حلمان لن يحققهما اردوغان مهما ابتكر من الاعيب / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 12/7/2023 م …
الحلم الاول الذي يراود تركيا منذ نصف قرن وهو الحصول على عضوية الاتحاد الاوربي والحلم الثاني هو ان يحيي امجاد امبراطورية السلاطين لاسيما وان اردوغان قالها بوضوح بعد انتخابه ” لم يعد هناك احد قادر على رفع اصبعه” بوجه تركيا واذا به يساوم على مسالة انضمام السويد الى عضوية حلف ” ناتو” العدواني لكن رد واشنطن على لسان الرئيس بايدن كان واضحا خلال قمة فيلينوس حين قال ” ان موضوع عضوية تركيا في الاتحاد الاوربي شان دول الاتحاد وهو يؤيد انضمامها للاتحاد .
كان يعتقد اردوغان ان تفرض واشنطن انضمام نقرة الى دول الاتحاد الاوربي بعدان حولتها الى مجرد دول تنفذ السياسة الامريكية منذ الازمة الاوكرانية وتخضع للارادة الامريكية.
وحتى الماكر ماكيرون رئيس فرنسا الذي عرف بجولاته المكوكية الى موسكو وبعد ان شعر بان القيادة في روسيا اكتشفت الاعيبه كوسيط
لانهاء النزاع كان اول المزايدين في قمة ” ناتو” في فيلينوس بعد قرار واشنطن ارسال ” قنابل عنقودية ” الى كييف عندما ابدى استعداد فرنسا تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى التي وصلت الدفعة الاولى منها الى نظام العميل زيلنسكي وضمن ذلك ذات الكليشة الغربية الكاذبة على ان اوكرانيا لاتستخدم الصواريخ ضد اراضي روسيا.
ماكيرون وحتى اردوغان وبقية قادة ” ناتو” لايعتبرون دونباس التي يقطنها شعب روسي يتكلم الروسية وهي تاريخيا جزءا من روسيا منذ الحقبة السوفيتية ولابد ان نذكر الجميع بمن فيهم اردوغان نفسه بعام 1974 عندما احتلت القوات التركية جزءا من جزيرة قبرص ” دفاعا عن “القبارصة الاتراك” كما زعمت في حينها وان الجزيرة لازالت مقسمة حتى الان بين ” قبارصة اتراك” وقبارصة يونانيين وتؤكد انقرة انها حق مشروع للدفاع عن مواطنيها في الجزيرة لكن مطالبة روسيا بدونباس ليس مشروعا .
وكانت خطوة غزو قبرص عسكريا ربما العقبة الكاداء التي تقف دون تحقيق اردوغان حتى الان حلم الانضمام بل وحتى التفاوض من اجل انضمام تركيا الى الاتحادالاوربي الى جانب سبب اخر هو ” اسلاميات ” اردوغان الكاذبة التي تاجر بها واذا به يتخلص من ” حماس” واخواتها لكنه بقي محتفظا ب”اسلاميين” ينفذون مطامعه ومطامع الغرب الاستعماري في محافظة ادلب وبقية المناطق السورية والعراقية فضلا عن ابتزاز اردوغان دول الاتحاد الاوربي للحصول على ملايين الدولارات بتهديدهم باطلاق ملايين اللاجئين الذين يرفض عودتهم الى سوريا بعد الحرب الارهابية التي شنت ضد سورية عام 2011 بدعم دول الغرب الاستعمارية وتسببت في تركهم مدنهم وديارهم .
الاسلامي ” اوردغان” الذي تقيم بلاده علاقات مع ” اسرائيل” منذ عقود من السنين سبقت المطبعين الجدد من بعض القادة العرب بسنوات وبعد استقبال المتصهين زيلنسكي في اسطنبول فاجا روسيا التي يحتاجها لتعزيز اقتصاده المتدهور والانتكاسات التي تتعرض لها ” العملة التركية الليرة” بالتملص من اتفاق مع موسكو حين افرج عن ” قادة ازوف” وهي ” مجموعة اوكرانية تعدها روسيا ارهابية وجرى الاتفاق ان تبقى في تركيا لكن اردوغان اعادها الى اوكرانيا وهو ما اثار غضب القيادة الروسية التي عبرت عن امتعاضها من الخطوة الاردوغانية التي اقدم عليها مؤكدة انها سوف تبحث ذلك مع انقرة وان علي روسيا ان تاخذ بالحسبان ذلك في اية اتفاقيات جديدة مع تركيا العضو في ” ناتو” والتي لايؤتمن جانبها .
ان اردوغان بات يراهن على السراب وسوف يفقد ثقة موسكو حتى في مجال صفقة الحبوب التي يسعى الى تمديدها دون التطرق الى حق روسيا في تصدير منتجاتها الزراعية وقد مددت موسكو الاتفاقية لاسباب انسانية لكن اتضح ان معظم الصفقات الاوكرانية من الحبوب كانت تذهب الى الدول الغنية في اوربا .
وسوف يبقى اردوغان يحلم دون ان يتحقق حلمه بطرق ابواب الاتحاد الاوربي رغم الاعيبه ” الجيوسياسية”التي كشف عنها في قمة ” ناتو” الاخيرة بفيلينوس والتي اعجبت الرئيس الامريكي بايدن حين قال انه يتوق للقاء اردوغان مرة اخرى.
ولانظن ان روسيا لم تعد تدرك ان اردوغان لاعب سيرك فاشل وان واشنطن وبقية دول حلف ناتو” تعتمد على تركيا حتى اكثر من بعض الاعضاء نظرا لقوتها العسكرية وموقعها الجغرافي.
ولن يصدق احد اردوغان او يثق به وبوعدوه طالما انه كان ومازال عضو فاعل في خدمة ” حلف ناتو” العدواني وينفذ مخططات الحلف في منطقتنا ومناطق العالم الاخرى متى ما طلب منه ذلك.
التعليقات مغلقة.