خواطر أبي المجد ( الحلقة 200 )
د.بهجت سليمان ( سورية ) السبت 20/8/2016 م …
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ صباحُ الحَقِّ ، كي تَبْقَى بِلادي…… قِلاعاً للأُسُودِ و للِّنُسُورِ ]
-1-
( زحفطونيو ” العرب ” وزواحف الأعراب )
– الزحفطونيون والزواحف لم يسمعوا بشيء اسمه ” إسرائيل ” وإذا تحدثوا عنها؛ فلتبرئتها من دورها الجوهري الهدام في المنطقة ولتحميل المسؤولية للضحايا..
– ولم يسمعوا بالاستعمار الجديد الأطلسي الأمريكي والأوربي .
– ولم يسمعوا بعشوائيات وناطحات مدن الملح ونواطير الكاز والغاز التي بددت تريليونات الدولارات في الهواء ولغير مصالح بل ضد مصالح العرب..
– ولم يسمعوا بالنظام العربي الرسمي الذي وضع الأمة ومقدّراتها في خدمة أعدائها والطامعين فيها ، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى اليوم .
– وهؤلاء سمعوا فقط بـ ” الأنظمة العسكرية ” في مصر وسورية والعراق، وسمعوا بالبعث والناصرية والقومية العربية، وسمعوا بعبد الناصر والأسد وصدام ..
– ثم يحمّلون هؤلاء الثلاثة مسؤولية كل ما حل بالأمة العربية، ومسؤولية عدم وجود الديمقراطية، ومسؤولية الفقر والقهر والتخلف .
لماذا ؟
* لأن الأحزاب القومية والقادة القوميين وقفوا – غالباً – سداً منيعاً في وجه قوى الاستعمار الجديد وأذنابها..
* ولأن الجيوش العربية الوطنية في مصر وسورية والعراق، كانت حصناً ودرعاً في الدفاع عن أوطانها وشعوبها ..
* ولأن قادة هذه الدول عملوا لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، في خططهم التنموية والاقتصادية ..
* ولأنهم كانوا مستقلي القرار، ورافضين للتبعية.
ولذلك يقوم زحفطونيو وزواحف الغرب الاستعماري الجديد، وأذناب الاستعمار الجديد في محميات نواطير الكاز والغاز، بتحميلهم كل المسؤولية.
-2-
( لا يكونن المحسن والمسيء، عندك بمنزلة سواء.. فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في إحسانهم، وتشجيعاً لأهل الإساءة على إساءتهم )
– الإمام علي بن أبي طالب –
– الحديث الشائع ، في هذه الفترة ، عن تقاسم المصالح بين ” الأمريكي” و”الروسي” في المنطقة، يهدف إلى مساواة العدو بالصديق ، والخصم بالحليف..
– ويهدف إلى تبرئة رأس الاستعمار العالمي الجديد المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية، العاجزة عن الاستمرار بالهيمنة على العالم، إلّا بعسكرة العلاقات الدولية وبنشر وتعميم الحروب والصراعات والفتن والتأجيج الطائفي والمذهبي والعرقي والإثني..
– ويهدف إلى طمس الدور الدموي التخريبي الهدام في المنطقة، الذي قامت وتقوم به أذناب العم سام الأمريكي من سدنة الوهابية والإخونجية والعثمانية ونواطير الكاز والغاز .
– ويهدف إلى تحييد العدو الأول للعرب وللمسلمين والمسيحيين المشرقيين، المتمثل بـ ” إسرائيل ” عما يجري في المنطقة، وكأنها غير موجودة، بغرض طمس الدور المحوري والجوهري الذي قامت به وتقوم به ” إسرائيل ” ، منذ نشوئها حتى اليوم ، في تسخين المنطقة وتسميمها وتخلفها وتدميرها وتقسيمها واستنزافها وإغراقها بالمصائب والكوارث..
– ويهدف إلى تيئيس محور المقاومة والممانعة، وبذر الريبة والشكوك في صفوفه، وبينه وبين الصديق الكبير ” روسيا الاتحادية ” الذي تجمعنا به عشرات المصالح الكبرى المشتركة ..
