غياب توفيق زيّاد يزداد حضورا فينا في كل مرة تنسحب فيها الآمال الى درب الآلام! / عصام مخول

عصام مخول – السبت 29/7/2023 م …




ما أجمل ان ننظر الى توفيق زياد بعيونكم أنتم “يا شعبي يا عود الند”، وما أروع أن نحبه بقلوبكم.. وما أبلغ أن نلتقي هنا في رام الله في تكريم توفيق زياد في يوم 23 يوليو، يوم ثورة جمال عبد الناصر المجيدة. واسمحوا لي أن أتوقف قليلا عند بن غوريون لنضيء على جانب بارز لا نوليه عادة ما يكفي من الأهمية التي يوليها لها المتآمرون.

في محاضرة له في مركز مباي في أوائل العام 1957 حول العدوان الثلاثي على مصر– في حرب سيناء 1956 – أجاب بن غوريون على ثلاثة أسئلة: علامَ حاربنا ؟ لماذا انسحبنا؟ وماذا حققنا؟ وقال: “إن هدفاً آخر لحملتنا على سيناء تمثّل في إذلال الديكتاتور المصري، وعلينا ألّا نقلل من أهمية الأمر. إنني كمن كان مسؤولا عن الأمن من قَبل قيام الدولة، فإن فكرة مقلقة واحدة عششت في ذهني، وهي الخوف من أن تظهر شخصية (عربية) ترفع من معنويات الشعب وتعزز إيمانه بنفسه وبقدراته، وتحول الشعب الى شعب متحفّز للقتال. ويبدو أن عبد الناصر هو هذه الشخصية، وليس بالبسيط أن يرفع الأطفال في الدول العربية صوره عاليا في كل مناسبة “..

أوليست هذه العقلية الصهيونية المؤسِّسة في إسرائيل تفسر بعضا من حقدها على توفيق زياد؟!

رحل توفيق زياد وسط الطريق الصاعد من أريحا الى القدس، فصار هو المسافر وهو الطريق إليها؟! وصرنا نسأل سؤال العارف، لماذا يزداد غياب هذا القائد الشيوعي والشاعر الفلسطيني الوطني حضوراً فينا، في كل مرة تنسحب فيها الآمال الى درب الآلام؟!

ومن حق شعبنا علينا أن نلفت الى أن زياد في كلمته في غزة في استقبال الرئيس الرمز العائد ياسر عرفات، كان قد أكد في وقت مبكّر جدا، فيما يشبه النبوءة والوصية لما توجّسه بحسه المرهف أيام قليلة قبل رحيله من نوايا المحتل : “إننا نريد لك سيادة الرئيس أبو عمار أن تدخل القدس العربية المحتلة، دخولا سياسيا، دخول الرئيس الفلسطيني الى عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة لا زائرا أو حاجا فقط “..

توفيق زياد كان جواباً للمرحلة وعنوانا للزمن الكفاحي الواعد، بل بطل المرحلة، وظاهرة فذة فيها، فاحتل موقعا متميزاً في كفاحات شعبه وفي وجدان الناس المظلومين أينما وُجِدوا، وكان مع رفاقه حجر الرحى في بلورة الانتقال بالجماهير العربية في اسرائيل، من نفسية النكبة والمجزرة الى نفسية المواجهة والكفاح والتصدي، ومن نفسية الهزيمة، الى نفسية الهامَة الشامخة والرأس المرفوع، والكف القادرة على المخرز…

