الأردن العربي – الخميس 8/6/2023 م …
* ”همسات ” خلف الستائر بعنوان” أزمة خلافة عباس” وشغل الأردن ومصر الأساسي” وحدة حركة فتح” و”غياب خطة البديل” وتحفظ الرئيس
أشارت مصادر فلسطينية مطلعة جدا الى ان الأضواء التي لاحقت الأسير الكبير والمناضل مروان البرغوثي مؤخرا قد تكون مرتبطة ببعض الاحداث والتطورات التي حصلت معه اكثر ما هي مرتبطة فعلا بسيناريو حقيقي يفترض ترشيحه وعودته في سياق الجدل المرتبط بخلافة الرئيس محمود عباس .
ويبدو ان المعطيات الفلسطينية تلك تتقاطع ولا تتعاكس مع معطيات سياسية اردنية معنية بالحفاظ على وحدة حركة فتح ازاء سيناريو الانهيار في الضفة الغربية المتوقع.
وهو أمر تطلب خلال فترة قصيرة قبل عدة أسابيع إجراء حوار رسمي اردني مباشر عبر قنوات سياسية وامنية مع قيادي بارز في حركة فتح من وزن محمود العالول.
كما تطلب عقد بعض المشاورات والإجتماعات بين عمان والقاهرة بحثت لأول مرة خيارات البديل عن الرئيس محمود عباس في حال غيابه عن مسرح الاحداث وتأثير اي غياب مفاجيء او مباغت او محتمل تحديدا اعلى وحدة حركة فتح الداخلية.
ليس سرا ان هذا الموضوع شغل دوائر القرار الاردنية عدة مرات في العام المنصرم.
وليس سرا ان طرح بعض السياسيين والمسؤولين الاردنيين لأسئلة من طراز من هو المرشح الأوفر حظا لخلافة الرئيس عباس لم يعجب رام الله والسلطة ولم يعجب الرئيس محمود عباس شخصيا وانعكس الامر كما يتردد وسط سياسيين فلسطينيين علي تراجع مستوى التنسيق في الاتصالات الرئاسية مع الاردن.
لكن بكل الأحوال يرى مسؤول أردني رفيع المستوى بان مشكله الرئيس عباس الأساسية مع الاردن والدول المحيطة مثل مصر والمنظومة العربية عموما انه لا يقف عند حدود عدم التطرق باي شكل من الاشكال الي موضوع خلافته او أوضاع السلطة ومصيرها بعده بل يتجه باتجاه اظهار حساسية من طراز خاص تجاه اقتراحات او مناقشات لمثل هذا الموضوع .
ويقر مسئولون بان عمان مثلا لا تعرف شيئا لا عن ما يوجد في ذهن الرئيس عباس بخصوص البديل عنه او خلافته ولا عن مصير المؤسسات التنظيمية الأبرز في حركة فتح في ظل العديد من التجاذبات والانقساماتز
والأغرب بالنسبة للاردنيين والمصريين ان الرئيس عباس لا تخرج منه اي مبادرة من اي صنف باتجاه التعاطي والاشتباك مع برنامج مدروس ومتوافق عليه يتولى فيه خليفة ما موقعه.
لكن الحديث عن خلافة عباس يطل برأسه مجددا على هامش ليس فقط خلايا التفكير والأزمه التي تحاول تفكيك ألغاز موضوع هذه الخلافة في بعض العواصم العربية مثل القاهرة وعمان ولكن على صعيد التطورات والمستجدات المرتبطة ايضا بالأسير مروان البرغوثي فقد دخل الرجل الأسير مجددا الى بؤرة الاضواء لان إتصالات غامضة جرت معه مؤخرا حسب تقارير عميقة من قبل ممثلين أمريكيين و أوروبيين زاروه في السجنز
ويبدو ان قناصل عدة دول في الضفة الغربة تدخلوا لصالح تحسين ظروف إحتجاز و إعتقال السلطات الاسرائيلية للأسير مروان البرغوثي.
وفي الأثناء شوهد نطاق حراك في بيروت و في القاهرة وأحيانا في عمان لمقربين جدا من مروان البرغوثي وتحديدا لزوجته فدوة البرغوثي والتي تعتبر ناشطة جدا في المجال السياسي وفي العمل على تأمين الافراج عن زوجهاز
لكن خطوة تنظيمية في السجن نقل فيها البرغوتي الى سجن آخر ووضع خلالها في جناح خاص بكبار السجناء و بظروف اعتقال افضل بعد وساطة امريكية واوروبية غربية كان لها الاثر الابرز في التوقعات والتكهنات.
والاعتقاد عمليا سائد هنا في رام الله وفي عمان على الاقل وايضا لدى بعض الأوساط الفلسطينية في عواصم اجنبية بان الاضواء التي عادت لتتسلط على الاسير مروان البرغوثي لا تعني الكثير لا على صعيد خلافة عباسز
ولا على صعيد اشتراك الرجل باي مرحلة انتخابية فالحديث بالنسبة للإسرائيليين تحديدا واحيانا للأمريكيين عن الافراج عن البرغوثي او ترشيحه لانتخابات الرئاسة او حتى عن خلافة عباس حديث سابق لأوانه .
وأغلب التقدير ان الكثير من التكهنات والتوقعات أعقبت حراكا نشطا لزوجة البرغوثي وتسهيلات مفاجئة منحت له من بينها استقبال زوجته اكثر و استقبال الزوار والتمكن من إجراء اتصالات هاتفية بصفة متكررة اكثر من اي وقت مضى .
و هي مؤشرات قد تعني شيئا في اطار التكهن لكن اي نظرية او سيناريو في هذا الاتجاه و استنادا الى مصادر اردنيه على الاقل حتى الان لا تزال بعيدة المنال او سابقة لأوانها ز
والفرصة الوحيدة التي تفكر فيها عواصم عربية مثل عمان والقاهرة الان هو اقناع الرئيس محمود عباس في اقرب فرصة مناسبة بان بعض واجباته تتضمن نفي عناصر الغموض والمفاجأة والعمل بالتنسيق على وضع برنامج لخلافته بوجوده وحضوره وليس بعد غيابه وهو الامر الناقص او الذي لم يحسمه عباس بعد.
التعليقات مغلقة.