والتي يجب أن لا تنسينا بأنّ ” روسيا ” دولة عظمى، لها رؤية منظومية تتعلق بالكرة الأرضية كلها، وبحقها وواجبها في الدفاع عن نفسها، في مواجهة المحور الأطلسي الاستعماري الجديد، بالطرق والأشكال التي تراها مناسبة لشعبها ودولتها، وليس مطلوبا منها أن تقوم بتفصيل وتقميش وتخييط سياستها، على هوى أو حسب رغبة أحد..
– ولكن ما لا يجب أن ينساه المشككون، هو أنّنا لسنا، في سورية الأسد، بضاعة معروضة للبيع.. ولو كنا كذلك لاستسلمنا وسلمنا – كغيرنا في هذه المنطقة – منذ الأيام الأولى للربيع العبري ، بل وقبله بسنوات طويلة ..
وكنا وسنبقى خير المدافعين عن سورية وعن المشرق العربي وعن الوطن العربي ، وفي الطليعة منها جميعاً، القضية الفلسطينية .
وسنبقى خير الأوفياء، لأصدقائنا وحلفائنا ولجميع من وقفوا معنا في هذا العالم، بمواجهة الحرب الكونية الصهيو / أطلسية / الأعرابية/ الوهابية / الإخونجية ، منذ مطلع عام 2011 حتى اليوم .
-4-
( سأل الصديق ” المحامي محمد جاسم الموسى ” السؤال التالي ) :
هل من الممكن أن تدخل الصين بشكل فعلي ( عسكرياً – اقتصادياً …) بجانب الحليف الروسي والإيراني لمحاربة الارهاب وداعمهم الاكبر الولايات المتحدة والصهيونية واذنابهم في المنطقة …
فمن المعلوم عبر سنوات الازمة السورية وصمود قيادتها وجيشها الباسل … هناك موازين واحلاف جديدة في العالم وبداية لنهاية القطب الواحد …
أم أنها تنتظر بأن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير ؟ …
– المحامي محمد جاسم الموسى –
وكان الجواب التالي :
ياصديقي الأستاذ محمد الموسى : لا أعتقد أنّ الصين ستدخل الحرب ضد الإرهاب إلّا بشكل جزئي … ولا زالت حتى اليوم تتلطى وراء روسيا في الحرب ضد الإرهاب وخاصة في سورية..
لأنّ قادة الصين يريدون التفرغ للنمو الاقتصادي المتسارع خلال العقد القادم، إلى أن تصبح الصين الدولة الأولى في العالم، من حيث حجم الاقتصاد، وحينئذ يصبح من البديهي أن تنخرط في معمعة ترجمة الدور السياسي والاستراتيجي لقوتها الاقتصادية، الذي تطمح إليه في العالم ، وهو الدور الذي تعمل الولايات المتحدة الأميركية على منعه أو الحد منه والتضييق عليه وحصره في أضيق زوايا ممكنة..
ولذلك لن تنخرط الصين بشكل مباشر وواسع في الحرب على الإرهاب، إلّا إذا اضطرت لذلك، أو إذا دفعتها ظروف موضوعية للانخراط في تلك الحرب .
-5-
( فليعودوا إلى جادة الصواب، قبل أن تقع الفأس في رأسهم )
– الأكراد السوريون جزء عضوي من النسيج الاجتماعي السوري، ومواطنون سوريون من حقهم أن يتمتعوا بكامل حقوق المواطنة.
– وأمّا الانفصاليون الأكراد، ممن وضعوا أنفسهم في خدمة المشاريع الاستعمارية الأطلسية، الأمريكية والأوروبية.. فهؤلاء أعداء لسورية والسوريين من عرب وأكراد.
– ولا يكفي أن يتذاكى هؤلاء الانفصاليون بالحديث عن حق تقرير المصير وعن الفيدرالية وعن الكونفدرالية وعن عدم الرغبة بالانفصال عن سورية ، لكي يزيلوا عن أنفسهم شبهة الانخراط في الحرب الصهيو/ أطلسية الاستعمارية على سورية .