وَجّهَتْه جدلية الوطن والمواطنة

لقد صاغ الحزب الشيوعي، وتوفيق زياد في القلب من قيادته، جدلية الوطن والمواطنة، ومجّد معركة البقاء، وجعل من البقاء منطلقا لانتزاع المواطنة، في دولة تريد أن تكون يهودية.. وديمقراطية لو اتسع لها المجال، لولا أنها كانت عاجزة عن حل التناقض البنيوي الصارخ في تعريفها هذا، فشوّهت ديمقراطيتها المبتورة أًصلا، وأوصلتها الى مهاوي الانتقال الفاشي، عندما تدحرجت لتكون دولة يهودية تجاه العرب، وديمقراطية موهومة (مؤقتا فقط) تجاه اليهود، الى أن شهدنا الزلزال والتصدع التكتوني في المجتمع الإسرائيلي الذي يصل قمة انفجاره اليوم بالذات في القدس. في أعمق عملية احتجاج شهدتها إسرائيل منذ تأسيسها، وفي أعمق أزمة بنيوية زعزعت الإجماع القومي الصهيوني حتى طالت الجيش في أكثر وحداته وقوات احتياطه حساسية. وطالت النخب الأمنية والقضائية والاقتصادية والأكاديمية والتكنولوجية والفكرية والمالية الرائدة..

وجعل زياد ورفاق دربه من مواطنة الفلسطينيين الباقين في وطنهم داخل إسرائيل مصدر الحفاظ على قطعة الوطن الذي لا وطن لنا سواه، ونقطة القوة في واقع الاقلية القومية العربية في اسرائيل لا نقطة ضعفها أو عارها كما روّج بعض المتسرّعين في الماضي..

نحن أهل الوطن قلنا، وعلى المؤسسة الصهيونية الحاكمة في إسرائيل أن تستوعب وتذوّت، أنه من بين مواطني الدولة، نحن الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل دون غيرنا، نشتق شرعية مواطنتنا من ارتباطنا بوطننا، ولا نشتق ارتباطنا بوطننا من مواطنتنا في إسرائيل ! نحن لا ننوي أن نفرّط بحقنا في المواطنة، وذلك من دون أن نقبل بالانتقاص من انتمائنا الى شعبنا، ومن دورنا من موقعنا داخل إسرائيل تجاه معركته التحررية، ونحن نتمسك بالانتماء الى شعبنا من دون أن نقبل بالانتقاص من شرعية مواطنتنا ومن حقنا في التأثير بكامل ثقلنا على وجهة المجتمع الذي نعيش فيه في إسرائيل وعلى طابعه وطبيعته ومستقبله بما في ذلك المساهمة في تغيير طابعه الصهيوني.

وبمقدور شعبنا الفلسطيني أن يعتمد على وزن جماهيرنا من موقعها على الساحة الإسرائيلية، ومن قلب معركتها على المساواة في الحقوق القومية والمدنية، باعتبارها سنداً ومساهما دائما وهاماً في معركة شعبنا التحررية.. فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم..

وعندما نشأت فرصة لوصول حكومة في إسرائيل برئاسة رابين، طرحت فكرة للتقدم في الحل السياسي مع منظمة التحرير الفلسطينية، كان توفيق زياد ورفاقه يسهمون في إنضاج هذه الفرصة التي بدت في حينه فرصة قد تكون تاريخية أمام الشعب الفلسطيني وأمام الشعب في إسرائيل، وبدت بالمقابل فرصة للتقدم نحو إنجاز اختراق نوعي غير مسبوق، في مسألة مساواة حقوق الجماهير العربية في إسرائيل بما في ذلك في قضايا الأرض ومسطحات البلدات العربية والاعتراف بالقرى غير المعترف بها في الجليل والنقب ومشاريع هدم البيوت.. فقاد زياد بشجاعة القائد السياسي الواعي والمسؤول، فكرة “الجسم المانع” لسد الطريق امام عودة حكومة الرفض والقمع وأرض إسرائيل الكبرى برئاسة شمير، وفتح الطريق لفرصة بدت حقيقية.

//زياد- أسّس مدرسة في الالتحام

الواعي مع الجماهير الشعبية!

