تبقى قلوبنا مع روسيا  شعبا ووطنا وقيادة ودولة … ويخسأ من يتصيد بالماء العكر / كاظم نوري

بوتين يحذر الغرب من “يوم القيامة” في 9 مايو – صحيفة يورو تايمز

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 25/6/2023 م …




كثرت التخمينات والتحليلات  حول التمرد العسكري الاخير الذي قاده زعيم ” فاغنر ” يفغيني بريغوجين في مقاطعة  روستوف جنوب روسيا التي تبعد قرابة 1000 كيلو متر عن العاصمة موسكو وفق بعض التقديرات لكن  الاعلام الغربي الموتور الكاذب يتبعه اعلام عربي اجير  يقتات رؤسائه على فضلات الاستخبارات الامريكية   تلاعب حتى بالمسافة لخداع  المواطن حين افاد بان قوات ” فاغنر” تبعد مجرد مئات الكيلومترات عن موسكو  وتخيل  للمستمع ان  الراجمات كفيلة بقصف موسكو .

 وبعد الاجراءات التي اتخذتها القيادة في موسكو لمعالجة الامر دون اللجوء الى القوة العسكرية وهي قادرة على ذلك لكن حقنا للدماء منحت  المتمردين فرصة وقد استغلتها ” فاغنر”    لتفاجئ الانباء اولئك الذين هللو وكبروا للقادم الى موسكو من اجل استبدال الحكومة والرئيس بان الموضوع تم حله بتدخل من الرئيس البلاروسي لوكا شينكو بعد ان تشاور مع الرئيس بوتين شخصيا .

هناك من اعتقد ان العملية مجرد ” مسرحية” اتاحت للرئيس بوتين فرصة التعرف على الصديق والعدو داخل المؤسسات الروسية وهناك من ادعى ان الرئيس بوتين ليس مقبولا لدى الروس باعتمادهم على اوهام لكن في كل الاحوال حتى لوكانت ” مسرحية” فقد تم اخراجها بنجاح منقطع النظير للتدليل على مدى ذكاء وصبر وقدرة القيادة الروسية في التعامل مع الازمات دون تهور او مبالغة.

ان ما يميز القيادة الروسية الحالية والقيادة  السوفيتية السابقة انها تعمل بهدوء وتان ولاتعمل بردود الافعال السريعة وهناك تجارب عديدة على هذ النهج في اطار نظرية ” مئة عام من الحوار” ولا يوم  واحد من الحرب لكن هناك ظروفا استجدت خاصة بعد عام 2014 وكذبة الغرب بل خداع موسكو  في اتفاق مينيسك بشان دونباس  ولسنوات ثمان  اضطرت موسكو الى عمليتها العسكرية الخاصة في اوكرانيا عام 2022 وهاهي  الحرب الهمجية الاقتصادية  والسياسية وحتى العسكرية الغربية تتواصل  لدعم كييف منذ عام 1922   ضدروسيا  ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي وتداعياته كشفت دول الغرب الاستعماري عن عدائها الصارخ لروسيا وشعبها .

وكم كانت تردد موسكو كلمة ” شركاؤنا” عندما تصف بهم دول الغرب الاستعماري حتى  اتضح وبات مكشوفا  ان هؤلاء اعداء وليس شركاء وكان الموقف الروسي من رغبة ” الثعلب” ماكيرون رئيس فرنسا  لحضور قمة بريكس القادمة  في جنوب افريقيا الرافض لحضور هذا الماكر  تصرفا  في مكانه واهانة لهذا الثعلب المخادع .

كانت موسكو كعادتها متانية ولن تتخذ اجراء مناسبا من تصريحات كان يطلقها مؤسس شركة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين اثناء عملية تحرير بعض مناطق دونباس والتي كان يشكك فيها بقدرات الجيش الروسي حتى وصل حد  الاتهام بقصف قواته وحجب الاسلحة عنها وهي اكذوبة وبعد تحرير باخموت وتسليمها الى الجيش الروسي لم يتوقف بريغوجين عن تصريحاته ضد قادة الجيش الروسي.

لاشك ان القيادة الروسية كانت تشعر بذلك ولن تتخذ اجراء ما ضد هذا الرجل الحالم كما يبدوا بمنصب وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاشك يعلم بطموحات بريغوجين فشكره والقوات التابعة له على تحرير ” باخموت”.

 لكن لم يقلده  وساما  كما جرت العادة بتقليد العسكريين الذين يتميزون بتضحياتهم  في الحرب لانه ليس عسكريا تابعا للقوات المسلحة الروسية بل رديفا لها الى جانب اسباب اخرى ربما كان الرئيس بوتين يعرفها وقد اقترح ان تحل قوات ” احمد الشيشانية” محل قوات ” فاغنر” بعد انسحابها من ” باخموت لحماية المدن الروسية  الحدودية مع اوكرانيا والتي كانت تتعرض لاعمال   ارهابية .

وقد ازدادت تصريحات بريغوجين حدة وتحولت الى عصيان مسلح وتمرد  في ”  روستوف ” الواقعة على الدون بقيادة ” فاغنر” وصفها الرئيس الروسي جريمة خطيرة وطعنة في الظهر.

شيئ اذهل الاعداء قبل الاصدقاء ان يحسم امر التمرد العسكري دون اراقة دماء و بهذه السهولة والذكاء الذي تعاملت به القيادة في موسكو مع الحدث الخطير دون تهور سواء كان الحدث مرتبا ” مسرحية” كما اعتقد البعض وتم اخراجه  بنجاح  باهر او وراءه ايادي تسعى للعبث في روسيا من اجل اثارة حروب اهلية او تطلعات شخصية؟؟

جنب الله روسيا وشعبها العريق الويلات والمصائب؟؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.