– وعلى هؤلاء أن يعودوا إلى جادة الصواب، كمواطنين سوريين، لهم ما لأشقائهم العرب وعليهم ما عليهم، وأن يتوقفوا عن مصادرة صوت وإرادة عشرات آلاف السوريين من المواطنين الأكراد ..
بدلاً من وضع أجندات سياسية وبدلاً من التبجح بالعمل على وضع الصيغة السياسية المناسبة لسورية ..
قبل أن تقع الفأس في رأسهم وقبل أن يذهبوا ” فرق عملة ” .
-6-
( بين الأحلام المشروعة… والمشاريع المشبوهة غير المشروعة )
– كل الأحلام مشروعة.. ولكن تحقيق الكثير منها، أمر غير مشروع، ويدخل في خانة المشاريع الاستعمارية المشبوهة.
– وتقسيم الأوطان وخاصة سورية، أمر غير مشروع وغير مسموح به، بل ودونه خرط القتاد..
– والتحول إلى حصان طروادة للأعداء، وإلى مسمار جحا مسموم، داخل الوطن، أمر غير مشروع وغير مسموح به، مهما كانت التحديات والتضحيات.
– والتعامل مع زعيمة الاستعمار العالمي الجديد، لتحقيق الأحلام، لا يعدو كونه بيعا للنفس ورهنا للحاضر والمستقبل، للعم سام الأمريكي، على حساب الوطن الأصلي، الذي احتضن أبناءه ورعاهم منذ مئات السنين.
– وكذلك، استغلال فرصة الحرب الصهيو/ وهابية الإرهابية على سورية، من أجل السطو على قطعة من الأرض السورية والانفراد بها وتحويلها إلى قاعدة لكل من هب ودب من أعداء سورية، تحت أي عنوان.. أمر غير مشروع وغير مقبول وغير مسموح به .
– ويحق للجميع أن يعيشوا داخل وطنهم الأصلي، لهم ما لأشقائهم وعليهم ما عليهم..
ولكن لا يحق لأحد أن يعمل على تقسيم الوطن، ولا يحق لأحد المناداة بـ “حق تقرير المصير” واستخدام هذا الحق لتقسيم الوطن وتمزيقه، بل يحق لهم المطالبة بكامل حقوق ” المواطنة ” والعمل لتحقيقها..
– وأما التوصيفات العنصرية والشوفينية، فهي مرفوضة من الجميع وللجميع داخل الوطن، حتى لو كان هناك أفراد ومجموعات يمارسونها حقاً وفعلاً.
-7-
( في زمن انقلاب المفاهيم ) يصبح :
الإقدام هوجائية والجبن حكمة وعشق الوطن بدائية
والعمالة تحضرا والتضحية جنونا والخيانة حنكة
والجوى دونية والسوقية حبا والشموخ غرورا
والخنوع بطولة وبيع الأوطان ثورية والوطنية ديكتاتورية..
– إنه زمن الرويبضة، وزمن الربيع العبري، وزمن الثورات المضادة، وزمن البترو دولار، وزمن لاعقي الأحذية، وزمن فقهاء الناتو، وزمن التأسلم التلمودي، وزمن العهر السياسي، وزمن التصهين الفكري ، وزمن التأسن الثقافي …
في مواجهة: العقل المقاوم، والنفس الأبية، والوجدان الممانع، والروح المتسامية، والضمير الممتلىء حباً وصدقاً ووفاءً وغيرية واستعداداً للتضحية..
ولسوف ينتصر الرجال على الأزلام ، وتنتصر الحرائر على الحريم.
-8-
( كتب السيد ” حسان يونس Hassan Younes ” معلقا على صفحتي ” خاطرة أبوالمجد ” ) :
( هذه المحبة التي يتم التعبير عنها مثيرة للتساؤلات و ………… مخيفة!!!!!!!)
*** التعليق ***
نعم هي ” مثيرة للتساؤلات و مخيفة ” …. ولكن لمن ؟ :
1 – لمن يرعبهم الحب والصدق والإخلاص .
2 – لمن يطربون للحقد والبغضاء والضغينة .
3 – لمن لا يثقون بأنفسهم ولا بغيرهم .
4 – للفاشلين من أعداء التميز والنجاح ، ولأصدقاء الفشل والسقوط .
