الياس فاخوري يكتب: الغزو من الداخل واستراتيجية “الإلهاء”… مَن الـمـسـتعمر الــسـرّي؟ … من عبدالله البردوني الى نعوم تشومسكي!
الياس فاخوري ( الأردن ) – الأحد 18/6/2023 م …
* حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا زوجته الراحلة الكبيرة والمفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …
ابدأ بالآية الكريمة 9 – سورة المنافقون: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ..
١- إستراتجية الإلهاء أو التسلية (The strategy of distraction)
٢- إستراتجية إفتعال المشاكل وتقديم الحلول (Create problems, then offer solutions)
٣- إستراتجية التدرج (The gradual strategy)
٤- إستراتجية التأجيل (The strategy of deferring)
٥- مخاطبة الجمهور على أنهم أطفال (Go to the public as a little child)
٦- مخاطبة العاطفة بدل العقل (Use the emotional side more than the reflection)
٧- إغراق الجمهور في الجهل والغباء (Keep the public in ignorance and mediocrity)
٨- تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة (To encourage the public to be complacent with mediocrity)
٩- تحويل مشاعر التمرد إلى الإحساس بالذنب (Self-blame Strengthen)
١٠- معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لأنفسهم (Getting to know the individuals better than they know themselves)
ملحق المقال ”استراتجيات التحكم والتوجيه والتضليل العشر“:
١- إستراتجية الإلهاء أو التسلية :
”حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها“.
هذه المقتطفات من كتيب أو دليل ” الأسلحة الصامتة لخوض حرب باردة ” هي التي جعلت شومسكي يرى بأن وظيفة وسائل الإعلام هي الهاء الجماهير عن الوصول إلى معلومات حول القضايا الهامة و التغيرات التي تقررها النخب السياسية و الاقتصادية عن طريق وسائل الترفيه المختلفة و التي تروج لمصالح الفئات المسيطرة في المجتمع كما تقول النظرية النقدية قي دراسة الاتصال.
ومنه، أن ما تقدمه وسائل الإعلام حسب هذا المقتطف هو عبارة عن ”الهاء الناس عن البحث عن الحقيقة” فمن خلال الثقافة الجماهيرية التي تقوم وسائل الترفيه بنشرها، ينجح أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي في تحقيق أهدافهم .
٢- إستراتجية إفتعال المشاكل و تقديم الحلول:
هذه الإستراتجية التي تسمى ” المشكلة ، التفاعل ، الحل ” أريد أن أربطها بفكرة أن محتوى وسائل الإعلام هو كبناء لغوي من الرموز التي يتم اختيارها بعناية، من بين الإطار المرجعي لفكرة الصفوة المهيمنة و أهدافها، حيث يتم التفكير في افتعال مشكلة، لكي تصير حديث الناس في المجتمع و نشرها عن طريق مضامين وسائل الإعلام حتى يندفع الجمهور ليطلب حلا لها، مثل العنف و الأزمات الاقتصادية، وهنا تتحرك آلة النفوذ من أجل تقديم الحلول المبرمجة مسبقاً و هكذا تثبيت شعار ”الهيمنة”.
٣- إستراتجية التدرج:
وهنا نأخذ فكرة ” النيوليبرالية “ التي صاحبتها معدلات البطالة الهائلة و الهشاشة في البنية التحتية للمجتمع ، و التي لو لم يتم تمريرها تدريجيا و على مراحل في سنوات متعددة للجمهور لأحدثت ثورة عند الناس. فالجمهور عنيد يقاوم جهود المنتجين في وسائل الإعلام الذين يفرضون خبراتهم عليه من خلال المحتوى، و لهذا إستراتجية التدرج إستراتجية ناجعة في تقبل فكرة ما من عدمه.
٤- إستراتجية التأجيل:
هذه الإستراتجية تتلاعب بالوقت بشكل جيد حيث تفرض على الجمهور بأن يعتقد بكل سذاجة كما قال شومسكي أن” كل شيء سيكون أفضل غدا ” و هكذا تقوم وسائل الإعلام بتمرير قرارات مؤجل تنفيذها حتى يحين الوقت و يعتاد الجمهور عليها.
٥- مخاطبة الجمهور على أنهم أطفال:
في هذه الإستراتجية يرى شومسكي أنه كلما كان الهدف تضليل المشاهد إلا و تم اعتماد لغة صبيانية عن طريق الإعلانات و الملصقات التي تستعمل في الأصل لغة صبيانية هي في الأصل لغة لأطفال مازالوا يعيشون مرحلة النمو العقلي و الفكري و هكذا يكون رد فعل البالغين كرد أطفال صغار لأن وسائل الإعلام غرست فيهم ذلك.
٦- مخاطبة العاطفة بدل العقل :
إن الأمر الذي لا شك فيه هو أن العاطفة تتغلب على العقل في كثير من الأحيان عند العديد من البشر وهذا ما تستفيد منه وسائل الإعلام من خلال أسلوبها الكلاسيكي في استخدام سلاح العاطفة من خلال التحدث عن الانتماء أو الدين أو العادات التي يمتلك الناس التزاما عميقا تجاهها ، فيدخل الأفراد في حالة من اللاوعي و عدم التفكير إذا ما تم التعدي على أي من هذه المعتقدات التي تثير عندهم المخاوف و الانفعالات.
٧- إغراق الجمهور في الجهل و الغباء:
وهذه الإستراتجية هي شكل من أشكال تعزيز علاقات اللامساواة و القهر التي يعتمد عليها النظام الاقتصادي الرأسمالي حيث تهدف إلى إبقاء الجمهور غافلا عن التقنيات و الاستراتجيات التي تستعمل من أجل السيطرة عليه و تبدأ هذه الإستراتجية من نوعية التعليم التي تقدمها المدارس الحكومية و التي يدرس فيها أبناء العامّة.
٨- تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة :
و هنا وسائل الإعلام هي المسئولة بشكل كبير على تدهور مستوى الذوق الثقافي العام و العامل المحفز على ارتكاب الجريمة و العنف و الشذوذ الجنسي و تدهور الملكات الفردية و الغباء و الابتذال و الجهل إلا أنها تشجع الجمهور على التعامل مع كل هذا و القبول به.
٩- تحويل مشاعر التمرد إلى الإحساس بالذنب :
غرس مشاعر الذنب و التعاسة في الناس حيث تقوم وسائل الإعلام بتمرير مجموعة من الرموز التي تدفع الفرد إلى الاعتقاد بأنه المسئول عن عدم حصوله على فرص في النظام الاقتصادي العام بسبب عدم توفره على المؤهلات التي تسمح له بذلك ، فينغلق على نفسه بدلا من أن يثور على النظام الاقتصادي.
١٠- معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لأنفسهم:
مع تطور الوسائل التكنولوجية و تطور مجال العلوم أصبح أبناء الصفوة و النخب الحاكمة الذين تحصلوا على معرفة عالية المستوى في علم الأعصاب و النفس و في مختلف العلوم الإنسانية يتحكمون بالأفراد في المجتمع بشكل أكبر ، حيث يتحكمون بمعلومات تجعلهم يتعرفون على الأشخاص أكثر من معرفتهم لذواتهم.
التعليقات مغلقة.