أي عظمة تتوج بها جبين سورية! / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الخميس 29/6/2023 م …  

يفاخر الشعب السوري العالم ويعتز ويتباهى بالمؤسسة العسكرية السورية والأجهزة الأمنية التي كانت دائما رمزا للولاء والانتماء والكفاءة العالية والمهنية المتميزة الرائدة على المنطقة بل على العالم بأسره.كنت دائماً أشعر بالإطمئنان فى مسيرة سورية ما دام جيشها قادراً على مواجهة التحديات والأزمات، وكنت أرى أن جيشها حين ينتفض يستطيع أن يؤكد وجود هذا الوطن ودوره ومسئولياته، وفي ظروف كثيرة أكدت الأحداث والأيام إن لدينا مؤسسة عريقة أثبتت قدرتها على الحسم والمواجهة ووحدة الوطن وشموخه، فالجيش فخر للوطن بجميع اطيافه ومكوناته، فهو البوتقة التي تنصهر فيها تلك المكونات لتكون وطناً واحداً هو سورية. 




هذه الأيام تتهافت وسائل الإعلام الغربية على نشر تقارير  ودراسات لتقييم الحرب على سورية وتأخذ تلك التقارير سمة واحدة ومشتركة تتعلق بفشل قوى التآمر وعلى رأسها أمريكا وتركيا وحلفاؤهم من الدول العربية في عدوانهم على سورية، إذ أصبح هناك تصوّر واضح عن نتائج هذه الحرب، تمحور بمجمله حول الإخفاق الغربي في تحقيق أي مكاسب، وهي صفعة قوية لكل قوى الشر التي تكالبت على سورية من كل حدب وصوب لتدمير الإنسان السوري وتمزيق نسيجه الإجتماعي وتفتيت كيانه. 

اليوم تتخطى سورية الظروف المعقدة إذ أفرزت مادة لاصقة حافظت على تماسك وطننا الكبير “سورية”، تكاملت مع جيش قوي، حتى أصبح نموذجاً للجيش المسكون بالكبرياء والعزة والكرامة، أثبت للعالم أجمع إمتلاكه إرادة تكسر الرهانات الإقليمية والدولية على تفتيت سورية رغم مرور عدة سنوات من العدوان والتآمر على سورية، وتزامن هذا مع الإنتصارات الباهرة والمتلاحقة التي يسطرها الجيش السوري في حربه المقدسة ضد فلول الإرهاب والإجرام والتخلف والجهل ممثلة بظلامي العصر داعش والقوى المتطرفة الأخرى، وليس غريباً على الجيش، أن يكون عين البلاد الساهرة وحامي شعبها والقوة الضاربة ضد من يحاولون المساس بكرامتها وعزتها، ليظل على نهجه البطولي، لاسيما وهو يخوض الآن معاركه البطولية ضد عصابات داعش محققاً تقدماً كبيراً بعملية تحرير المناطق التي دنستها تلك العصابات.

للميدان رجاله فمع الإرادة والعزم والثبات يحقق أسود الوطن إنتصارات تغير الواقع وتقلب المعادلات والموازين ومن تدمر الى الرقة الى حلب الى حماه  وادلب حيث تمكن أبطال الجيش من قطع طرق الإمدادات لداعش وأوقعوا في صفوفهم عدد كبير من القتلى والجرحى في ظل إنهيار شامل وفرار جماعي من المواقع التي كانوا يتمركزون فيها، في إطار ذلك إن الجيش السوري من إنتصار إلى إنتصار رغم كل النكسات والنكبات التي طاولته ورغم تكالب العملاء والتدخلات الخارجية من أجل الإطاحة بهذا الجبل العالي والشامخ إلا انه ما زال ذاك الجيش الذي لا يموت كونه تأسس وعمل على أن يكون فوق كل الميول والاتجاهات ليحافظ على بريقه وسمعته ويظل سور الوطن وحامي تراب سورية. 

في سياق متصل إن المواطن السوري لديه أحساس عميق بالثقة، وشعور بالطمأنينة، نظراً للانتشار الميداني على حدود الوطن كالسوار المحيط بالمعصم، وهذا يؤشر الى جهوزية القوات السورية وكفاءتها، فالتاريخ سيتوقف كثيراً أمام ما قدمه أبناء الجيش السوري، من تضحيات عظيمة، لحماية الأمن ودعم الاستقرار ومواجهة الفوضى في أوقات عصيبة مرت بهذا الوطن، وإنطلاقاً من ذلك ندعو أصحاب الأبواق الإعلامية والمزايدين بالوقوف بجانب سورية والنظر بعين الإعتبار للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ولم ينظروا إلى أي مكاسب شخصية أو فرقعة إعلامية بل وضعوا الوطن نصب أعينهم وفوق رؤوسهم.  

مجملاً…إن جيشنا اليوم يخوض معركة مصيرية من أجل الدفاع عن سورية وعن مقدسات سورية وعن سيادة سورية وعن وحدة شعب سورية، واليوم الذي سننتصر فيه على الدواعش والقوى المتطرفة الأخرى ونحرر جميع أراضينا أصبح قريباً، وفي الختام أؤكد أن شعبنا الوفي والواعي له أن يفخر بما أنجزه، وما حققه خلال السنوات الماضية، وأن يطمئن على مستقبله وإلى أنه قادر على المضي دائماً إلى الأمام بثقة بالنفس والقدرات، مسجلين أسماءهم بحروف من نور، مؤكدين إن جيش سورية هو درعها الواقي للحفاظ على التراص الوطني وصيانة الأرواح وحماية ثروة هذا البلد الغالي على قلوبنا.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.