5 – لأعداء سورية الأسد ، أينما حلوا وارتحلوا .
6 – لمرتزقة الخارج وعملائه ولدواعش الداخل وسماسرة الأزمات و تجار الحروب.
7 – لأذناب المحور الصهيو – أطلسي و توابعه الكازية والغازية .
8 – لمن يعيشون في الماضي ، والعاجزون عن ملاقاة المستقبل .
9 – لرخويات وزواحف وقوارض ومستحاثات ” المعارضات السورية ” المرتهنة للخارج .
10 – لكل العاجزين عن الارتقاء بأنفسهم ، إلى مستوى القدرة على مواجهة التحديات المصيرية التي يواجهها الوطن.
-9-
( مقومات النجاح و النصر )
العمل والأمل والإيمان والصبر
والتعلم والتصويب والحذر والحرص
والثقة والإقدام والتضحية والوعي
والترفع والتواضع .
-11-
( تركيا الأردوغانية .. جنت على نفسها كـ ” براقش ” )
– بعد خمس سنوات من انخراطها كقاعدة متقدمة في الحرب الإرهابية الصهيو/ أطلسية / الأعرابية / الوهابية / الإخونجية على الجمهورية العربية السورية …
– تخلخل النسيج الاجتماعي التركي..
– وبدأ ظهور صراعات متصاعدة بين العلمانيين .. والمتأسلمين ..
– وبين متأسلمي ” العدالة والتنمية ” الأردوغانية.. ومتأسلمي ” فتح الله غولن”..
– وبين الجيش التركي .. والمليشيات المتأسلمة..
– وبين القوميين الأتراك المتعصبين لقوميتهم .. و دعاة الانفصال ..
– وبين أغنياء المدن المتلبرلين.. وفقراء الأرياف المتعصبين..
هذه الصراعات المتصاعدة، سوف تتأجج في المستقبل القادم، بما يجعل من تركيا، هي ” الرجل المريض ” للمرة الثانية في التاريخ …
كل ذلك، بسبب حماقات وأطماع ومقامرات وسوء حساب ” حزب العدالة والتنمية ” الإخونجي الأردوغاني .
-12-
( تركيا… الشوكة، في خاصرة روسيا )
* هل تعلم أنّ الثورة السوفيتية هي أول مَن مدّت يدها لمؤسس الدولة التركية الأتاتوركية ” مصطفى كمال أتاتورك ” ودعمته في حرب الاستقلال ؟!
* وهل تعلم أنّ أول قرض مالي تلقته الجمهورية التركية الوليدة حينئذ ، جاء من موسكو عام 1932 ؟!
* وهل تعلم أنّ الخطة الخمسة التركية الأولى ” 1938 – 1934 ” جرى إعدادها تيمناً بالخطة الخمسية السوفيتية ؟!
– وهل تعلم- بأنّه رغم ذلك- انضمت تركيا إلى حلف الناتو المشكل عام 1949 ، لمواجهة الاتحاد السوفيتي، وبلدان المنظومة الاشتراكية؟!
– وهل تعلم أنّ تركيا ، منذ أن انضمت إلى حلف الناتو، وحتى اليوم ، كانت ولا زالت قاعدة وشوكة عسكرية وسياسية واستراتيجية متقدمة لحلف الناتو، في خاصرة روسيا ؟!.
-13-
( واشنطن تشعل الأزمات ، ثم تحصد نتائجها )
– منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، قبل أكثر من سبعين عاماً، لم تقم الولايات المتحدة الأمريكية بحل أي أزمة أو مشكلة في العالم ، بمعنى الحل المستند على الحق والعدل والقانون والأخلاق …
– بل كانت ولا تزال تؤجج المشاكل وتقوم بتسعير الأزمات وصب الزيت على نارها واستثمارها وتوظيفها وتوجيهها بما يخدم الأجندة الاستعمارية الأمريكية ..
ومن ثم تقوم بإدارة المشكلة أو الأزمة ، للخروج بـ ” حل ” لها، يجعل من الدولة أو الإقليم المأزوم، جرماً يدور في الفلك الأمريكي ، حتى لو كانت نتيجته ملايين الضحايا من شعوب العالم الأخرى ..
