إسرائيل والمعارضة السورية: علوش ليس الأول

الأربعاء 31/8/2016 م …

الأردن العربي – السفير اللبنانية …

هي ليست المرة الأولى التي «يُحابي» فيها ممثلون عن بعض الفصائل السورية المعارضة، اسرائيل. كما أنها ليست المُقابلة الأولى لمُعارض سوري مع صحيفة اسرائيلية لشرح «الموقف الصريح» من القضية الفلسطينية والصراع العربي ـ الاسرائيلي وقضية الجولان المحتل.

فبينما حاول المتحدّث باسم «جيش الاسلام» اسلام علّوش تدارُك ما أوقع نفسه فيه بإعلانه استقالته على خلفية مُقابلته مع الصحافية الاسرائيلية اليزابيث تسوركوب، كان غيره قد تباهى بـ «محاباته» لإسرائيل وتفاخر بزيارتها أكثر من مرّة كونها «الدولة الصديقة والأمل الأخير».

ومثلما لم يشفع التبرير «الكاذب» الذي قدّمه علوش بأنه لم يكن على علم بأن الصحافية اسرائيلية الجنسية له، لم يشفع له انفتاحه حول «اتفاقية سلام محتملة بين سوريا واسرائيل، تحسمها مؤسسات الدولة التي ستُقام بعد أن تنتصر الثورة».

منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، وحتى قبلها، جهدت تل ابيب في استقطاب شخصيات سورية مُعارضة، وفتحت باب المستشفيات الاسرائيلية أمام الجرحى من المسلحين بما في ذلك من الجهاديين التكفيريين وتأمين مستشفى ميداني لهم. كما ان الكثير من الوقائع الميدانية خلال الحرب السورية، اظهرت المساندة التي وفّرتها اسرائيل مرات كثيرة لفصائل مسلحة خلال هجماتها على مواقع الجيش السوري، خصوصا في معارك الجنوب السوري وصولا الى الغوطتين.

في العام 2014، شكّل ظهور عضو «الائتلاف الوطني السوري» كمال اللبواني في مقرّ الكنيست، «الزردة» الأولى في «سُبحة» زيارات مُتتالية وتصريحات «غرامية» لممثلي بعض الفصائل المعارضة السورية تجاه اسرائيل ورئيسها ومستوطنيها.

وبعد البلبلة التي أحدثتها زيارة اللبواني، أكد مُعلّق الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن ديفيد، أن علاقات «إسرائيل» مع التنظيمات المُعارضة في سوريا «تتطوّر يوماً بعد يوم»، «ليس فقط التنظيمات الليبرالية، بل المتطرّفة أيضاً»، بما يشمل «جبهة النصرة التي سلمتنا في تلك الفترة أسيراً أميركياً كان موجوداً في قبضتها».

وتباهى اللبواني بزيارته اسرائيل أربع مرّات، وأبدى مرونة حول إقامة اتفاق سلام دائم مع تل أبيب، وعرض على حكومة الاحتلال «التنازل عن الجولان»، ورأى في اسرائيل «الأمل الأخير»، ودعا جيش الاحتلال «إلى التدخل العسكري المُباشر» في سوريا.

أما الرئيس السابق لـ «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا، فحرص مع إنشاء تيار «الغدّ السوري» على توجيه رسالة إلى «الشعب» الإسرائيلي مفادها أن تياره «راغب بحوار علني أو سرّي» مع اسرائيل، وفقاً لصحيفة «معاريف» العبرية.

وحاضر «المُنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية» رياض حجاب في إحدى قاعات ميونيخ أمام وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعلون الذي تعهّد باستمرار تقديم مختلف أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية في سوريا بما فيه العسكري والطبي.

كما شارك المتحدّث باسم «مكتب العلاقات الخارجية للجبهة الجنوبية» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» عصام زيتون في مؤتمر «هرتسيليا للأمن القومي الإسرائيلي».

وأجرى المراقب العام السابق لجماعة «الاخوان المسلمين» في سوريا علي صدر الدين البيانوني، مقابلة مع «القناة الثانية» في التلفزيون الإسرائيلي، قال فيها إن «لإسرائيل الحقّ في أن تعيش بسلام».

أما عضو «المجلس الوطني السوري» بسمة قضماني فأبدت «ارتياحها واهتمامها» بالحديث مع اسرائيلي «يُشبهني».

وأبرق رئيس «الهيئة السياسية العليا للتجمع الثوري لسوريا المستقبل» المعارض عدنان محمد مهنئاً رؤوفين ريفلين على انتخابه رئيساً لـ»دولة اسرائيل الصديقة»، واصفاً نفسه بـ»الثائر السوري، الذي يتطلّع لبناء علاقات من الصدق والإخلاص بين الشعبين السوري والإسرائيلي».

كما «حلم» المُعارض السوري فريد الغادري، الذي زار اسرائيل في العام 2007، أن «يرفع العلم الاسرائيلي في دمشق يوماً ما».

كما دعت «تنسيقية حمص في المعارضة السورية»، في بيان، «أحرار دولة اسرائيل لدعم الثورة لأن عدونا وعدوكم واحد، نحن نريد الحرية والأمن والسلام، وأنتم تريدون الأمن والسلام، معنى هذا هدفنا واحد وعدونا واحد».

«الترابط» الاسرائيلي مع المعارضة السورية، وثّقته تصريحات لمسؤولين أمنيين اسرائيليين وباحثين استراتيجيين، منهم الباحث في مركز «بيغن السادات» مردخاي كيدار الذي تحدّث، في ندوة حول موقف إسرائيل من «جبهة النصرة» في سوريا وكذلك انطلاق نشاطها في مصر ثم تجذّرها في العراق، إن «أهداف تنظيم القاعدة بكل أجنحته تتطابق مع مصالحنا وأهدافنا. ورؤية النصرة التي تتلخّص في تقويض الجيش السوري والدولة السورية وتقسيمها إلى أربع دول، تؤدي إلى تحقيق مصالح استراتيجية عليا».

كما استضاف «الجيش السوري الحرّ» مراسل «القناة الثانية» في التلفزيون الاسرائيلي داخل الأراضي السورية بعدما تسلّل عبر الحدود المُحاذية لتركيا.

وأظهر تقرير أعده المراسل الإسرائيلي، من داخل سوريا، كيف طمأنه عناصر «الجيش الحر» بأنه سيكون في أمان حيث أدخلوه إلى مناطق تواجدهم وانتشارهم وتمّ التقاط الصور لبعض برامجهم، مع التأكيد أن جميعهم علموا أنه مراسل لقناة إسرائيلية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.