش وصيا على شعب مصر، بتسميته “حامي الديمقراطية والدستور في مصر”، أي أنه يستطيع في أي وقت أن يتدخل في الحكم وينقلب على أي حاكم بحجة حماية الديمقراطية والدستور وفقا لما يراه هو، فتصبح هى القوة الأعظم فوق إرادة الشعب وكل القوانين، ويصبح هو من يحدد الأعراف ويفسر القواعد والقوانين.
ومع إنطلاق حملة التضليل والتهليل لذلك الدستور وتعديله بدأ البعض يهاجم أى شخص أو منظمه أوهيئه غير مصرية تتحدث عن الوضع المزري في مصر، بل وعادت مقولات إقصاء المصريين المقيمين في الخارج والدعوة بأنه لا يحق إبداء الرأي فيما يدور في مصر إلا للمصريين المقيمين في الداخل، والتخوين لكل مصرى يجرؤ على الخلاف أو حتى الإختلاف.
ولا يخفى عن أحد أن الهدف من وراء ذلك هو منع كل من يمتلك القدرة على الحديث بحرية من إبداء الرأي وأن يبقى الصوت العالي لمن يسيطر عليهم نظام السيسي في مصر، ولذا علينا أن نقول لكل إنسان على الأرض، لا تتوقف عن الدفاع عن كل مظلوم، ولا تكترث بهؤلاء الجهله ضيِّقي الأفق ممن يحالون إقصاء كل المطالبين بالحرية وحقوق الإنسان، إن كل ظلم يقع في أي مكان يعنينا جميعا وواجب علينا رده.
ونعود هنا للهدف المرحلي من تلك السفاهات، وهو ألا يهاجم أو يعارض أحد ذلك التعديل، ولذا فإن معارضة وتفنيد ذلك التعديل هو من الضرورات حتى لا تترك الساحة للمهللين وحسب، ولا بد من إستخدام كل الوسائل المتاحه، كإستخدام المقالات ووسائل الاعلام من خارج مصر وكذلك منصات التواصل الإجتماعى والحديث للمنظمات الأهلية وإدارات الحكومات الأجنبية لإظهار عدم مصداقية النظام المصري وفضحه، وقد حاول البعض العمل عن طريق تدشين حملات الكترونية مثل حملة “باطل” التي وإن كانت تهدف لكشف رفض الكثريين لتلك التعديلات، إلا أنها لن تعطي صورة حقيقية لعزوف الكثيرين عن المشاركة.
وحاول البعض الإدعاء بأن المشاركة في استفتاء النظام بـ “لا” هو الطريق الصحيح، ولكن هناك فارق كيبر بين المعارضة والتفنيد من جانب والمشاركة في شرعنة نظام وإجراءات بعيدة كل البعد عن الشرعية من جانب أخر، فالدفع بالرافضين للذهاب لصندوق السيسي للإقتراع هو من باب تغييب العقول وإعطاء تمريرات السيسي مصداقية يسعى لها بتزايد الطوابير وإظهار نسبة مشاركة عاليه مضللة.
ذلك ما جعل أن المقاطعة والحديث عن الرفض والتفنيد هم الأسلوب الوحيد لمواجهة استفتاءات وانتخابات مبنية على التزوير والأستبعاد، خاصة وإنها مبنية على أمور باطلة من نظام حكم مغتَصب للسلطة يديرها بدستور غير شرعي من الأساس.
*محمد شريف كامل … هو …
مهندس ومدير مشروعات، شغل مناصب مهنية عديدة، بالإضافة لكونه مدون وكاتب مستقل، هو أحد المؤسسين وعضو مجلس الادارة لحركة حقوق المواطنين، هو أحد المؤسسين والأمين العام والمتحدث الرسمي السابق للمجلس الثوري المصري، و أحد مؤسسي الائتلاف الكندي المصري من أجل الديمقراطية، وحركة مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة، هو احد القيادات الطلابية المصرية في السبعينات، عضو نشط في العديد من المنظمات المحلية والدولية الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة لانتخابه مفوض بمجلس إدارة المدارس بقطاع المدارس بجنوب مونتريال لمدة 4 سنوات. هو أحد مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير في مصر (كندا) قبل الثورة، وتجمع الاعلام البديل بكيبيك – كندا، كذلك أحد مؤسسي والرئيس السابق للمنتدى الإسلامي الكندي، كما انه أحد المؤسسين حركة كيبيك – كندا المناهضة للحرب، وأحد المؤسسين التحالف الكيبيكي-الكندي من أجل العدالة والسلام في فلسطين. وهو عضو نشط في العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها اتحاد الحقوق والحريات بكيبيك – كندا. عضو في مجلس الأمناء لجمعية الكندين المسلمين من اجل فلسطين، ومركز مسلمي مونتريال (الامة الإسلامية). نشر له العديد من المقالات حول العديد من القضايا المحلية والدولية بلغات ثلاث (العربية، والانجليزية، والفرنسية)، ومدون ومؤسس مدونة “من أجل مصر حرة”.
التعليقات مغلقة.