– وأمّا في المناطق أو الدول غير المأزومة ، أو أن أزماتها كانت في طور الكمون ..
فتقوم واشنطن بخلق الأزمات لها، أو بنبش كوامن الأزمة الموجودة بداخلها ..
وبعد إشعالها، تقوم بتفجيرها، ثم بإدارتها ، ثم بحصادها بما يضيف إلى الأرباح الأمريكية ، على حساب شعوب ودماء العالم الأخرى .
-14-
( عندما يقول التقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عن “الإرهاب في عام 2015 ” ) :
( إنّ المتطرّفين يستفيدون من إحباط السكان الذين يعجزون عن التعبير الحر والسلمي ) !!!!!
حبَّذا لو أفادَتْنَا الخارجيةُ الأمريكية : هل هناك عجزٌ عن التعبير الحُرّ والسلمي في الدول الأوربية ، التي قام فيها الإرهاب بتفجيراته ؟ !!.
وهل ذلك العجز عن التعبير الحُرٌ والسلمي، موجودٌ في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها التي جرت فبها تفجيراتُ البُرْجَيْن في 11 أيلول 2001 ؟!
إنّ هذا النمط من المقاربة المزيفة لظاهرة الإرهاب، يهدف إلى طمس المسؤولية الحقيقية عن رعاية وسقاية واحتضان الإرهاب، التي قام ويقوم بها المعسكر الصهيوني- الأمريكي – الأوربي ، وترحيل المسؤولية عن كاهله ، لتحميلها على أكتاف شعوب بلدان العالم الأخرى .
-15-
( بين المثقف المنتمي والمثقف اللا منتمي )
– المثقف المنتمي.. لا يضيع في زواريب الهوامش، مها كثرت وتعددت… ويبقى الانتماء للمتن، هو الذي يحكم حركته وموقفه وسلوكه .
– المثقف اللا منتمي: إمّا أن تبتلعه الهوامش ويتخبط في سراديبها ..
وإمّا أن يتحول، وبإرادته، إلى عزقة صدئة في ماكينة أعداء الشعوب ..
– تماماً، كما حدث مع كثير من ” المثقفين ” السوريين وغير السوريين؛ بمواجهة الحرب الكونية الإرهابية على سورية..
عندما تبيّن أنّ معظم هؤلاء ممن كانوا يدعون الانتماء للوطن والقومية واليسار والعلمانية …
إمّا أنّ انتماءهم كان هشّاً وتداعى عند أول هبة ريح، أو أنه كان انتماء مزيفاً، غايته تغطية الانتماء الحقيقي لأعداء الوطن أو للمصالح الشخصية الضيقة .
-16-
السياسيُ الحصيف :
لا يُسْتَدْرَجْ ولا يُسْتَفَزّ ولا يُدَغْدَغْ ولا يَغْفَلْ
ولا يَحْقِدْ ولا يَنْسَى ولا يُداهِنْ ولا يَظْلِمْ
ولا يُفَرِّطْ ولا يَتَهاوَنْ ولا يَبْتَعِدْ ولا يَلْتَصِقْ .
-17-
( روسيا لا تدافع عن الرئيس الأسد )
روسيا لا تدافع عن الرئيس الأسد، وليس مطلوباً منها الدفاع عنه.. بل هي تدافع عن المصلحة العليا الاستراتيجية الروسية، عبر دفاعها عن سورية..
والرئيس الأسد لا يريد من الروس ، الدفاع عنه ، بل ينتظر منهم ، الدفاع عن مصالحهم العليا ، المتلاقية والمتناغمة مع مصالح الشعوب في التخلّص من الهيمنة الأمريكية، ومع مصلحة الشعب السوري في الدفاع عن حقّه وأرضه وكرامته وحريته ، في وجه المحور الاستعماري الجديد وأتباعه وأذنابه وأدواته من عصابات الإجرام الإرهابية، والمرتزقة التدميرية..
