جنينغراد: أعلنها “ابو مازن” وطلِّق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة .. واللاءات الهاشمية الثّلاث .. اقرأْ مع، محمود درويش، باسم الفدائيَّ الذي خَلَقَا .. من جزمة افقا! / الياس فاخوري




الياس فاخوري* ( الأردن ) – الأربعاء 5/7/2023 م …

== حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا زوجته الراحلة الكبيرة والمفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …

جنينغراد: أعلنها “ابو مازن” وطلِّق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة .. واللاءات الهاشمية الثّلاث .. اقرأْ مع، محمود درويش، باسم الفدائيَّ الذي خَلَقَا .. من جزمة افقا ففي ردٍّ أوليٍّ على جرائم الاحتلال الاخيرة في مخيم جنين يرتقي عبدالوهاب خلايلة (23 عامًا) من السموع في الخليل شهيداً في عملية دهس وطعن وسط “تل أبيب” تبنتها “حماس  وأشادت بها “الجهاد” لتسفر عن 10 إصابات بينهم حالات خطرة .. هذا وقد ارتقى خلال الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير الماضي حوالي 200 شهيداً فلسطينياً، وهٓلٓك 25 إسرائيلياً الى جانب أوكرانية وإيطالي .

 وعليه، نكرر النداء كما فعلت “ديانا فاخوري” منذ سنوات  – اقتبس: “وأكرر للمرة الألف بعد الألف وأعيد التكرار: كنت قد وجهت، منذ وقت غير يسير، نداءً مكررا، مكررا .. معجلا، معجلا الى الرئيس الفلسطيني ليتخذ موقفا يطيح بصفقة القرن ويجهضها .. خاطبته واخاطبه بكل اخلاص ان قم بذلك:

أعلنها وطلِّق أوسلو ثلاثا .. وليكن اعلان الاستقلال مصحوبا بلاءات الخرطوم الثلاثة .. واللاءات الهاشمية الثّلاث ..

أعلن قيام “الجمهورية العربية الفلسطينية” المستقلة بعاصمتها القدس!

لَقَدْ أَضَلَّكم فوقّٓعتم ووقعتم، وَكانَ الشَّيْطانُ الصهيوامريكي لِكم خَذُولًا، فَاصْبِحُتم عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ .. فلا تكتفوا اليوم بوقف التنسيق تنفيذا لقرار التحلل من الاتفاقيات مع إسرائيل، واتخذوا مع المقاومين سبيلا!

نعم اليوم، وبعد كل ما حصل ويحصل، أرجوك ان أقْدِم .. أعلنها، سيادة الرئيس، واسقط “الصفقة” بقرنها وقرونها ..

أعلنها “أبو مازن”، أعلنها – ولو من غزة!

اعلنها واتخذ مع المقاومين سبيلا ..

اعلنها وافتح بجزمة الفدائي أُفقا!

أعلنها وأعد لنا الروح ونحن نرى المنكر، وأي منكر أعظم من احتلال فلسطين واغتصابها من النهر الى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش؟ لنعمل على تغيير المنكر، فلكم ارتقى الشهداء قرعا للأجراس مؤذنين باستعادة فلسطين، كل فلسطين، من النهر إلى البحر ومن الناقورة الى أم الرشراش (27،009 كم مربع – متر ينطح متر، كاملة غير منقوصة!) .. ولكم رجوتكم ان اوقفوا “الكوميديا الجاهلية” فقد شبعنا لعبا بين يدي بيرنارد لويس وصحبه اصحاب بدع وخطط وخدع تفتيت المنطقة طائفيا وعرقيا كي لا تبقى فيها دولة سوى “اسرائيل” .. من زئيف جابوتينسكي الى موشی هالبيرتال وحتى أوباما – و ترامب وبايدن بالتأكيد، سيما وهو يستكمل ذلك بوعده “المبلفر” بخصوص الجولان وغور الاردن! فكفوا عن مراقصة العدم وانسحبوا من اللعب بين أيديهم!

 اللاءات الهاشمية الثّلاث: “لا للتّنازل عن القدس المحتلة”، “لا للوطن البديل” و”لا للتوطين”!