كان زياد يعي بنباهة القائد الشعبي الواثق بشعبه، أن تفاوت القوة بين مؤسسة الحكم الصهيونية المعنية بإخضاع الجماهير الفلسطينية الباقية في وطنها، وبين عوامل القوة المتوفرة لهذه الجماهير، لا يمكن ردمه وتجاوزه إلا بالالتحام العميق مع الجماهير الشعبية، والانتقال بها من موقع الضحية الى موقع المشارك العنيد في النضال، وتحويل مشاعر القهر والغضب المزروعة بين جماهيرنا، من أداة تراهن عليها المؤسسة الحاكمة لإخضاع هذه الجماهير وإحباطها، الى أداة في أيدينا لتثوير الجماهير وحضها على أخذ دورها في النضال، لإحداث التغيير العميق وإعادة بعض التوازن الى هذه المواجهة.

وتوفيق زياد كان مدرسة في هذا الالتحام الواعي مع الجماهير الشعبية، وفي مخاطبتها وتحريضها الثوري، تبادله الجماهير حبّا بحب، والتحاما بمزيد من الالتحام . حتى أن يديعوت أحرونوت عنونت صفحتها الرئيسية فوق صورة زياد غداة رحيله الفاجع في عدد 8.7.1994 فكتبت:”ما أن يعتلي المنصة حتى تهتز له الجماهير وترتعش”..

هذا هو مفهوم المشاركة الشعبية الذي قامت على أساسه جبهة الناصرة الديمقراطية، بقيادة توفيق زياد وانتصرت، وبه أطلقت مشروع مخيمات العمل التطوعي الجبارة، التي تحولت الى حالة وطنية تقدمية زاخرة، فملأ ت الدنيا وشغلت شعبنا الفلسطيني على مدار عقد ونصف خلق خلالها مدرسة في التثوير والتنوير والمشاركة الشعبية وزخم النضال.

وهذا هو المفهوم الذي ولدت وتبلورت في رحمه وحدة الصف الكفاحية التي ولّدت معركة يوم الأرض الخالد في 30 آذار 1976، التي كان توفيق زياد أبرز فرسانها.

وهذا هو المفهوم الذي قامت من أجله وفي إطاره الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في العام 1977 أداة وآلية لتطوير المشاركة الشعبية وصقل آلياتها.

وهذا هو المفهوم الذي ولدت من صلبه وثيقة السادس من حزيران 1980 التي حظرها مناحيم بيغن بأمر عسكري وأخرجها خارج القانون، وهي التي رسخت المعادلة الوطنية الثابتة: “نحن أهل هذا الوطن ولا وطن لنا غير هذا الوطن… حتى لو جوبهنا بالموت نفسه فلن ننسى أصلنا العريق، نحن جزء حي وفاعل ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني “..

//أمميته.. أعمق معاني وطنيته

كان زيّاد منحازاً للطبقة العاملة الكادحة التي تحدّر منها.. أممياً يُنشِد لها حبه الطبقي والانساني، ويستنهض فيها طاقاتها الثورية الكامنة المعمّدة بانتفاضة العاشور الطبقية والوطنية في الأول من أيار 1958 في “الناصرة.. ركن الجليل، فيك البوليس مدحدل “..، ويصوغ معها وفيها وعياً طبقياً وفكراً أممياً يكون السؤال الحاسم وخط توزيع المياه السياسي والاجتماعي المقرر فيه: من هم الذين لهم مصلحة حقيقية في الحفاظ على النظام الاجتماعي والسياسي الموبوء القائم، ومن هم أولئك المعنيين بتغيير النظام القائم وتحويله تحويلا ثوريا تقدميا.

زيّاد الشاعر.. مثل زيّاد القائد يَحبِكُ قصيدته من دموع شعبه وهمومه، ومن عرق طبقته العاملة الحارق المتصبب “في ليلة لا تنتهي.. في ساحة لا تنتهي “.. جمع رقّة الشاعر الفنان، وصلابة القائد الشيوعي المصلوب على قضبان السجن بالمقلوب في زنازين معتقل طبريا الرهيب، جمع بين حاجة الارض الى دفاع المناضل الشجاع عن هويتها الفلسطينية، وحاجة قصيدته الى الارض، الى أودية وجبال تردد صداها.. والى شعب وفيّ يزرع فيها أحواضا من زهرٍ يجعل منها إكليلا يلف عنق القائد وحادي المسيرة، يذود فيها “عن زهرة حمراء أن تذبل”.

