بايدن يصف الرئيس الصيني ب” الدكتاتور” وبكين تعتبرها تصريحات سخيفة / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 22/6/2023 م …
ادركت الولايات المتحدة ان الصين اليوم لم تعد الصين بالامس وان احترام واشنطن اخذ ينحسر ويتراجع وان بكين ماضية في الطريق للجم الغطرسة الامريكية اقتصاديا وحتى عسكريا جراء اتفاقاتها الستراتيجية مع روسيا من اجل عالم متعدد الاقطاب ونرى انعكاسات ذلك على تصرفات سادةالبيت الابيض لاسيما بعد زيارة وزير الخارجية بلينكين الاخيرة الى الصين التي الحت واشنطن على تحقيقها رغم عدم اكتراث بكين بذلك ليعود خالي الوفاض وهو ما اكدته التصريحات المتهورة التي اطلقها الرئيس بايدن على الرئيس الصيني عندما وصفه ب” الدكتاتور” والتي ازعجت الصين ووصفتها بكين بانها تصريحات سخيفة بعيدة عن الاداب الدبلوماسية اما بلينكين نفسه فقد دعا مجموعة ” ال” 7″ الى توحيد مواقفها نحو الصين نظرا للتباين بينها بشان مصالحها الاقتصادية .
وما ان اقلعت الطائرة التي اقلت عميد الدبلوماسية الامريكية اناتولي بلينكين من مطار بكين وبعد التصريحات المتفائلة للوزير الامريكي عقب لقاء الرئيس الصيني حين قال ان الولايات المتحدة لاتسعى الى تغيير النظام في الصين وانها ليس مع استقلال جزيرة ” تايوان” حتى غرد الرئيس الامريكي جو بايد قائلا” ان الرئيس” شي جين بنغ مجرد دكتاتور” واعلن عن توقيع اتفاق تجاري مع تايوان وهو ما ترفضه الصين وترفض اي اتفاق سياسي مع الجزيرة.
لم ينتظر بايدن حتى وصول وزير الخارجية الامريكي الى واشنطن فكان الرئيس الامريكي على عجالة من امره ليفصح ما بداخله ويبدوا ان حديث الرئيس الصيني مع بلينكين لم يعجب بايدن كما لم تعجبه مراسم استقباله ايضا لان البيت الابيض لايريد ان يسمع من اية دولة حتى لو كانت بعظمة الصين اواي طرف دولي يتحدث معه مسؤول امريكي كلمة ” لا” او ينتقد السياسة الامريكية المتغطرسة والاعمال الاجرامية ازاء دول وشعوب العالم والا فانك” دكتاتور” لاتستمع الى ارشادات وتوجيهات ” سيئة العالم الحر” التي تسعى لنشر ” الديمقراطية” على طريقتها الخاصة ” العراق نموذجا” بعد الغزو والاحتلال عام 2003 .
ان الولايات المتحدة هدفها الستراتيجي هو ان تتعامل مع جميع زعماء العالم من وجهة نظر واشنطن حتى مع حلفائها الغربيين هم مجرد ” طلاب” عليهم ان يصغون الى استاذهم الهرم في البيت الابيض وطاقمه. وحلفاؤها فرنسا وبريطانيا والمانيا يتعاملون مع الدول الاخرى بذات الاخلاق المتدنية وهكذا ” انت اونازل؟؟؟
الوجود العسكري الامريكي على ارض سورية وسرقة النفط السوري مسالة مشروعة يجب ان لايعترض عليها احد لانها تنفذ من قبل دولة ” تريد اشاعة الديمقراطية في العالم .
ومن هذا المطلق تاتي جولات السفيرة الامريكية في العراق في اروقة ومكاتب السياسيين العراقيين والتي لن تتوقف فهي تلقي المحاضرات عليهم وتوجههم وفق ” ديمقراطية العم سام ” والا فان هناك قوات ” موجودة في القواعد العسكرية على ارض العراق وان من يعترض فهو ” دكتاتور” لايقل دكتاتورية عن الرئيس الصيني بنغ الذي ازعج بايدن بالتاكيد حين ابلغ وزير خارجيته ان تكف واشنطن عن التدخل في الشان الصيني وعدم استفزاز بكين .
لم يترك الاستعماريون الغربيون حلفاء واشنطن فرصة الا ودسوا انوفهم فيها رئيس الوزراء الصيني لي شيانغ تجاهل بشكل علني مطالب المستشار الالماني شولتس خلال زيارته لالمانيا مطالب المستشار الالماني المساعدة في انهاء الحرب في اوكرانيا.
واكدت صحيفة بوليتيكو ان المستشار الالماني شولتس كرر مناشدته للصين استخدام نفوذها على روسيا للمساعدة على انهاء الحرب في اوكرانيا الا ان ضيفه من بكين تجاهل ذلك واكد على اهمية تعميق العلاقات التجارية بدلا عن ذلك.
وافادت الصحيفة قائلة ” لم يكن هناك ما يشير الى ان دعوة شولتس التي اصدرها سابقا خلال زيارته الى بكين العام الماضي قد اتت ثمارها .
واشارت الى ان رئيس الوزراء الصيني اكد ان الصين تريد تعاونا اقتصاديا اوثق مع المانيا متجنبا ان يذكر روسيا او اوكرانيا.
مع كل هذا الذي يحصل من عدم اكتراث الصين لكن دول الغرب الاستعماري تتدخل في شؤون الدول الاخرى وتحاول فرض توجهات معينة عليها فقد وصل الحال بهذه الدول ان تنتقد موقف الدول العربية لترحيبها بعودة سورية الى الجامعة العربية بالرغم من ان ” الجامعة نفسها هي التي عادت الى سورية ” وليس العكس.
وهناك ما يدعوا الى الاستغراب في تمادي الدول الاستعمارية رغم طردها من دول عديدة في المنطقة فقد احتجت فرنسا التي استعمرت الجزائر لسنوات وتم كنسها من ارض الجزائر بعد تضحيات جسيمة احتجت على النشيد الوطني الجزائري ؟؟
لاندري هل يريد ماكيرون وبقية المرابطين في قصر الاليزيه من الجزائر ان تستبدل نشيدها الوطني بنشيد يمجد جرائم فرنسا في الجزائرخلال حقبة الاحتلال المقيتة بنشيد اخر يثني على اجراء التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية على اجساد مواطنين جزائريين ام ماذا؟؟
من جهة يزور الماكر ماكيرون الجزائر لاحبا بل” مستجديا ” بحثا عن مصدر ” للغاز” والطاقة ويطأ طئ راسه امام الرئيس عبد المجيد تبون ومن جهة يريد ان يفرض على الجزائر نشيدا وطنيا بديلا؟؟ مثلما اراد ان يملي على اللبنانيين افكاره الاستعمارية المقيتة.
ان قادة الغرب جميعهم” متغطرسون ” و من طينة عفنة واحدة يحشرون انوفهم في الصغيرة والكبيرة وان علاجهم الناجع كما حصل مع بلينكين عميد الدبلومايبة الامريكية خلال زيارته للصين وكما اهمل رئيس وزراء الصين مطالب المستشار شولتس خلال زيارته الاخيرة لالمانيا .
التعليقات مغلقة.