ولو لم تصمد سورية الأسد، وحدها، صمود الجبال الراسيات، منذ الأسابيع الأولى والأشهر الأولى والسنوات الأولى، لما كان هناك الآن شيء اسمه سورية، ولما وقف أحد معها في هذا العالم ، بعدئذ ..
لأنّ لا أحد يراهن على الفاشل ولا على المهزوم .
-18-
( طائرُ الفينيق السوري )
– مَنْ يعتقدون أنَّ ما بعد الحرب، سوف يكون خَراباً يَبَابَاً، يحتاجون إلى قراءة التاريخ جيّداً ..
ذلك أنّ التاريخ يُعَلّمنا بِأنّ جميعَ الشعوب الحيّة، تخرج من الحروب مهما كانت طاحنةً ، لِتُعيد بِناءَ ذاتها ، بِأفْضَلَ ممّا كانت عليه قَبْلَ الحرب ..
والشعوبُ غيرُ الحيّة والعقولُ المهزومة من الداخل، وَحْدَها التي تضع نفسها خارج التاريخ وخارج الحاضر والمستقبل ..
وأمّا الشعبُ السوري، فهو الشعبُ الأعرق والأقدم على وجه الأرض، ولذلك سيخرج كطائر الفينيق من بين الرّماد .
-20-
( كلمة حق، يجب أن تقال مهما كانت قاسية ومؤلمة للكثيرين ) :
– إنّ نصف مصائب الشرق العربي، منذ عدّة عقود حتى اليوم، يعود إلى سلسلة الحروب ضد إيران والكويت ” 1990 – 1980 ” التي خاضها، بدون ضرورة ” القائد الضرورة : الشهيد الرئيس صدام حسين ” .
وهذه الحروب كانت جسراً وذريعةً لمجيء الجيوش الأمريكية للمنطقة واحتلال وتدمير العراق بعدئذ ..
– والنصف الثاني لمصائب الشرق العربي، يعود إلى نواطير الكاز والغاز ومرتزقتهم في بعض الأمصار العربية ..
– والسياسة الرعناء للقائد الضرورة + السياسة المأجورة للنواطير، كانتا أفضل هدية لعدو العرب والمسلمين الأكبر ” إسرائيل ” .
-21-
( هل ” العملية السياسية ” في سورية: لوقف الحرب ، أم لإسقاطها في حضن المحور الصهيو/ أطلسي ؟! )
– مَن يتحدثون عن الحاجة إلى استئناف ” العملية السياسية ” في سورية ، من أجل وضع حد للحرب الدائرة عليها وفيها ، مرحب بهم دائماً .
– وأمّا مَن يتحدثون عن ضرورة استئناف ” العملية السياسية من أجل تحقيق عملية ” انتقال سياسي ” .. فهؤلاء سادة الإرهاب وداعمو الإرهابيين..
وهم يريدون أن يأخذوا بالعملية السياسية ما عجزوا عن أخذه عبر ست سنوات من عدوانهم الوحشي على الجمهورية العربية السورية.
-22-
( صاحِبُ الحَقّ، المُدافِعُ عَنْهُ… سيمتطي جوادَ النصر )
– لو وقفَ العالَمُ كُلُّهُ مَعَك، وأنتَ عاجِزٌ عن الوقوف مع نفسك، فلن يفيدوك بشيء..
– ولو وقفَ العالمُ كلُّهُ ضِدَّك، وأنتَ مُصَمِّمٌ على انتصار الحق، ومستعدٌ للتضحية في سبيله .. فَستنتصر..
– فكيفَ إذا كُنْتَ على حَقٍ، وتدافِعُ عنه، وتُضَحّي لِنُصْرَتِه، ومعك حلفاءُ وأصدقاءُ يضعون يَدَهُمْ بِيَدِك ؟!
حينئذ ، سوف تمتطي جوادَ النصر ….
وسيتجرّعُ أعداؤك مرارةَ كأس الهزيمة.
-23-
( بين الشتم والهدم.. والنقد البَنَّاء والبِنَاء )
– الشتم والنواح، أرخص بضاعة وأسوأ بضاعة… وغالباً ما يقوم الشّتّامون بذلك، لكي يخفوا قصورهم وتقصيرهم، ولكي يحلحلوا عُقَدَهُمْ الذاتية التي تستمتع بشتم اﻵخرين.
