سفراء أميركا في “إسرائيل” السابقين يدعون لقطع المساعدات عنها / سعيد عريقات

سعيد عريقات ( فلسطين ) – الأربعاء 26/7/2023 م …




دعا اثنان من السفراء الأميركيين السابقين لدى إسرائيل، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى قطع المساعدة العسكرية لإسرائيل، بحجة أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ستكون أكثر ملائمة دون الشعور بالتبعية المالية.

وقال كاتب العامود الشهير نيك كريستوف من صحيفة نيويورك تايمز ، وهو أحد كتاب الأعمدة الأكثر نفوذاً في الأوساط الليبرالية، يوم السبت أن السفيرين الأميركيين  السابقين، دان كيرتزر ومارتن إنديك، قالا له أن الوقت قد حان لمقاربة جديدة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تركز على المساعدات الخارجية.

 وبحسب كريستوف، قال له كيرتزر: “الاقتصاد الإسرائيلي قوي بما فيه الكفاية بحيث لا يحتاج إلى مساعدة. المساعدة الأمنية تشوه الاقتصاد الإسرائيلي وتخلق إحساسًا زائفًا بالتبعية“.

وأضاف كيرتزر قائلا لكريستوف “لا توفر المساعدة للولايات المتحدة أي نفوذ أو تأثير على القرارات الإسرائيلية باستخدام القوة، لأننا نجلس بهدوء بينما تنتهج إسرائيل سياسات نعارضها، يُنظر إلينا على أننا “ممكِّنون” للاحتلال الإسرائيلي“. 

وتابع  كيرتزر أن” الولايات المتحدة توفر المساعدة لإسرائيل بمليارات الدولارات ما يسمح لها تجنب الخيارات الصعبة حول مكان إنفاق أموالها الخاصة، وبالتالي تسمح لإسرائيل بإنفاق المزيد من الأموال على السياسات التي نعارضها، مثل المستوطنات“.

أما مارتن إنديك، الذي شغل أيضًا منصب المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط  بين شهر آب 2013 وشهر نيسان 2014، فقد قال “يمكن لإسرائيل تحمل ذلك، وسيكون من الأفضل للعلاقة إذا وقفت إسرائيل على قدميها“.

وتأتي التصريحات ، التي يقولها اثنان من أهم مناصري إسرائيل تاريخيا ، في وقت اقتصر فيه الحديث عن هذا الموضوع بين حفنة قليلة من نواب مجلس النواب التقدميين، وفي وقت ربما تكون فيه العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تواجه توترا غير مسبوق ، بالنظر إلى استياء إدارة بايدن العميق من السياسات التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة المتعلقة بالإصلاح القضائي وتوسيع المستوطنات ومسائل أخرى تتعلق بنهج إسرائيل تجاه الفلسطينيين مما يجعل حل الدولتين الذي تتشبث فيه الإدارة لفظيا ، شبه مستحيل.

ولعل أحد دلائل هذا التوتر يتمثل في رفض بايدن دعوة نتنياهو رسميًا إلى البيت الأبيض للقيام بزيارة رسمية، مما أدى إلى قراءات متضاربة بين الطرفين، ما أطلق العنان للكثير من التفسيرات.

 

كما تأتي دعوة كريستوف كذلك في الوقت الذي أصبح فيه الديمقراطيون منقسمين بشكل متزايد حول حالة الشؤون الأميركية الإسرائيلية، مع الأصوات التقدمية المنتقدة لإسرائيل التي يتم تصويرها رسميًا على أنها معادية للسامية من قبل المنافسين الجمهوريين حيث يسعى باقي الحزب الديمقراطي دون جدوى إلى تجنب تسييس القضية.

 

في حين أن الإصلاح القضائي أجبر العديد من الديمقراطيين على التفكير فيما إذا كان بإمكانها الاستمرار في تقديم الدعم بلا خجل لإسرائيل إذا فقدت مكانتها كديمقراطية ، استخدم كبار المسؤولين الأميركيين زيارة الرئيس إسحاق هرتسوغ الأخيرة للإصرار على أن العلاقة صلبة وغير قابلة للكسر.

 

ويقترح كريستوف : “لا أعتقد أن أي تغيير يجب أن يحدث بشكل مفاجئ أو بطريقة تعرض الأمن الإسرائيلي للخطر. إن سبب إعادة التفكير في المساعدة الأميركية ليس السعي وراء تعزيز النفوذ على إسرائيل – على الرغم من أنني أعتقد أنه يجب علينا أن نكون أكثر صرامة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يقضي على أي أمل في حل الدولتين وهو على حد تعبير رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، “مصمم على تحطيم إسرائيل إلى ديكتاتورية فاسدة وعنصرية ستؤدي إلى انهيار المجتمع“.

 

بدلاً من ذلك ، يقول كريستوف :”فإن سبب إجراء هذا الحوار هو أن المساعدات الأميركية لدولة غنية أخرى تبدد الموارد الشحيحة وتخلق علاقة غير صحية تضر الجانبين.

 

ويقول : “اليوم ، لدى إسرائيل مخاوف أمنية مشروعة ولكنها ليست في خطر التعرض للغزو من قبل جيوش جيرانها ، وهي أغنى بالنسبة للفرد الواحد من اليابان وبعض الدول الأوروبية. إحدى علامات تغير الزمن: ذهب ما يقرب من ربع صادرات الأسلحة الإسرائيلية في العام الماضي إلى الدول العربي

 

وبحسب كريستوف “إن قيمة المساعدة السنوية لإسرائيل 3.8 مليار دولار أكثر من 10 أضعاف ما ترسله الولايات المتحدة إلى دولة النيجر الأكثر اكتظاظًا بالسكان، وهي واحدة من أفقر الدول في العالم وتتعرض لهجوم من قبل الجهاديين. في بلدان مثل النيجر، يمكن أن ينقذ هذا المبلغ مئات الآلاف من الأرواح سنويًا، أو هنا في الولايات المتحدة، يمكن أن يساعد في دفع تكاليف برامج الطفولة المبكرة التي تمس الحاجة إليها“.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.