زيارة وفد عسكري روسي الى” بيونغ يانغ” خطوة تاخرت كثيرا ؟؟؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 26/7/2023 م …
ربما كان الزعيم السوفيتي السابق ” نيكيتا خروشوف ” وهو من اوكرانيا الشخصية الدولية الوحيدة التي عبرت عن امتعاضها من مواقف الامم المتحدة وشعر ان المنبر الدولي تحول الى منصة لخدمة اجندات الغرب الاستعماري بعد ازمة خليج الخنازير عام 1961 عندما حاولت الاستخبارات الامريكية تنظيم عملية انقلاب عسكري في كوبا كادت ان تفجر حربا نووية وشهد العالم كيف رفع ” خروشوف ” حذاء ه ” وضرب على الطاولة امام الحضور.
كان على روسيا ان تضع في حسابها تصرف ” خروشوف” رغم عدم وصفه من البعض بالموقف غير اللائق من زعيم دولة عظمى لكن كشفت السنوات المتعاقبة ان المنظمة الدولية والمنظمات التابعة لها هي مجرد منصة امريكية بامتياز تستغلها واشنطن لتنفيذ اجنداتها في العالم وسبق خروشوف ايضا الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين عندما اقترح ان يكون مقر الامم المتحدة في جزيرة يالطا التي شهدت لقاء زعماء الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بدلا من نيويورك لشعوره بان الولايات المتحدة قد تستغل هذا المنبر الدولي لاحقا وهوما حصل فعلا واخذت تحجب حتى تاشيرات الدخول لبعض الوفود.
كانت روسيا ومن منطلق اخلاقي تعاملت بمصداقية مع قرارات الامم المتحدة كمنظمة دولية وليست امريكية بما في ذلك مجلس الامن لكن الذي حصل ان منظمات تابعة لها استغلت الاخلاق والمصداقية الروسية للاحاق الاذى بالعديد من الدول سواء غزوها واحتلالها استنادا الى اكاذيب ” العراق” مثالا او فرض عقوبات جائرة ضد ” كوريا الديمقراطية “” تحمل صفة دولية” كاذبة وغيرها الكثير حتى وصل الحال اثر ازمة اوكرانيا بملاحقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضائيا واصدار مذكرة القاء القبض عليه من محكمة ” اسمها ” الجنايات الدولية” بزعم ارتكابه جرائم في اوكرانيا لكن المحكمة غمضت عينيها عن الجرائم التي ارتكبها سادة البيت الابيض في بقاع العالم وفي العراق تحديدا بعد الغزو وهي منظمة مرتشية” امريكيا” تحمل ” اسما دوليا.
روسيا كانت وطيلة سنوات تتعامل بمصداقية وبخلق مع قرارات الامم المتحدة ضد كوريا الديمقراطية وفرض العقوبات عليها وهي عقوبات جائرة في اطار اجماع دولي يخدم واشنطن .
لكن اخيرا التفتت موسكو وبعد الازمة الاوكرانية لتعيد النظر في حساباتها وهاهي زيارة وفد عسكري روسي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع شويغو هي الاولى من نوعها الى جانب وفد صيني عسكري لكوريا للمشاركة في احتفال بيونغ يانغ بالذكرى ال 70 للانتصار في الحرب الكورية التي اندلعت خلال الاعوام 1950 …1953 وكانت الولايات المتحدة وبمشاركتها العسكرية سببا وراء تقسيم ” شبه الجزيرة لكورية الى كوريتين ” شمالية وجنوبية” بعدفشلها في اسقاط الدولة في الشطر الشمالي جراء حرب استمرت ثلات سنوات بقيت كوريا الديمقراطية بل ترسخ وجودها واصبحت دولة نووية رغم الحصار الجائر ضدها بينما حولت اراضي كوريا الجنوبية الى قاعدة عسكرية امريكية.
حسنا فعلت الصين التي ابقت على علاقات متميزة مع بيونغ يانغ وبوركت موسكو عندما التفتت اخيرا واعادت النظر في مواقفها نحو بلاد ” كيم ايل سونغ”” النووية” في هذا الوقت بالذات الذي يتطلب رفد الصف المناهض للهيمنة الامريكية والتخلص من ” قطبية النظام الدولي الواحد.
لقد عرف عن الولايات المتحدة انها دولة مستهترة ولاتعير امرا لاية قيم او مفاهيم ازاءالدول الاخرى لكن عندما يتعلق الامر بكوريا الديمقراطية تذهب الى الابتزاز ومحاولة التخويف النووي خاصة في الاونة الاخبرة عندما ارسلت اكثر من غواصة تحمل اسلحة نووية الى شبه القارة الكورية لكن بيونغ ترد على ذلك باجراء المزيد من التجارب الصاروخية .
ان خشية واشنطن من مصداقية بيونغ يانغ في توجيه ضربات نووية تدفعها دوما للتوسل بالصين لاقناع كوريا عن وقف تجاربها الصاروخية.
ولم يخف خبير الاسلحة النووية الامريكي ” جيفري لويس” السيناريو المروع من ان كوريا قدتلجا اذا تعرضت لعدوان الى توجيه عشرات الصواريخ النووية باتجاه الولايات المتحدة ردا على اية ضرية امريكية وقائية الامر الذي سيؤدي الى وفاة اكثر من مليون مواطن في نيويورك وحدها ونحو 300 الف مواطن حول واشنطن..
ووفقًا لتقديرات البنتاغون فإن الخسائر البشرية لن تقتصر على الكوريين فقط، بل هناك حوالي 38 ألف جندي أمريكي يتمركزون في كوريا الجنوبية بالإضافة إلى 100,000 مواطن أمريكي يعيشون هناك. لذلك فإن أي حرب تقليدية على أراضي شبه الجزيرة الكورية ستعرضّ حياة كل هؤلاء الأمريكيين للخطر.
التعليقات مغلقة.