الياس فاخوري يكتب: من 23 أيار 2000 الى 23 أيار 2023 .. من “معاريف” الى “يديعوت أحرونوت”: “انهم على السياج” – يَكفينا القرآن الكريم (المائدة 56) و(المجادلة 22) عناء الحظر بالتسمية!




الياس فاخوري * ( الأردن ) – الأحد 28/5/2023 م …
* * ملاحظة من المحرر:
حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا الراحلة الكبيرة المفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …
 انها الذكري  الثالثة  والعشرين  لتحرير  لبنان في الثالث والعشرين من أيار 2000  (الاحتفال الرسمي في الخامس والعشرين من ايار)،
وفي هذه الذكرى (23 أيار 2023) بالذات تُكرر صحيفة “يديعوت أحرونوت” العنوان الرئيسي لصحيفة “معاريف” الصادرة بتاريخ 23 أيار 2000: “انهم على السياج” (يَكفينا القرآن الكريم – المائدة 56 والمجادلة 22 عناء الحظر بالتسمية!)
 
ألا يفسر هذا حالة الرعب والارتياع والاستنفار والتحدي والتهديد القائمة في كيان الاحتلال، كما اشارت لذلك “ديانا فاخوري” مئات المرات؟ حقاً، كما أكّدتِ، انها إرهاصات وعلامات انتهاء الدور الوظيفي ل”اسرائيل” تؤشّر لبدء انقراض دولة “إسرائيل” .. وهنا “سيف القدس المسلول” الى جانب “ثأر الاحرار” و”حسان”، و”كتائب أحرار الجليل” و”كتيبة الرضوان”، و“قسماً قادرون وسنعبر” جميعها تٌشكّل خطراً وجودياً لاسرائيل، فتجمع ثلاثة من الجِنرالات الإسرائيليين الكِبار في مُؤتمر هرتسيليا الأمنيّ يوم الثلاثاء (May, 23, 2023) ليناقشوا الامر في ظل التقارب السعودي الإيراني وبركاتٍ من الصين، وعلى خلفية المبادرة الاردنية، واجتماع عمان، وتصريحات السيد وزير الخارجية الأردني التي تُوّجت بالعودة العربية الى سورية واستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة وحضور رئيسها قمة جدة العربية، وربما استعادة “معادلة سين سين” ومعها مشروع الرئيس الأسد حول “البحار الخمسة” وصولاً للاستقلال والاستقرار الاستراتيجين. وكنتِ قد ذكّرتِنا ان “صفقة القرن” ان هي الا جزء من مشروع صهيوامريكي في المسار التّصْفَوِيّ عينه، واستعدتِ يومها إقحام “ترامب” ل”نابليون بونابرت” كتعبير عقله الباطن عن تهاوي صفقة القرن بقرونها سيما وان “بونابرت” كان قد اطلق صفقة القرن بصيغتها الاولى عام 1799 ليندحر على أسوار عكا وتسقط معه صفقته وإعلانه معاً .

وهكذ، كما أوجزت “ديانا”، تواصل المقاومة التقدم في العمق وعلى الاطراف والصواريخ تصل القدس وجنوب تل أبيب، الاشتباك لا يهدأ والعدو ما فتئ يألم، والضفة تواكب غزة، ووحدة الساحات تتعزز .. فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود وترميم القدرة على الردع فارتياع وهرب: المستوطنون الى ألملاجئ، الخبرات، والعقول، والشركات والودائع الى نيويورك ولندن وبرلين .. هجرة عكسية وارتباك في مطار اللد فإطاحة بالثالوث الاقدس للكيان الاسرائيلي المؤقت: الأمن، والاستقرار، والرخاء الاقتصادي!

