عند “الثعلب الهرم” كيسنجر الخبر اليقين / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 18/5/2023 م …
يعتبر هنري كيسنجر الذي شغل منصب وزير الخارجية الامريكية في فتر ات ماضية خبيرا بل عرابا للمخططات الامريكية وانه اكثر معرفة بما يدور في خفايا ودهاليز اروقة و طاولات البيت الابيض سواء كانوا من الجمهوريين او الديمقراطيين.
وقد كشف كيسنجر عن ان الولايات المتحدة لم تهتم بمشروع الاتفاق الذي اقترحته روسيا على الولايات المتحدة بشان الضمانات الامنية والذي يمكن ان يكون اساسا للحوار بينهما.
واعترف الثعلب كيسنجر في مقابلة مع مجلة The Economist بان واشنطن لم تاخذ الامر على محمل الجد ولايمكن اعتبارها نقطة انطلاق بمعنى ان واشنطن كانت تتعمد سياسة ” البلف” والخداع والتسويف للاستفادة من الوقت وهو ما دفع الرئيس بوتين الى القول ” لم تبق امامنا الا ما اقدمنا عليه في اوكرانيا وذلك في اشارة واضحة الى غلق كافة النوافذ التي يمكن من خلالها ان تجد موسكو مخرجا للحفاظ على امنها القومي جراء زحف ” ناتو” شرقا وحماية شعبها في دونباس.
وكشف كيسنجر عن ان هناك كرها شخصيا تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل نائبة وزير الخارجية الامريكية وندي شيرمان.
كيسنجر كما يبدوا من تصريحاته انه تجاهل كره الرئيس بايدن له ايضا عندما وصفه اوصافا غير لائقة تنم عن اصابة بالخرف وبعيدة كل البعد عن الاعراف الدبلوماسية منها ” قاتل ومجرم ” وكان رد بوتين ” الاناء ينضح بما فيه” و تسير القافلة ” دون ان يكمل هذ المثل ترفعا والذي يقول ” تسير القافلة ولايعيقها نبح الكلاب” .
ان معاداة قادة الولايات المتحدة ودول الغرب الاستمماري لشخصية الرئيس بوتين لانهم” قادة الولايات المتحدة ” كانوا يشعرون بالدونية عندما يلتقونه في القمم التي كانت تعقد بين موسكو وواشنطن حتى ان بعض وسائل الاعلام الامريكية كانت تعلق على قمة بوتين وترامب التي عقدت في سويسرا في ظل وجود الاخير في البيت الابيض على ان بوتين سوف يضع ترامب في جيبه.
ان اكثر ما تخشاه ليس واشنطن وحدها بل معظم عواصم الغرب الاستعماري ان بوتين خبير بالشان الغربي وبالاعيب قادته منذ كان في المانيا الديمقراطية بصفته رجل مخابرات في ظل السلطة السوفيتية انذاك ولديه خزينا من المعلومات بل ملفات عن دهاليز دول الغرب لذا نجد ان اول الذين لايكنون حبا له والكارهين لبوتين سياسيو وقادة الامبراطورية العجوز” في” 10 داوننغ ستريت” .
حتى المهرج في كييف الذي تلاعب باسمه الاول وحوله من فلاديمير زيلنسكي الى ” فولوديمير زيلنسكي” يكن كرها بغيضا للرئيس فلاديمير بوتين شخصيا ووصل الحال به ان غير اسمه الاول من ” فلاديمير الى فولوديمير” فضلا عن مطالبته بتنحية بوتين كشرط لانهاء الحرب في اوكرانيا .
بهذه العقليات الضحلة يتصرف رؤساء دول امثال زيلنسكي وغيره من الكارهين روسيا وشعبها وليست قيادتها فحسب لان القيادة جاءت من رحم هذا الشعب.
كيسنجر قالها بوضوح ان واشنطن ليست جادة في مسالة مطالبة روسيا بضمانات امنية. اي انها كانت تكذب بوعودها كالعادة.
فهل يلوم احد اقدام القيادة الروسية على عمليتها العسكرية الخاصة في اوكرانيا بعد كل هذا ونامل ان تضع موسكو في حساباتها ولانظن بانها غافلة عن ذلك ان بقاء نظام العميل زيلنسكي في السلطة سوف يتسبب بصداع لموسكو وان التخلص منه كما قال مدفيدف هو الحل الامثل لاستقرار اوربا وضمان امن روسيا الذي تتملص منه واشنطن وحليفاتها الغربيات وفق كيسنجر.
التعليقات مغلقة.