ليس توفيق زياد من أولئك الذين يخشَوْن العاصفة ويخطفون الرأس، بل كان هو العاصفةُ، وهو الجبل الذي لا تهزّه ريح، وهو الريح العاتية في وجه الظلم والقهر والاستغلال القومي والطبقي، توجهه مبدئية شُجاعة ومسؤولة.. وشَجاعةٌ مبدئية واعية.. فهل سيبقى غياب هذا القائد الشيوعي والشاعر الفلسطيني الوطني الشجاع يزداد حضوراً فينا، في مرحلة تنسحب فيها الآمال الى درب الآلام ؟!

رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

كلمة الكاتب في احياء الذكرى التاسعة والعشرين لرحيل القائد توفيق زيّاد في رام الله – 23 تموز 2023

//ع

ليس توفيق زياد من أولئك الذين يخشَوْن العاصفة ويخطفون الرأس، بل كان هو العاصفةُ، وهو الجبل الذي لا تهزّه ريح، وهو الريح العاتية في وجه الظلم والقهر والاستغلال القومي والطبقي، توجهه مبدئية شُجاعة ومسؤولة..

افتقدناكَ أبًا وقائدًا ومُلهمًا

وهيبة زيّاد

كأني بهذا اليومِ قبل تسعٍ وعشرينَ سنةً ونيّفٍ، أحملُ ابنتي التي لم تكملِ الشهرينِ من عمرِها الطري، أقصدُ بيتَنا، بيتَ أهلي، أعرفُ ويعرفُ الجميعُ مكانَ تواجدكَ في هذا اليوم، اليومِ الحلُمِ، الحلمِ بإقامةِ الدولةِ الفلسطينيّةِ، تستقبلُ ياسر عرفات في أريحا بعدَ استقبالِهِ في غزةَ. لم تكُن أمي في البيتِ، كان اخي أمين وكانت أختي عبور وكانت الساعةُ تقتربُ من الخامسةِ والنصفِ بالتقريب. صمتٌ ثقيلٌ سادَ في الجوِ، رنَّ هاتفُ البيتِ، أجبتُ، عرّف عن نفسِهِ بأنّهُ صحافيٌ وقد سمعَ لتوِهِ في الراديو أنّ سيّارةَ توفيق زيّاد قد اصطدمت بسيّارةٍ أخرى في طريقِ عودَتِهِ من أريحا إلى القدس، لم أبالِ بالخبر، قذفهُ عقلي بعيدًا وقالَ لي هيَ كَذِبَةٌ أو إشاعةٌ…الصمتُ يزدادُ ثِقلًا… ساحةُ البيتِ امتلأت بالناسِ، الخبرُ متداولٌ في النشراتِ الإخباريّةِ تسمعهُ الناس ويهرعونَ إلى بيتِنا، يقفونَ حائرينَ.. نحنُ لا نعلمُ بعدُ وهم لم يتجرؤوا على القولِ.

الحضورُ الكريم

مساءُ الخير

أقدّمُ كلمتي هذه بالنيابةِ عن العائلة.. بدايةً أتقدّم بالشكرِ العميق للقيمينَ على هذا الحفل، المكتبةٍ الوطنيّةِ بموظفيها ورئيسِهِا د. عيسى قراقع، وزارةِ الثقافةِ الفلسطينيّةِ ووزيرِها د. عاطف أبو سيف، الحضورُ الكريم مع حفظ الألقاب، شكرا لكم جميعا.