– ولا بُدّ أن يترافق النقد البَنّاء، مع البنِاء.. والبِناءُ يجري بالبدء في وضع اللَّبِنَات الكفيلة بالتصدّي للتحدّيات اليومية القائمة، كُلٌ في موقعِهِ وفي محيط سَكَنِهِ وفي وسَطِهِ الاجتماعي..
– ولا يكفي التّذرّع بالقول بأنّهم ” ما بْيِسْمَحُوا لْنَا نْبَادِرْ ” … فمن يَنْذُرُ نفسَهُ للوطن، لا ينتظر تعليماتٍ رسمية، بل يَزّجُّ نفسَهُ في مواجهة التيّار الجارف، مهما واجَهَ من مطبّاتٍ وعوائق محلية . )
-24-
( بين حق ” المواطنة “.. وحق ” تقرير المصير ” )
– من حقّ بل من واجب جميع المواطنين السوريين بمختلف ألوان الطيف السوري ، أن يعملوا للحصول على حقوق ” المواطنة ” كاملةً ..
– وليس من حقّ أيّ مواطن سوري ، أن يعمل لـ ” حق تقرير المصير ” ، لأن ” حق تقرير المصير ” لا ينطبق على المواطنين ، مهما كانت مشارِبُهُم و مَنَابِتُهُم…
– لا بل إنّ التلطّي وراء ” حق تقرير المصير ” ليس إلاّ ستارةً للتغطية على دورٍ وظيفيٍ منشودٍ من دولْ خارجية ، يعملُ على تفتيت وتمزيق المجتمع والدولة المنشودة .
-25-
( مَن يعتقدون أنّ الأمور في تركيا ” الأردوغانية ” الحالية، هي على ما يرام، هم واهمون..
فالنار تحت الرماد، والقيادة التركية باتت على شفير الهاوية ..
وكل مكابرة إضافية لأردوغان وربعه، سوف تدفع بهم وبتركيا، بما يجعل تركيا وحكامها ، أقرب إلى الهاوية ..
وذلك على عكس ما يحاولون إظهاره وتسويقه. )
-26-
( واشنطن ترسل طائرات لدعم القوات الكردية في الحسكة …
وواشنطن تقول بأنها لحماية قواتها الموجودة هناك !!!! )
والسؤال هو : كيف يمنح الأمريكان أنفسهم حق دخول قوات برية إلى أراض سورية، بدون موافقة الحكومة الرسمية ؟
إنّ التذرع بالدفاع عن قوات أمريكية في منطقة الحسكة، هو عذر أقبح من ذنب، وهو تورط إضافي لواشنطن في العدوان على سورية.. ولن تكون نتيجته مرضية للمعتدي.
-27-
( بين السحق.. وعودة ” حذاء أبي قاسم الطنبوري ” )
– تصريح ” روبرت مالي ” مساعد الرئيس الأميركي، بالعمل على إطالة أمد الحرب في سورية، هي ردة فعل غير ذكية، على قرار سورية الأسد وحلفائها:
أولاً : بسحق جميع الإرهابيين الموجودين في سورية .. و
ثانياً : بعدم ممانِعة عودة بعضهم إلى الدول – وليس الشعوب – التي أرسلتها إلى سورية، لكي تعود بعض بضاعة ” حذاء أبي قاسم الطنبوري ” إلى أصحابها .
-28-
( القِناع ” أو : الأقْنِعة ” )
آخر تعريف لِـ ” القناع ” هو : السّتارة أو الحِجاب أو النِّقاب الذي اختفى خلفَهُ المخطَّطُ الحربيُّ الصهيو – وهابي – الإخونجي على سورية ..
وقد سُمِّيَ هذا القِناع ” مُعارِض “
ويمكن القول و بِكلّ تأكيد ، بِأنَّ :
( 99 بالمئة من ” المُعارَضات السورية ” كانوا أقنعة لِأعداء سوريّة في المحور الصهيو / أطلسي / الأعرابي/ الوهابي / الإخونجي )
-29-
( المسؤوليّة الوطنيّة )
– عندما يرتقي مسؤولو الدولة بِأنْفُسِهِم، وخاصّةً الحلَقات العليا منهم، إلى الدرجة التي يجعلون منها جزءاً من القضية الوطنية الكبرى، ويعملون بهذه الروحيّة ..
