هذا هو الهدف الاستراتيجي للجيش السوري في الغوطة الشرقية
الأربعاء 7/9/2016 م …
الأردن العربي – كتب جعفر الجولاني …
سنوات من المعارك في الغوطة الشرقية شهدت تقدم وتراجع لجميع الأطراف فيها . معارك طاحنة وعمليات خطف وغارات جوية وقصف متبادل السمة البارزة لتلك الجبهة5 .
في أواخر عام 2011 استطاع الجيش السوري اقتحام الغوطة الشرقية بكاملها في أربعة أيام وبسط سيطرته عليها بالكامل ، عند وصول الجيش السوري إلى احدى البلدات كانت تدور معارك متوسطة سرعان ماتنتهي بانسحاب المسلحين وسيطرة الجيش على البلدة .
إلا أن وصول الجيش آنذاك إلى دوما اضطره لأول مرة لاستخدام القصف بالمروحيات حيث قامت مروحيتان حديثتان بإطلاق عدة صليات من الصواريخ باتجاه مراكز التحكم والسيطرة للمسلحين في دوما ماسهل دخول المدينة .
تسارعت الأحداث وبدأ الوجود المسلح في الغوطة يتزايد وبدأت الهجمات تصبح أكثر عنفاً ما اضطر الجيش السوري على سحب حواجزه الواحدة تلوى الأخرى من داخل البلدات حتى بقيت الحواجز على أطراف البلدات لا داخلها مع استمرار عمل مؤسسات الدولة من مراكز شرطة و مديريات بالعمل .
بدأت الجماعات المسلحة مع بداية عام 2013 بمهاجمة مراكز الدولة المتبقية في الغوطة بالإضافة لتطور خطير تمثل بسيطرة المسلحين على مواقع عسكرية للجيش السوري وعلى رأسها كتائب الدفاع الجوي التي تساقطت بسهولة بيد المسلحين الذين هاجموها بأعداد كبيرة حتى اضطر الجيش السوري للانسحاب من كامل الغوطة وإقامة حواجز محصنة على مداخل الغوطة .
تمركزت تلك الحواجز على مدخل المليحة ماعرف بحاجز طعمة الذي نسفته جبهة النصرة بعربة BMB مفخخة وحاجز البرج الطبي على مدخل دوما الذي سيطرت الجماعات المسلحة عليه بعد هجوم شرس استمر ليومين وغنمت منه عدة دبابات وحاجز على مدخل عين ترما من جهة جوبر وماعرف بحاجز حرملة الذي تمت السيطرة عليه أيضا وهو ماتسبب بتدمير مسجد وضريح الصحابي حرملة بن الوليد الذي يقع خلف الحاجز تماماً وحاجز جسر زملكا الذي تم محاصرته وقتل عناصره .
بعد ذلك استطاع المسلحون الدخول لحي جوبر الدمشقي وتهديد العاصمة بشكل حقيقي لكون الحي ملاصق تماماً لساحة العباسيين .
اصبح الوضع خطر جدا وهو مادفع الجيش السوري لشن عدة هجمات والقيام بعمليات عسكرية بعدة مناطق من الغوطة في محاولة لتشتيت جهد المسلحين وهو مانجح فيه .
إلا أن وضع خطة إستراتيجية لاستعادة الغوطة بالكامل كان الأهم من المناوشات هنا وهناك فبدأ اولى عملياته ضمن خطته الاستراتيجية وهو قطع طريق الإمداد من البادية السورية ومن الحدود الأردنية فقام بعملية عسكرية واسعة اسماها بقوس النصر استطاع فيها السيطرة على قرى حران العواميد والعتيبة والأحمدية ودير سلمان و غيرها في أطراف الغوطة من جهة مطار دمشق الدولي .
لتكون المرحلة الثانية هي التوغل وقضم الأراضي والمساحات الزراعية في جنوب الغوطة وهو ما يسمى منطقة المرج وبدأها بالسيطرة على المليحة بالقرب من طريق المطار والتقدم بعمق الغوطة بعدة كيلومترات ثم التقاء القوات في العمق وإحكام الطوق على مساحات كبيرة كان ضمنها عدة بلدات وقرى أهمها زبدين ودير العصافير ..
تابع الجيش نفس الاسلوب في شمال الغوطة وتقدم بخط طولي في العمق انطلاقاً من منطقة ميدعا حتى وصل إلى منطقة حوش نصري وهو وضع المنطقة عسكريا الآن ..
إلا أن هدف الجيش التالي ليس التقدم باتجاه الشيفونية ودوما بل الإلتفاف باتجاه سجن عدرا المركزي الذي مازال بيد الدولة السورية لمحاصرة منطقة تل كردي بالكامل وضمنها عشرات الكيلومترات ..
وبذلك يكون سيناريو جنوب الغوطة تكرر في شمالها لتتبقى مساحات زراعية وقرى صغيرة بين كماشتي الشمال والجنوب وبذلك يكون الجيش قد وصل إلى المناطق السكنية في بلدات الغوطة الشرقية من عربين وعين ترما ومسرابا وحرستا وحمورية دوما ..
وهو الهدف الاستراتيجي للجيش السوري ليستطيع الجيش هنا فرض شروطه على المحاصرين في البلدات وهو تماما ما جرى في داريا والان في المعضمية في الغوطة الغربية ..
يمكن القول الان إن الجيش اقترب من فصل تل كردي عن الغوطة وبالتالي اقترب من إنهاء الوجود المسلح في المساحات الزراعية على أطراف البلدات وهو ما يمكن تحقيقه خلال اقل من عام ما لم تحصل أيّة اختراقات في خطة الجيش كما حدث في منطقتي عدرا العمالية والدخانية قرب جرمانا اللتين اخّرتا تقدم الجيش في خطته لعام كامل .
التعليقات مغلقة.