البحرين … المنبر التقدمي ينعى رئيسه الفخري الشخصية الوطنية البارزة المناضل أحمد الشملان

الأردن العربي – السبت 24/6/2023 م … 




سبب وفاة أحمد الشملان المناضل البحريني - كايرو تايمز

فُجعنا صباح اليوم الجمعة، الثالث والعشرون من يونيو/ حزيران، برحيل الشخصية الوطنية التاريخية البارزة، الرئيس الفخري لمنبرنا التقدمي، المناضل والمحامي والأديب أحمد الشملان، بعد معاناة مع المرض خلال الشهرين الماضيين.
إن رحيل المناضل أحمد الشملان خسارة كبرى للبحرين ولحركتها الوطنية والحقوقية والثقافية، في كافة الميادين التي نشط فيها الرفيق الراحل على مدى عقود من عمره، وسيترك غيابه فراغاً كبيرأ في نشاطنا السياسي وفي صفوف الحركة الوطنية، بما مثّله ويمثّله من مكانة نضالية ومعنوية ورمزية، ملهمة لأجيال مختلفة من أبناء وطننا.
ولد أحمد الشملان في أم الحصم بالمنامة عام 1942، وانخرط في العمل السياسي النضالي في عمر مبكر، حيث انضمّ لحركة القوميين العرب، وشارك بفاعلية في انتفاضة مارس 1965، وأمضى، بعدها، عامين في المعتقل منذ إبريل 1965، قبل أن ينفى إلى الخارج، حيث تنقلّ بين مدن المنفى، وفي الفترة من 1968 حتى 1971 كان عضواً في الحركة الثورية لتحرير الخليج العربي، ومرّ بتجربة نضالية في إقليم ظفار بعمان على فترتين في عامي 1969 و1971، كما اعتقل في دبي في عام 1969.
في بداية السبعينيات أصبح الرفيق الراحل عضواً في جبهة التحرير الوطني في البحرين، حيث اعتقل مرة أخرى في العام 1972، وبعد اطلاق سراحه في العام 1974 نشط في الحراك السياسي والعمالي الذي تزامن مع بدء التجربة البرلمانية الأولى حيث حققت “كتلة الشعب” والنواب الوطنيون المستقلون نجاحاً كبيراً في انتخاباتها، وبعد اجهاض تلك التجربة أعيد اعتقاله في يونيو 1974، حيث كان ضمن أول مجموعة طبق عليها قانون أمن الدولة سيء الصيت.
بعد خروجه من السجن في العام 1975، سافر لمواصلة دراسته الجامعية في الاتحاد السوفيتي، حيث حصل على ماجستير في القانون الدولي من جامعة الصداقة في موسكو، وبعد انتهاء دراسته وعودته إلى الوطن اعتقل من جديد فور وصوله في أغسطس 1981، حيث بقي في المعتقل خمس سنوات متواصلة.
لم تنل سنوات السجن المتكرر والمتتالي من إرادته الفولاذية وعزيمته، فبعد اطلاق سراحه في العام 1986، انخرط بفعالية في الحراك السياسي المطالب بعودة الحياة البرلمانية وإعادة تفعيل دستور البلاد، حيث كان عضواً مؤسساً للجنتي العريضتين، النخبوية والشعبية، المطالبة بالحقوق السياسية والدستورية، وتولى خلال التسعينات مهمة الدفاع عن عدد كبير من المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، وقد صودر جواز سفره ومنع من السفر، كما استدعي للتحقيق عدة مرات، قبل أن يصار إلى اعتقاله مرة أخرى في العام 1996، وقدّم لمحكمة أمن الدولة التي حكمت ببراءته تحت ضغط حملة التضامن الأممية معه.
في ديسمبر من العام نفسه أصيب بجلطة في القلب، وبعد شهور بجلطة أخرى في الدماغ على أثر استدعائه للتحقيق من قبل أجهزة الأمن، ورغم ما سببته له الجلطة من إعاقة في الكتابة والكلام، ظلّ حاضراً، وبقوّة، بقامته النضالية المهيبة، في نشاط الحركة الوطنية، وخاصة في تنظيمه المنبر التقدمي الذي اختاره رئيساً فخريأ له بعد تأسيسه، تقديراً لدوره النضالي ومكانته الكبيرة في تاريخنا الوطني.
إضافة إلى دوره النضالي والحقوقي برز رفيقنا الراحل أحمد الشملان في المجال الأدبي والصحفي والثقافي، فقد بدأ كتابة الشعر مبكراً، ونشرت قصائده الأولى في الصحافة الكويتية وخاصة في مجلة “الطليعة” في نهاية الستينات، وبعد خروجه من المعتقل في الثمانينات نشط في الحركة الأدبية البحرينية، وكان عضواً في أسرة الأدباء والكتّاب، وعضواً في هيئة تحرير مجلتها “كلمات”، وأصبح رئيساً لتحريرها في العام 1997، كما كان يكتب مقالاً يومياً بعنوان “أجراس”، ينشر في صحف: “أخبار الخليج” البحرينية، “الخليج” الإماراتية، “الشرق” و”الراية” في قطر، و”الوطن” و”الرأي العام” في الكويت.
كما صدرت له مجموعة كبيرة من المؤلفات الشعرية بينها: “زنابق العشق”، “الأخضر الباقي”، “ملكة باربار”، “رائحة في الذاكرة”، “ملفات الجزيرة العاشقة”، وجمع مقالاته الصحفية في كتاب: “أجراس الأمل” الذي صدر في جزئين، أضافة إلى كتابيه النقديين:” المحو والكتابة”، “مقالات في المسرح”.
هذه السيرة الحافلة للرفيق الراحل هي مجموعة أوسمة على صدر وطننا وحركتنا الوطنيّة، وستظل ذكراه خالدة في القلوب تتناقلها الأجيال التي ستجد فيها الكثير من العبر والدروس، لا للحاضر وحده، وإنما للمستقبل ايضاً.
يتقدّم المنبر التقدمي بصادق العزاء والمواساة إلى زوجة الرفيق الراحل، الشخصية النسائية والثقافية المعروفة، الأستاذة فوزية مطر، رفيقة دربه التي وقفت إلى جانبه طوال مراحل حياته الصعبة بين السجون والمنافي ومعاناة المرض، وإلى ابنه خالد وابنته سبيكة، وإلى جميع أفراد عائلته ورفاقه وأصدقائه، وإلى كل الوطنيين والشرفاء في وطننا وخارجه، ممن عرفوا الراحل وتابعوا مسيرته.
الخلود لذكراك يا أبا خالد، وستبقى لنا رمزاً حاضراً، ونوراً يضيْ الدرب.

المنبر التقدمي – البحرين
23 يونيو 2023

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.