مابعد بعد همدان / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الخميس ) 18/8/2016 م …
يعتبر انطلاق القاذفات الروسية (الاستراتيجية) تو ٢٢ ام 3 من مطار همدان في الاراضي الإيرانية تحولا استراتيجيا نوعيا في مجريات معركة التصدي للعدوان الاميركي على سورية , ومعركة التحرر الوطني وكنس الهيمنة الاميركية على العالم .
تلقب التو 22 بمفترس السفن و تستطيع تدمير عشرة اهداف بضربة واحدة وتعتبر كابوس الاسطول السادس المرعبة , تحمل 24 طن من القنابل ويصل مداها مداها الى7000 كم , و تحمل صاروخ اكس 22 المجنح اسرع من الصوت , واكس 15 .
وباستخدامها لقاعدة همدان تقلص المسافة التي كانت تقطعها من اوسيتيا جنوب روسيا مرورا ببحر قزين ايران العراق سورية من ٢١٠٠ كم الى ٩٠٠كم , وتقلص كمية ووزن الوقود بنسبة ٦٠% مما سيمكنها من زيادة كمية القذائف التي تحملها وزيادة عدد الطلعات الجوية لستة طلعات بالاسبوع . كما تتفادى تسرب المعلومات عن تحليقها وتحقق كسبا امنيا اضافيا , وهي مقدمة لتاهيل قاعدة حميميم لتستوعب قاذفات استراتيجية تحمل رؤوسا نووية ,
لقد سبق استخدام قاعة همدان تمهيد سياسي وعسكري روسي ايراني عراقي سوري عبر مباحثات بين وزرا الدفاع الامرالذي يحمل دلالات بان التحالف الروسي الإيراني السوري يلتقط اللحظة الراهنة ويستثمرها بالكامل اذ ان اميركا في حالة تهئ واستعداد للانتخابات وقد دخلت فيما يطلقون عليه هم مرحلة البطة العرجاء اي المرحلة الانتقالية التي تحول دون اتخاذ القرارات ذات الصبغة الاستراتيجية و الجيوسياسية .
كما ان تركيا منكفئة للداخل لمعالجة تداعيات الانقلاب العسكري ولاضطرارها لاعادة النظر في اصطفافاتها و مواقفها السابقة من سورية والعراق وايران وروسيا . اما السعودية فهي متورطة بالعدوان على اليمن وقد شارفت على استنفاد كافة اوراقها بسورية .
وغرفتي موك وموم في حالة شلل شبه كامل ، والعدو الصهيوني مكبل بتفاهمات روسية وبقوة المقاومة الرادعة التي لجمت دوره وشلته لمدى بعيد جدا .
من الجلي ان المصالح الإيرانية الروسية السورية (الاستراتيجية ) متقاربة وبان المصير والعدو مشترك وان المضي في التصدي للعدوان الاميركي الأطلسي الصهيوني والرجعي العربي ومحاربة ذراعه الاٍرهاب الوظيفي قرار استراتيجي لا عودة عنه مهما بلغت الكلف المادية والمعنوية وبان قرار الحسم يترجم وسيترجم لفعل ميداني لكل من تسول له نفسه الاعتداء على هذا التحالف
كما انه يعني ان غرفة العمليات المشتركة مفعلة بمنتهى الحيوية والمبادرة على المستوىين التكتيكي و الاستراتيجي الذي سيتسع فضائه ليشمل الخليج العربي وشرق اوروبا , ويمهد ايضا لانظمام ايران لمنظمة شنغهاي التي تعتبر بديلا لحلف وارسو .
هذا التعاون ليس مقصورا على الجهد العسكري بل سينسحب على التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بالعملات المحلية وهي مسالة تشكل مسامير في نعش الدولار اضافة للتفاهمات في ملفات الطاقة الروسية الإيرانية .
لا يحتاج المراقب لكثير من الذكاء ليلاحظ التحولات في موازين القوى وامتلاك زمام المبادرة الدولية من قبل محور اخذ ينضج تحالفاته وقواه ومواقفه وافعاله في ضل عجز اميركي اطلسي صهيوني ورجعي عربي متصاعد , وبان هذه التحولات ستحسم المعركة لصالحها وبان همدان هي بمثابة الهجوم السوفيتي المعاكس الذي اطاح بالنازية وحقق النصر الحاسم .
التعليقات مغلقة.