ولعلّكم تذكرون موقف “ديانا فاخوري” قُبيْل التوصل إلى اتفاق الترسيم البحري عندما استخف الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين بمطالب الحكومة اللبنانية في مقابلة مع قناة “الحرة” الأميركية في حزيران 2022 .. يومها بدت “ديانا” ملؤها الثقة ان “كزدورة” متواضعة لمسيرات المقاومة فوق حقل كاريش ستعيده وقد اعاد النظر. وهكذا كان ليتم توقيع اتفاق الترسيم في تشرين الأول 2022 فيتوج الرئيس العماد ميشال عون عهده بإدخال لبنان نادي الدول المنتجة للنفط والغاز.
وبعد، فهل وضعت المناورة العسكرية الحية – التي نفذتها المقاومة بوجود مئات الاعلاميين من مختلف الانتماءات والمشارب السياسية، والفكرية، والثقافية في موقع “كسارة العروش” الذي كان ترابه قد ارتوى بدماء عشرات المقاومين حتى تحريره – هل وقعت المناورة على مواجع الكيان المؤقت، ووضعت مصيره على المشرحة ليفور هذاالكيان بهستيريا الهلع والارتعاب خشية تهاوي الحصون.
 
نعم، “ديانا”، جاءت مناورة المقاومة يميناً، بعد هذا اليوم لن نبكي، ولن يسحقنا لا جرحٌ ولا يأسُ .. نزرع اقدامنا في الوطن، في ارضنا فلسطين من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش، ونزرع عيوننا “في درب السّنى والشمسْ”، كما بشَّرتنا “فدوى طوقان” فالردّ لن يكون بالنار فقط، بل بالنار للعبور ودخول الجليل لتحريره بالبيان والتبيين لقدرات غير مسبوقة في اختراق العقل الصهيوني وقض مضاجعه بالقدرة العملية على الوصول الى مضاجعه وحصونه .. كما انها تشكل تراكماً لثقافة المواجهة مع المحتل بالدم الوطني .. ثقافة المقدرة لدى الشباب العربي عموما، والشياب الفلسطيني على نحو خاص .. وهنا لا بد ان نذكر استشهاد “ديانا” ببعض أقوال الزعيم انطون سعادة مثل: “إن فيكم قوة لو فُعِّلت لغيرت وجه التاريخ” و”مارسوا البطولة، ولا تخافوا الحرب”، ولعل هذا ما يحصل في فلسطين – في حروب غزة والضفة تأكيداً لوحدة الساحات حيث تُبتدع وتتكون أشكال “مقاومة” لم يستطع الاحتلال وقواه الاستخبارية وداعميه تفهم عزيمة صُنّاعها او زُرّاعها على تحرير فلسطين – كل فلسطين، وبشهادة المؤرخة آفيفا تشومسكي، الابنة الكبرى لناعوم تشومسكي، ترى “ديانا” اننا في حقبة “تتشكل فيها أجيال من نوع آخر، وغير قابلة للتعليب” .. لعلهم أبناء العبور، أبناء الله في الميدان.
نعم، كما على ثرى الأردن وفلسطين كذلك في السماء، ولن تحتمل السماء “صفقة القرن” التي يصفعها الأردنيون لينال الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، حقهم بالعودة وإزالة النكبة بإزالة أسبابها – ازالة اسرائيل، نقطة على السطر! ولكم أصرّت “ديانا” في هذا السياق ان نضال الأردنيين ضد الكيان الغاصب إنما هو نضال وطني أردني، وليس مجرد دعم او مساندة للشعب الفلسطيني الشقيق، فالمشروع الصهيوني في الأردن ما انفك يتمظهر بأشكال مختلفة ووتائر عالية على نحو مبرمج يشمل تفكيك الدولة بالفساد ومشتقاته وملحقاته تمهيداً لوضع رقبتها تحت السيف .. ولكم تصدت “ديانا” للهجمة الإعلامية الصهيوامريكية الشرسة والاستهداف المُضلل للأردن قيادةً وشعباً من بن غوريون وغولدا مائير الى سموتريتش وبن غفير .. وها هو نتنياهو، في رد غير مباغت على قمة جدة العربية، يعقد اجتماع حكومته في أنفاق “حائط البراق”، كما يقتخم  وزيره للامن القومي “المسجد الاقصى” تحت حماية جيش الاحتلال ليذكرنا بما اقدم عليه  شارون  سنة 2000 يوم انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية ف”قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ” (ال عمران – 119) من الحسين الى الحسين الى الحسين!
 
 
ما زلت أُصغى لصدى خطواتِكِ – ديانا – فى أرض فلسطين واردد مٓعٓكِ: 
نحن القضاء المبرم ..
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
* الياس فاخوري – كاتب عربي أردني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.