الذئب والجراء / التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة – هيئة التحرير
الأردن العربي ( الثلاثاء ) 10/2/2015 م …
لم يعد من المستورات او من الخفايا الاستخباراتية علاقة الكيان الصهيوني بتنظيم القاعدة ومتفرعاته كجبهة “النصرة” كنموذج باعتبارها صاحبة الاولوية الظاهرة ضمن الرعاية والتوجيه، والارجح ايضا الادارة العملياتية على الارض السورية، وما يمكن ان يكون في لبنان كامتداد طبيعي للجبهة السورية.
كما ليس من الاسرار التاريخية ان الولايات المتحدة الاميركية كانت وراء فكرة انشاء القاعدة في الاساس ومن ثم الرعاية والتمويل والتدريب، من اجل مهمة وظيفية هي مقاتلة السوفيات في افغانستان، ومن ثم تعددت الوظائف ما جعل الطموحات تتغير لدى البعض، خصوصا مع اتساع ساحات الاستهداف الاميركي في سياق المشروع الكبير، وان تكون “اسرائيل” لاعبا كبيرا في المشروع اضافة الى وظيفتها الاساسية كذراع اخطبوطية في المنطقة.
بناءً على ما تقدم، فإن النظرية القائلة بأن سبب البلاء هي اميركا، وان اسرائيل مجرد عصا تارة بيد الجمهوريين وتارة بيد الديمقراطيين الذين يتناوبون على حكم الولايات المتحدة، تتجسد واقعا فعليا كل يوم.
من المفيد التذكير في هذا السياق ان الحرب التي اشعلتها “اسرائيل” عام 2006 ما كانت لتكون لولا عزم واشنطن عليها بوهم الخلاص من المقاومة، وكانت لتتوقف عندما انتهت لعبة عض الاصابع في الاسبوع الاول وبدأ الصراخ الاسرائيلي لوقف الحرب، وكانت اميركا تمنع وتضخ اجرم ما في ترسانتها العسكرية لعل الشعب اللبناني يصرخ وبالتالي تخضع المقاومة، فكان ما كان وانتصرت المقاومة وتلقنت اميركا قبل الكيان الصهيوني درسا غير مسبوق في التاريخ.
ان افتضاح كيفية اغتيال القائد الشهيد عماد مغنية بعملية مشتركة واستثنائية بين “السي اي ايه” و “الموساد” بعبوة من انتاج اميركي واجراء التجارب المتعددة عليها داخل منشأة للاستخبارات الاميركية في كارولينا الشمالية، وكذلك المتابعة على الارض من عملاء المخابرات الاميركية، والتاكيد ان اسرائيل كانت مجرد الذي ضغط على زر التفجير، يفترض ان يبدد الغمامة عن عيون الكثيرين، في رأيهم، ورؤيتهم للولايات الاميركية الشريرة.
لقد استوجب اغتيال الشهيد عماد مغنية الحصول بحسب الرواية الاميركية على موافقة وزير العدل ومدير الاستخبارات، ومستشار الامن القومي، ومكتب المستشار القانوني في وزارة العدل ايضا، وبالتالي حصلت على حكم رئاسي اميركي من جورج بوش.
بكل بساطة فإن عدونا الذي كان مستترا امام عيون البعض، بات واضحا والضوء عليه كعين الشمس، وعليه فإن المعركة مع الذئب طويلة ولا بد ان يدفع الثمن مع جرائه واولهم اسرائيل..
التعليقات مغلقة.