– حينئذٍ فقط ، تُوّفِّرُ الدولةُ والشعبُ الكثيرَ من التضحيات المُؤلمة والكثيرَ من الخسائر غير الضّروريّة، وتُساهم كثيراً في تقريب ساعة النّصر القادمة حُكْماً وحَتْماً . )
-30-
( بين المثقف المنتمي والمثقف اللا منتمي )
– المثقف المنتمي.. لا يضيع في زواريب الهوامش، مها كثرت وتعددت… ويبقى الانتماء للمتن، هو الذي يحكم حركته وموقفه وسلوكه .
– المثقف اللا منتمي: إمّا أن تبتلعه الهوامش ويتخبط في سراديبها ..
وإمّا أن يتحول، وبإرادته، إلى عزقة صدئة في ماكينة أعداء الشعوب ..
– تماماً، كما حدث مع كثير من ” المثقفين ” السوريين وغير السوريين؛ بمواجهة الحرب الكونية الإرهابية على سورية..
عندما تبيّن أنّ معظم هؤلاء ممن كانوا يدعون الانتماء للوطن والقومية واليسار والعلمانية …
إمّا أنّ انتماءهم كان هشّاً وتداعى عند أول هبة ريح، أو أنه كان انتماء مزيفاً، غايته تغطية الانتماء الحقيقي لأعداء الوطن أو للمصالح الشخصية الضيقة .
-31-
( الروحِ البشرية الإبداعية السورية، لمئات آلاف الوطنيين
السوريين ، قادرة على اجتراح وتخليق مئات وآلاف الصيغ
الميدانية العملانية على اﻷرض، والكفيلة بالقيام بالدور
المنشود، وطنياً وأخلاقياً وإنسانياً ، والتي سنتعلّم منها جميعا . )
-32-
( صحيح أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ، أصبحت القطب
الوحيد ، ولكنها ستسقط ليس نتيجة ضعفها ، بل نتيجة
ضعف وغباء مفكريها وقادتها . )
– العالم والمفكر العالمي الأمريكي : نعوم تشومسكي –
-33-
( صراع بين أن يكون العرب ” أمعاء ” أو بشرا سويا )
( جوهر الصراع منذ حوالي نصف قرن وحتى اليوم؛ بين سورية الأسد وبين المحور الصهيو/ أطلسي وأذنابه، هو أنّهم يريدون للعرب أن يكونوا مجرد “أمعاء ” فقط …
وسورية الأسد ترفض ذلك، وتريد لهم أن يكونوا بشراً سوياً، بعقل وقلب ووجدان وكرامة وإنسانية . )
-34-
هل سمع المثقفون العرب والإعلاميون العرب ممن باتوا من لاعقي أحذية نواطير الكاز والغاز، بما قالته، يوماً، الرئيسة الأمريكية القادمة ” هيلاري رودهام كلنتون ” ؟ :
( علينا أن نستخدم الإسلاميين، لتحطيم نظام الأسد، من أجل مصلحة “إسرائيل ” وأمنها . )
-36-
*** الروس لم يكونوا في تاريخهم، إلّا شجعاناً بمنتهى الشجاعة، ولكنهم كـ (ذئب حذر) :
ينام بإحدى مقلتيه، ويتقي
بأخرى المنايا، فهو يقظان هاجع
-37-
( كانت منظمات ” المجتمع المدني ” وجمعيات ” حقوق الإنسان ” أبواب رزق واسترزاق للعملاء والمرتزقة، ثم أضيف إليها مراكز ” البحوث والدراسات ” ومواقع ” الإعلام الإلكتروني ” . )
-38-
( نحن في سورية الأسد، لا ندفع لأحد، من أجل وقوفه معنا ..
لأنّ مَن يقف معنا طمعاً بالمال، سوف يقف مع أعدائنا
وخصومنا، عندما يدفعون له أكثر . )
التعليقات مغلقة.