التخطيط طريق الى التقدم / جمال المتولى جمعة
جمال المتولى جمعة المحامى* ( مصر ) – السبت 22/7/2023 م …
يعد التخطيط حجر الزاوية فى تحقيق التقدم والنجاح عند المجتمعات المتقدمة حيث ان نجاح التخطيط السليم المبنى على اسس علمية وواقعية يمكن ان يحقق قفزة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية كبيرة للدولة التى تعتمد عليه فى سعيها الى التطور وقد أمنت معظم الدول الى اعتماد التخطيط كقاعدة أساسية قبل الشروع بأى عملية تطويرية مستقبلية فى اى قطاع حيوي من قطاعاتها بخلاف الدول والمجتمعات التى قللت من قيمة التخطيط بشكل مباشر او غير مباشر واعتبرته من الامور الثانوية وسارت فى طريق التنمية بطرق عشوائية بالتالي وقعت ضحية لسوء الإدارة والتخطيط الذى نتج عنه المزيد من المشاكل والاحباطات على المدى المتوسط والبعيد ..ان المجتمعات الديمقراطية قائمة على التعقل والتخطيط للمستقبل بعيدا عن الخرافة أو التمسك بالأقوال دون الأفعال والتعلق بالشعارات الزائفة خصوصا ان مواكبة المستقبل تتم عبر الريادات ورصد الاحتمالات والتخطيط السليم والقرارات الصائبة التى يتخذها رواد الامة وعلماؤها فى مختلف التخصصات سواء فى الهندسة او الطب او الزراعة اوالصناعة حتى يأتى البناء متكاملا من حيث تكوينه .. لكى ننجح فى عملية التخطيط ينبغى علينا مراعاة الاتى :
1 – التخطيط الذى يراعى الواقع ويعتمد على منهاج علمى فى توفير متطلبات المجتمع الحقيقية بعيدا عن الأوهام والخيال
2 التخطيط يقوم ويسعى الى بناء المستقيل البعيد للاجيال القادمة وفى حال ان يكون التخطيط كرد فعل على الاحداث يكون مصيره الفشل فالتخطيط يعتمد على معالجة الجذور وليس النتائج
2 – استعانة مؤسسات الدولة وصناع القرار فيها بالدراسات والأبحاث والمشاريع والأفكار والنظريات المقدمة من المراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والخبراء فى عملية التخطيط وصياغة الخطط المستقبلية فى بناء الدولة والمجتمع
3 – توفير كل متطلبات عملية التخطيط الناجحة بشقيها ( المادي والمعنوي) مع ضرورة اجراء مراجعة دورية لعملية التخطيط من اجل تحديث بياناتها او للتعديل عليها بما يتناسب مع تطور الحياة
4 – مراعاة التحول التدريجي نحو التغيير والإصلاح فالتغيير او عملية الإصلاح السريعين قد يكون حاد وعنيف وبالتالى يوجب ارتدادات اعنف منه وربما تكون له عواقب عكسية فى حين ينجح التخطيط الذى يعتمد على التغيير والإصلاح التدريجي
كما ان التخطيط سيوفر المزيد من الوقت واهدار الاموال مقابل مضاعفة الفرص والاهداف الحقيقية فى المستقبل كما سيمنح التخطيط الحقيقى الوقت الكافى لمواجهة التقلبات والأزمات التى يمكن ان تمر بها الدول من خلال التوقعات المستقبلية وطرق مواجهتها وبالتالي الاستعداد المسبق لاى حالة طارئه ممكنة الحدوث فى المستقبل .. لذا كان لزاما على الافراد والمجتمعات والمؤسسات الحكومية الاهتمام بالتخطيط واعتباره اسلوب للحياة الناجحة التى تحقق كل متطلبات المجتمعات الإنسانية من الرفاه الاقتصادي والتقدم العلمي والتطور الفكري .
التعليقات مغلقة.