الدوله القبيحه / د.محمود ذويب
د.محمود ذويب ( الأردن ) الثلاثاء 10/2/2015 م …
ما الذي يجعل شابا أبيض ، طويل القامه ، مربوع القامه و الهامه ، عريض المنكبين و المنكعين، يعمل حارساً وحامياً للرئيس اوباما الاسود ، الذي كان ابناء جلدته محتقرين حتى عهد ليس ببعيد .
الدفاع العسكري، الدفاع المدني ، صحة العاصمه ، وزارة البيئه ، دائرة البيئة … الخ … الخ.
الدولة في العصر الحديث ، لم تعد دوله عميقه ، ولم تعد دوله حكيمه ولا حتى رحيمه، بل دوله قبيحه، مستهتره بكل شيء ، دوله مدينه ، بلطجيه.
الجيوش ، أجهزة المخابرات ، اجهزة الدوله المدنيه ، كل منها يحيط نفسه بهاله من القداسه والقدسيه و الاهميه ، الغير موجوده اصلاً ، مع أنها لا تحارب حروباً عادله، ولا تقوم بمهام مقدسه.
اجهزة مكافحة الفساد تحمي الفساد ، و تمارسه ، اجهزة الصحه تدمر الصحه الجسديه والنفسيه. الدول هي مجموعه من اللصوص و المرتزقه ،حتى الاعلام هو مجموعه من الراقصين على جثة الحقيقه، والقضاء حدث ولا حرج.
الذي يحمي الانظمه الفاسده وغير الفاسده، ليس الجيوش العقائديه، ولا أجهزة المخابرات الساهره على أمن الوطن و المواطن، ولا الدفاع المدني الذي لا يفعل شيئاً، ولا البلديات ، ولا صحة العواصم، ولا أمانات العواصم، ولا محافظات العواصم، ولا المتصرفيات، ولا حتى وزارات الداخليه.
هل تعلمون أيها الساده أن الحكومات الالكترونيه تطلب من المواطن الذي يرغب في تجديد رخصة، أن يراجع الدائره الرئيسيه من أجل أن يفتحوا الكود لادخال المعلومات، هي حكومات الكترونية تسير على أربعه، لشعوب تزحف على 44.
هل تعرفون أيها الساده، من الذي يحمي كل ذلك ؟ نعم هي الوظيفه الوهميه التي تحمي، بل تكون الحكومه القبيحه، المشكله الاساسيه ليست في الحكام، بل بجيوش الموظفين، الذين يريدون فقط أن يحموا وظائفهم و رواتبهم الصغيره والكبيره، و رشاويهم، من خلال خلق مهام و أعمال و قوانين و تعليمات لا لزوم لها.
حتى مشايخ الدين ،حتى القساوسه ، حتى الثوار و قادتهم ، حتى الرياضيين و الفنانيين و الشعراء ، هم يمارسون الوظيفة القبيحه ، في خدمه الدوله القبيحه.
ولذلك فإن البشريه تحتاج من حين لآخر، للتخلص من الحكومات القبيحه ، بواسطة ثورات أكثر قبحاً.
د. محمود احمد ذويب
موبايل / 0795542730
التعليقات مغلقة.