نعم خسئوا فالأردن اكبر من الدور المرسوم، وهو قادر، قيادة وشعبا، على احباط “القدر المرسوم” .. وسيبقى الاردن وقف الله، أرض العزم، أفقا عربيا، وعمقا سوريا وامتدادا كنعانيا .. وطنا اردنياً بهيا بانتظام ولايته الدستورية ومأسسة الدولة وتحصين القانون، شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا! ولن تقوى قوى “الزندقة” او “الصهينة و”الصندقة” بخشنها وناعمها على تحويل الاردن من وطن الى جغرافيا والاردنيين من مواطنين الى سكان انسجاما مع مفرزات سايكس/ بيكو ووعد بلفور بمصادقة صك الانتداب وعصبة الأمم وما رسموه للأردن من دور وظيفي قاومه الملك الحسين متمسكا باستقلال القرار السيادي وانتظام الولاية الدستورية، وعمل على تخطي الدور ومقتضياته والتحرر من الالتزامات المترتبة عليه ليرسى بذلك إرثا سياسيا لأجيال “اسلفتها” قريش “بمدرجة الفخار” فيحملوا “من الأمانة ثقلها، لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا” فهم – كما يضيف محمد مهدي الجواهري – ابنَاء “الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ ، سُوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا”!”

نعم “ابو مازن”،

لِنَكُن ضَوارِيا – بعيداً عن حضن الشيطان!

فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى .. وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا ..

ولا تدع محمود درويش يشكو علو الصمت، او سهامه:

كم كنتَ وحدكَ ’ يا ابن أُمِّي,
كَمْ كُنْتَ وحدكْ !
والآن والأشياءُ سَيِّدَةٌ، وهذا الصمتُ عالٍ كالذبابهْ
هل ندركُ المجهول فينا ؟ هل نُغَنِّي مثلما كنا نُغَنِّي؟
سقطتْ قلاعٌ قبلَ هذا اليومِ، لكن الهواء الآن حامضْ
وحدي أدافع عن جدارٍ هو لنا (جمعاً، لا فرداً)
وحدي أدافع عن هواءً هو لنا (جمعاً، لا فرداً)
وحدي على سطح المدينة واقفٌ…
أَيُّوبُ ماتَ، وماتتِ العنقاءُ، وانصرفَ الصَّحابَهْ
وحدي . أراود نفسيَ الثكلى فتأبي أن تساعدني على نفسي
ووحدي
كنتُ وحدي
عندما قاومت وحدي
وحدةَ الروحِ الأخيرهْ
كانوا، ولكنْ كُنْتَ وحدك
كم كنتَ وحدكَ تنتمي لقصيدتي، وتمدُّ زندكْ،
كي تُحوِّلها سَلالِمَ، أو بلاداً، أو خواتمْ
كَمْ كنتَ وحدكْ!
والآن ’ والأشياءُ سَيِّدَةٌ، وهذا الصمت يأتينا سهاما
فلتقرأ “ابو مازن” مع محمود درويش:
الله أَكبرْ
هذه آياتنا، فاقرأُ
باسم الفدائيَّ الذي خَلَقَا
من جزمة افقا .. مِن جُرْحِهِ شَفَقا
باسم الفدائيَّ الذي يَرحَلْ
من وقتِكم.. لندائِهِ الأوِّلْ
الأوَّلِ الأوَّلْ
سَنُدمِّرُ الهيكلْ

السلام عليك يا جنين ويا قدس وَيَا كل فلسطين (اصالةً ونيابةً عن دمشق وبيروت وبغداد، والقاهرة، والرياض، وعمان وكافة عواصم العرب)، يا ممتلئة من الروح المقاوم وبه .. الرب معك وأبناؤه في الميدان حُماتُكِ “بطول رعاية وقيام” .. “فخُذي طَريفَ المجدِ بعدَ تَليدِه// واستقبلي الآمالَ في غاياتها// وتأمَّلي الدنيا بطرفٍ سام//”

اما “ديانا”، فاليها تمشي الأشجار على رؤوس أصابعها، ومعها كلُّ أطفال فلسطين لتهزم الموت روحا نقيّا كالسَّنا ..

الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

* الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.