من يجرؤ على سؤال الرئيس ابو مازن؟ … انا!! / صالح الشقباوي
صالح الشقباوي ( فلسطين ) – الإثنين 26/6/2023 م …
ما يميز بنية الوجود الفلسطيني بشقيه السسيولوجي، والانطلوجي ماهياته التكوينية، التي تحيلنا الى انساق الحرية
فنحن شعب مستعبد ، وبالتالي علاقتنا بالمسؤول هي علاقة شراكة لا اجرة ،خاصة اذا كان هذا المسؤول رئيس…نعم نحن شركاء معه في الوعي والهوية والنضال والثورة …وحتى الشهادة التي تجمعنا في باقة التضحية والفداء… وحقول الوعي المتدحرج المنتظر…
اخي الرئيس ابو مازن
اعذرني ساثقل عليك…في اسألتي وادواتي المنهجية ..في تكوين السؤال..فانا تعلمت الفلسفة واعلمها وبالتالي فان الجرأة الوطنية والسياسية مطلوبة.
فانت..اكثرنا ذكرى وتذكر لحادثة كامب ديفد ، والتي استدعى فيها الامريكان الرئيس الشهيد ابو عمار الى هناك واغلقوا عليه وعليكم كل المنافذ اللوجستية ، وابقوكم لاكثر من عدة ايام ..وانتم في صراع مع النفس ومع الذات …بعد ان طالب الرئيس بيل كلينتون..من ابو عمار بيع التاريخ واسكات صوت الحقيقة ، والاصطفاف الادراكي وراء الرواية الصهيونية التوراتية
التي تعتبرنا كفلسطينيين غرباء ومحتلين للمكان وللمقدسات اليهودية،..نعم لقد طالب كلينتون ابو عمار ان يشهد ويوقع ع وثيقة تضرب مركزية الرواية الفلسطينية وتؤكد ان الهيكل السليماني المزعوم بني مكانه المسجد الاقصى، طبعا انت تعلم طبيعة وادراك وعي ومفاهيم ومبادئ ابو عمار الذي رفض العرض تفصيلا ..دون ان يعير انتباهه للجملة…لذا شطب واخرج حقا من قانون…العين الجدلية الساهرة ثلاثية الاضلاع..الامريكية…والاسرائيلية والعربية
وتم اغتياله…ومحاولة اخراجة من ثقب ابرة …بعد ان لبسوه في مرضه بيجاما وطاقية وازيح المسدس السمث عن جاصرته.
جئت انت بعملية انتخاب
واهم نقاط برنامجك الانتخابي رفضك للعنف وللكفاح المسلح ورفضك لمبدأ الشهادة وسيل الدم كان فلسطينيا ام اسرائيليا.
نعم انمت والغيت فكرة الكفاح المسلح كوسيلة وحرب الشعب اسلوبا وانمت فتح واجنحتها العسكرية الضاربة، ايمانا منك ان الحرب والمقاتلة، هم غرائز متجذرة في الحياة الفلسطينية..يمكن السيطرة عليها وتحويلها الى سياقات غريزية اخرى تخدم السلام.
حيث اكدت بفلسفتك ومنهجيتك ومشروعك السياسي انك لست بحاجة لوجود عدو مشترك لشعبك الفلسطيني، كي تؤمن وحدتة السياسية والاجتماعية،فالعدو الخارجي هو اداة لوحدتنا الوطنية
وبالتالي فانت استغنيت عن وجود عدو ، لذلك ابقيت الشعب منقسم،..ان اختفاء العدو تسبب في انتفاء حاجتك الى روابط تؤمن وحدة الهوية الوطنية المشتركة.،
نعم اخي ابو مازن ..انت لم تعد بحاجة لوجود عدو وبالتالي نزعت الى بناء علاقات امنية ولوجستية عالية في الوقت الذي فيه تصاعدت النزعة العدوانية للذات الصهيونية ، وان اسباب هذه العدوانية والهجمة الصهيونية ضد شعبك لم تتغير جوهريا..بل زادت شراسة وحدة وقتلا…فنحن نلغي عدائنا لهم وهم يبحرون في عدائهم وقتلهم وتنكيلهم بنا…ولنا ..كيف ..اهمدت نيران الحرب واسكنت الرصاص وشعبك يقتل ويذبح كل يوم .. كيف لم تترك البارود يلعلع ..ودوافع الحرب تكمن في المشاعرالعدائية والعدوانيةفي الكل الصهيوني.
فانت يا ريس…..قدمت لشعبك الفلسطيني اسوأ خدمة سيبقى التاريخ يذكرها ويلعنها ..خدمة حرمانك له من العدو …فانت لم تعد تؤمن ان اسرائيل عدوة يجب مقاتلتها وان الاستشهاد هو اقصر الطرق للتحرير
لم تعد تؤمن ان ما اخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة.
لم تعد تصدق ما جاء في رواية ” مقبرة براغ”
عقد فيها كبار الحاخامات اليهود ونادوا بضرورة جعل دولة اسرائيل قاعدة ارتكاز لوجستية وتوراتية للسيطرة من خلالها ع العالم..ونشر الاوبئة التي تخلصهم من اكثر من ستة ملاير انسان .
اخي الرئيس ابو مازن
نعم ان اطفاؤك لنيران الثورة …وتخليك عن نشيدك الوطني الذي ناداك ان تبقى فدائي ..فدائي الا ان تعود..وانتهاجوك لفلسفة انكار المعنى والحقيقة التاريخية ..هما شفاعتك عند بني صهيون ..
وهم سر بقاؤك في مناطق الحكم الذاتي
وعدم هدم معبدك ..كما فعلوا بالشهيد ياسر عرفات…يا الهي كنت وما زلت اجهل ان شفاعات بني صهيون ..تدخلنا الجنة…بالتوازي مع افراغنامن ثبات القضية الفلسطينية من ثباتها الكينوني..ومن تاريخية وجودها ومعناها ورمزيتها…..
خاتمة
====
منطقيا ان اختفاء العدو من وجودنا الفلسطيني، سيؤدي بالضرورة الى انتفاء الحاجة للصديق، وانتفاء الحاجة الى الحرب
فالرئيس ابو مازن نفي الحرب من وجوده ومن حياته وقال بصراحة انها ليست قدرة ولا حاجة وطنية لها ، وان التحرر منالعدو ممكن وان التفاهم معة ممكن ، وعلينا مقاومة الغرائز العدوانية والمدمرة في النفس، والسعي الى اقصاء فكرة الحرب من ذواتنا..لذا تم تبجيلك..كرئيس خارج حدود زمنك الفلسطيني المعذب .
**
* دكتور في الفلسفة
وباحث في علم الاجتماع السيكولوجي والتربوي
جامعتي بودواو – بوزريعة
التعليقات مغلقة.