فلسطين … استشهاد المقاوم البطل الشيخ خضر عدنان في سجون المحتلّ الفاشي الصهيوني بعد إضراب طويل عن الطعام

الأردن العربي – الثلاثاء 2/4/2023 م …



كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، أن جريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، داخل سجنه نتيجة الإهمال الطبي ورفض الإفراج عنه رغم تدهور وضعه الصحي بعد إضراب مفتوح عن الطعام لليوم الـ87 على التوالي، لن تمر مرور الكرام وسيكون لها ردًا تعجز إسرائيل عن تصديقه.

وأكد المسؤول في تصريحات خاصة لـ “رأي اليوم”، أن حكومة نتنياهو “المتطرفة” فتحت على نفسها عش الدبابير بهذا التصرف “الغبي والمدان”، وستتلقى الرد المناسب لهذه الجريمة التي سجلت في تاريخ الاحتلال الإجرامي الدامي.

ولفت إلى أن قطاع غزة يغلي الأن وهناك اجتماعات عاجلة ستُعقد للفصائل والقوى الوطنية خلال الساعات المقبلة، لتحديد طبيعة الرد على هذه الجريمة، موضحًا أن الساعات الـ48 ستكون حاسمة ومصيرية، مرجحًا أن يكون هناك رد فوري من قبل حركة الجهاد الإسلامي.

وذكر المسؤول ذاته أن الأوضاع تغلي الأن بعد اغتيال “خضر عدنان” وحالة التوتر ستكون هي المسيطرة على الساحة الفلسطينية، متوقعًا أن تبدأ مصر التحرك والاتصالات مع قادة المقاومة لمنع الانجرار لجولة تصعيد جديدة ودخول غزة بحرب مفتوحة، خاصة في ظل التوترات الأخيرة.

وقال نادي الأسير الفلسطيني -صباح اليوم الثلاثاء- إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت الحركة الأسيرة باستشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان بعد إضراب عن الطعام استمر 87 يوما رفضا لاعتقاله، في حين توعدت حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها الشهيد بالرد، ودعت القوى الفلسطينية في الضفة الغربية لإضراب شامل وحداد عام عقب استشهاد عدنان.

واتهم نادي الأسير الاحتلال الإسرائيلي باغتيال خضر عدنان (44 عاما) عن سبق إصرار، وطالبت هيئة شؤون الأسرى بتسليم جثمان الشهيد فورا من أجل “تشييعه بشكل يليق بتاريخه”، وأضافت الهيئة أنها علّقت العمل أمام المحاكم العسكرية لدى الاحتلال اليوم الثلاثاء، احتجاجا على استشهاد الأسير.

وقبل تأكيد نادي الأسير وفاة عدنان، نشرت مصلحة السجون الإسرائيلية بيانا تحدثت فيه عن وفاة “سجين أمني” مضرب عن الطعام.

وقالت هيئة شؤون الأسرى إن الحركة الأسيرة في سجن عوفر العسكري الإسرائيلي أغلقت جميع أقسام السجن، وترفض تسلُّم الطعام، وتعلن النفير العام.

من هو خضر عدنان؟

والأسير الشيخ خضر عدنان من مواليد 1978، من بلدة عرابة في منطقة جنين (شمال الضفة الغربية)، متزوج وأب لـ9 من الأبناء، أصغرهم يبلغ من العمر سنة ونصف السنة وأكبرهم 14 عاما، وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي.

ويُعد الأسير عدنان من أبرز الأسرى الذين واجهوا الاعتقال الإداري، خاصة عبر النضال بأمعائه الخاوية، كما جاء في بيان تعريفي عنه. ونفّذ “الشيخ خضر” المعروف في الشارع الفلسطيني على نطاق واسع 5 إضرابات عن الطعام سابقًا، وهذا الإضراب السادس، وكان الأطول:

-خاض الشيخ أول تجربة إضراب عن الطعام عام 2004 رفضًا لعزله في سجون الاحتلال واستمر 25 يوما.

– وفي عام 2012، فجّر الشيخ خضر ما عرف لاحقا باسم “ثورة الإضراب الفردي” في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومضى على دربه عشرات الأسرى رفضا للاعتقال الإداري. وفي هذه المرة خاض إضرابًا استمر 66 يوما، وتزامن مع حراك شعبي واسع حتى قرر الاحتلال الإفراج عنه.

– وقال وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين في حينها عيسى قراقع إن إضراب الشيخ عدنان “شكّل حالة نادرة وتاريخية ومفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني، وأحرج إسرائيل دوليا”.

– في عام 2015، أضرب الشيخ خضر عدنان فور اعتقاله أيضا ولمدة 56 يومًا.

-وفي عام 2018 خاض الإضراب عن الطعام 58 يومًا.

– وفي عام 2021، خاض إضرابًا عن الطعام استمر 25 يومًا.

-وعلى مدار الإضرابات السابقة تمكّن من نيل حريته، ومواجهة اعتقالاته التعسفية المتكررة.

وتعرّض الشيخ خضر عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو 8 سنوات في سجون الاحتلال، ومعظمها قيد الاعتقال الإداري، أي بلا لائحة اتهام معلنة ووفق “ملف سري”. وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية.

وصية معلنة

في الثاني من أبريل/نيسان الماضي، أرسل الشيخ الأسير وصية مكتوبة لعائلته، وقال فيها “أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي…”. وأوصى زوجته بأطفاله، ودعاها إلى “قول الحق في كل زمان ومكان…”. وأضاف أن “خير بيوت فلسطين هي بيوت الشهداء والأسرى والجرحى والصالحين”.

وقال عدنان في وصيته “إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وسجّوني قرب والدي واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان”.

وفي كلمته للشعب الفلسطيني، قال عدنان “هذه أرض الله ولنا فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب”.

وبعد تجربة اعتقاله الأشهر عام 2012، تحدث الشيخ خضر عدنان عن تمسكه بمبدأ “كرامتي أغلى من الطعام”، وفيها روى كيف اعتدى عليه جنود الاحتلال وعلى عائلته، ثم نتفوا لحيته بعد اعتقاله وتعمّدوا إهانته حتى قرر الإضراب عن الطعام والكلام معا.

وقال عدنان بعد الإفراج عنه حينها “فكرت أنه كما قد يكون الأسر في سجون الاحتلال قدرا، فإن الحرية أيضا قد تكون قدرا، وعليّ العمل لأجل الخيار الثاني”.

لم يكن خضر عدنان قبل تلك الأيام معروفا إلا في وسطه المحدود بمنطقة جنين، ورغم ذلك أطلق دعوة لمقاومة حملات الاعتقال الإسرائيلية، والتصدي لها بالابتعاد عن أنظار الاحتلال، من دون اللجوء إلى الاشتباك المسلح أو المواجهة المباشرة، كما رفض تلبية استدعاء لمقابلة المخابرات الإسرائيلية، ومزّقه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.