مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” : جريمة إعدام الأسير خضر عدنان تذكّر بجرائم الأنظمة الفاشية والاستعمارية في  معسكرات الاعتقال




الأردن العربي – الأربعاء 3/5/2023 م …

  أدان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” بأشد العبارات وأقساها جريمة إعدام الأسير خضر عدنان (44) عاماً من بلدة عرابة بمحافظ جنين نتيجة للإهمال الطبي المتعمد صباح هذا اليوم 2/5/2023م ، بعد (87) يوماً من الإضراب عن الطعام رفضاً لاعتقاله، كما ويؤكد المركز أن هذه الجريمة تذكّر بالجرائم التي ارتكبتها الأنظمة الشمولية والفاشية والأنظمة الاستعمارية في تعاملها مع أسرى الحروب في معسكرات الاعتقال، حيث (تفننت) هذه الأنظمة في استعمال عديد من الأساليب في قتل الأسرى وإبادتهم.

كما وأكد مركز “شمس” أن قرار المحكمة العسكرية الإسرائيلية في سجن عوفر يوم الأحد 30/4/2023 برفض الإفراج عن الأسير الشهيد خضر عدنان واستمرار اعتقاله ورفض الاستئناف الذي تقدم به محاميه لإطلاق سراحه رغم المطالبات المتكررة من عائلته والمؤسسات الحقوقية بذلك، وعدم نقله إلى مشفى أو مركز طبي للعلاج رغم خطورة حالته الصحية، هو دليل قاطع على قرار اتخذ من قبل حكومة الاحتلال ومصلحة السجون وعلى نية مبيتة لقتل الأسير خضر عدنان، كما أن هذا القرار يعبر عن موقف مسبق من دولة الاحتلال بإدارة الظهر لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة، لا سيما اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة .

يشيد مركز “شمس” بالصمود البطولي الأسطوري للأسير الشهيد خضر عدنان والذي سطر فيه  أسمى معاني البطولة والفداء في تحديه لقيود الأسر والسجان من خلال معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها عبر تاريخ اعتقاله في سجون الاحتلال الفاشي، والتي تمثلت في إضرابه الأول عن الطعام في العام 2004 والذي استمر (25) يوماً، والإضراب الثاني في العام 2012 والذي استمر (67) يوماً، والإضراب الثالث في العام 2014 والذي استمر (54) يوماً، والإضراب الرابع في العام 2021م والذي استمر(25) يوماً، والإضراب الأخير الذي أدى إلى استشهاده والذي استمر (87) يوماً، علماً بأن الأسير الشهيد قد كتب وصيته بيده بعد مرور (58) يوماً على إضرابه الأخير وقال فيها ” إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي فقد ذاب شحمي ولحمي” .

كما أكد مركز “شمس” على أن جريمة إعدام الأسير خضر عدنان رغم حالته الصحية الصعبة ما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل جرائم الإبادة الإسرائيلية المنظمة والتي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني لاسيما اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والتي نصتا بشكل صريح وواضح على وجوب حماية الأسرى وتوفير الخدمات والرعاية الطبية اللازمة لهم وخاصة الفحص الطبي الدوري وتوفير عيادة خاصة بهم ومراقبة الحالة الصحية لهم باستمرار وخاصة المرضى منهم، وباستشهاد الأسير الشهيد خضر عدنان يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة  الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى (237) شهيداً منذ العام 1967 حتى الآن.

كما وشدد مركز “شمس” على أن ما تقوم به دولة الاحتلال الكولونيالي الإسرائيلي من جرائم  وحشية بحق الشعب الفلسطيني من قتل للأطفال والمدنيين العزل، واعتقال الأطفال والنساء ما وهدم للبيوت، ومنع لحرية الحركة والتنقل، ومصادرة الأراضي، ما كان ليحصل لولا صمت وتواطؤ وتخاذل المجتمع الدولي مع هذه الدولة العنصرية الفاشية، ففي الوقت الذي لم تجف فيه بعد دماء الفتى ( جبريل اللدعة ) الذي أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم عقبة جبر بمحافظة أريحا، والدعم اللامحدود من قبل الإدارة الأمريكية، والتي عبر عنها خطاب رئيس مجلس النواب الأمريكي (كيفن مكارثي) الذي ألقى خطاباً في الكنيست الإسرائيلي أشاد به بدولة الاحتلال وبالعلاقة وبالتحالف التاريخي والروابط المتينة بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) في احتفال ما يسمى الذكرى ال(75) لقيام دولة الاحتلال، مشدداً على أن (إسرائيل) ديمقراطية مزدهرة في الشرق الأوسط وتمثل قيم الحرية والديمقراطية والمساواة والإرث المشترك والقيم النبيلة. وقبله إشادة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسلا فون دير لاين التي أشادت بديمقراطية الاحتلال في صحراء الشرق الأوسط، الأمر الذي يعني ليس تغطية على جرائم الاحتلال، بل تشجيعاً للاحتلال للاستمرار بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، في تصريح يتناقض ومعطيات التاريخ .

كما طالب مركز “شمس” كافة الأطراف ذات العلاقة لا سيما المؤسسات الحقوقية الدولية والإقليمية والمحلية بضرورة التوقف عند مسؤولياتها القانونية في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي  أمام الرأي العام الدولي للكشف عن الوجه القبيح والعنصري لهذا الاحتلال المجرم وتعريته أمام العالم. كما وطالب المؤسسات الرسمية الفلسطينية بضرورة العمل على تقديم ملف جريمة إعدام الأسير الشهيد خضر عدنان إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمحاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الإسرائيليين عن جرائمهم .

كما دعا مركز “شمس” الحكومة السويسرية بصفتها الراعية لاتفاقيات جنيف والأطراف السامية الموقعة على الاتفاقيات وبرتوكولاتها الملحقة  بضرورة أخذ دورها في ممارسة الضغوط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وخاصة الأسرى. كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض الخاص لحقوق الإنسان بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية وتقديم تقريرها حول جريمة إعدام الأسير الشهيد خضر عدنان واطلاع الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة على ظروف اعتقال ومعاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.