الإنتخابات في العراق بين العزوف والشكوى / رحيم الخالدي

رحيم الخالدي  ( العراق ) – الجمعة 30/6/2023 م …

ليسَ مُلِزماً أن تتطابق الرؤى، لكل أفراد الشعب مع رؤية الكاتب، بيد أن المطروح كفكرة يمكن أن تكون صائبة في أكثر الأحيان، وإن كانت نسبتها ضئيلة، وهنا تبدأ المشكلة،..




من خلال الممارسات التي ينتهجها البعض، الذين يتمسكون بشخصيات هزيلة.. لانه بحسب رؤيتهم ينتمي للشخص الفلاني، أو الجهة وكذلك الحزب والرمزية، وهنا تتعارض الأفكار، وهذا وإن دل  على التنوع والحرية بالرأي، لكن ليست كل الرؤى صحيحة، مالم تمتلك برنامجا ومساراً صحيح .

هنالك شخصيات شاهدناها في اللقاءات التلفزيونية، أو المطارحات في مجلس النواب، أو التصريحات في وسائل الأعلام، وقد تكون غير نافعة، وهنالك شاهدنا أسماء من خلال فوزهم بالمقاعد، لكنهم غير موجودين على أرض الواقع، وهذا بحد ذاته مشكلة، وهنالك أشخاص تجدهم في كل مكان، من خلال تواصلهم مع المجتمع وإندماجهم معهم، وتجدهم جادين بالتعامل مع المشكلة، سيما والعراق يعاني من تراكم المشكلات، سواء بالتقصير او الإهمال .

شخصيات كثيرة برزت وهم أفراد وأثبتوا أنهم أقوياء، عندما عجز كبار السياسيين عن التصدي للذي عملوه بمفردهم، ناهيك عن زعماء الأحزاب الكبيرة، فمنهم عمل لكن للحزب الذي ينتمي اليه، وهنالك من عمل بصمت دون تهريج أعلامي، وكانت تدخلاته أنضجت العملية السياسية، بعد وصولها لطريق مسدود، وبها تشكلت أقوى حكومة بعد سقوط نظام البعث، من خلال الجلوس للطاولة المستديرة، وطرح كل الأوراق، وعلى إثره تشكل الإطار التنسيقي، ومضى غير ملتفت للوراء، وغير مكترث للأقاويل والإتهامات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فلطالما حلمنا أن نمضى لأول درجة من سلم الصعود .

يتحرك الحكيم ذلك الشاب الذي خَبِرَ السياسة، في أيام صعبة كان قرار الإعدام لمجرد التأييد، فكيف بمن شارك بكل قوته؟ ناهيك عن الغربة في دولة مجاورة، ومحاربة الحكم الشوفيني، بالفكر والسلاح معاً، ويقال عنه كثير من الثناء من الأعداء قبل الأصدقاء، وهذا التحرك بالطبع أغضب الطفيليين على السياسة..

في أحدى اللقاءات الصحفية مع المفكر “حسن العلوي” إن أصعب شخصية رأيتها بحياتي هو السيد “عمار الحكيم” لما يمتلك من كاريزما قل نظيرها في العصر الحديث، وأكثر ما شدني اليه أنه يمتلك أجوبة لأيّ سؤال يخطر ببالك وهذا يحسب لهُ .

التحرك على شرائح المجتمع في كل الاوقات ليس منقصة بل مكسب، وفي الأزمات ديدنه، ولم ينقطع يوماً، البعض يحسبه دعاية إنتخابية، لكنه في الحقيقة ليس كذلك، ولو كان مثلما يصفه اؤلئك، لكان التحرك في أوقات معينة، وليس على طول أيام السنة، ناهيك عن أيام السبت في “ديوان بغداد” التي تضج القاعة الكبيرة في اللقاءات المستمرة للإعلامين، وأصحاب الحرف والمهن والمهندسين والمبدعين، ويشرح من خلاله الى أين وصلت العملية الديمقراطية، التي يجب المحافظة على أُسُسَها الصحيحة، وليس كما يفعله البعض بفهم خاطئ لها..

كل فكرة يطرحها يحاول البعض تقليدها وبشكل خاطئ، لانه لا يمتلك أسس تلك الفكرة وما تحوي بين طياتها، او النضج السياسي لما سبق وما هو المراد منها، ولهذا يفشل..

هؤلاء الفاشلون هم من يتهموه بان كل ذلك يصب في الدعاية الإنتخابية، بيد أنه وخلال الثلاث دورات السابقة لم يشارك، الا في عدد النواب، ولم يمسك مفصل وزاري يمكن محاسبتهُ عليه، ولهذا وفي أكثر من مرة كان يطرح فكرة، حاسبني على قدر الملف الذي أمسُكهُ، والا ما دخلي في الفشل الذي يخص باقي الكتل والأحزاب؟ .

معظم الذين يشتكون من الفشل بإدارة الملفات، سببه اؤلئك الذين هم بالأساس لم يشاركوا بالإنتخابات، وتركوا المناصب للفاسدين البارزين لبعض الأحزاب، ولا يمكن مقارنة الحكومة الحالية بالحكومات السابقة، لان المفصل الذي يتحرك عليه اليوم السيد السوداني، هو تحريك كل المياه الراكدة، وهو معاصر للعملية السياسية، من خلال تدرجه بمسك مفاصل في الحكومات السابقة، وهنا يأتي السؤال فعندما تشتكي لنقص الخدمات، وسوء إدارة الدول، والتحكم بها من قبل الفاسدين، لماذا لم تشارك وتقطع الطريق امامهم؟ وتختار الشخصية النزيهة وأصحاب الخبرة الشرفاء، سيما ونحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.