أغني للحياةِ… فللحياةِ وهبتُ كلَّ قصائدي

وقصائدي هي كلُّ ما املك

هذا انتَ من وهبَ كلَ ما يملك بحبٍ غيرِ مشروطٍ ودونَ مقابلٍ مع الدرّةِ التي في التاج “نكرانُ الذات”…. الجملةُ التي سمعتُها منك مرارًا، ومن غيرُك يملكُ ان ينكرَ ذاتَهُ بكل هذه الشجاعةِ التي ميّزتكَ. لم تتكلّم عن نفسِكَ ابدًا ولم تنسب لنفسِكَ شيئًا، وتركتَ لنا ان نقولَ. ومهما قُلنا لن نستطيعَ أن نحصيَ بَوحَنا في صفحاتِ كتاب، فوراء الكلماتِ مشاعرُ لن تعبّرَ عنها الكتابةُ مهما بلغت بلاغتُها.

ربّما تروْنَ أني قد بالغتُ، ولكن…أليست كلُ فتاةٍ بأبيها معجبةً!!

أحبّائي…برمشِ العينِ افرِشُ دربَ عودتكم، برمشِ العين

واحضِنُ جرحكُم…وألمُ شوكَ الدّربِ بالجفنين

وبالكفّينِ أطحنُ صخرةَ الصوانِ.. بالكفين

ومن لحمي… سأبني جسرَ عودتِكُم على الشطّين

غيابُكَ الدائمِ عن البيتِ وعنّا كان يحزنُنا، لكن لاحقًا فهمنا وعرَفنا كم كان حزنُكَ أنتَ على شعبِكَ الذي قسموهُ إلى قسمين حزنًا كبيرًا ونبيلًا، فوجّهتَ أبوَّتَكَ لتحنو بها بكل حبٍ ورجولةٍ إلى خدمةِ هذا الشعب بقسميه، القسمِ الباقي في وطَنهِ لينالَ حقَّه في العيشِ الكريمِ رافضًا لهُ أن يكونَ مواطنًا درجةً ثانيةً، والقسمِ الثاني الذي هُجِّرَ ويحلُمُ بالعودةِ مستميتًا بالدفاعِ عن حقِهِ بكل السبل.

يا شعبي.. يا عودَ الندِّ
يا أغلى من روحي عندي

إنّا باقونَ على العهدِ

وما يُثلجَ الصّدرَ أنّ شعبَكَ وفيٌّ وهو “عود النِّد” ثمنّكَ عاليًا وما زالَ يَذكُرُكَ بالخيرِ وبالفخرِ جيلًا بعدَ جيل.

مرَّت قرابة ثلاثين من الأعوامِ، افتقدناكَ فيها كلَّ يومٍ، افتقدناكَ أبًا وقائدًا ومُلهمًا، وفي أشدِ الأيّامِ حُلكَةً بحثنا عن نورِكَ فوجدناهُ بين صفحاتِ ما تركتَ من إرثٍ خطابيٍ، وطنيٍ وسياسي ومجتمعي، والأهّمُ كانت قصائِدُكَ هيَ البوصلةُ التي أعانَتنا، إذ عبّرَت عنكَ وعن أفكارِكَ بكل صدقٍ وشفافيةٍ، وعمّقَت فينا الأصالةَ التي امتدّت جذورُها منكَ إلينا فاستمرَينا قابضينَ على جمرتَي الحقيقةِ والصّدقِ في وجه الزيفِ والعنجهيّةِ كما فعلتَ دائمًا.

من شدّةِ حبي…سأموت

إن يومًا سأموت

لا حزتًا أو حسرة

لكن… من شدّةِ حبي

من شدّةِ حبي لكَ… يا وطني المحتل

لكِ يا زهرةَ فلِّ تنمو متكبّرَةً… في حوضِ البيت

لكِ يا قطرةَ طلٍ تترقرقُ في صمت

تتلألأُ في وجهِ الموت

أسمعتم بالحبِ القاتل؟!

هذا هو يا شعب… الحبُ القاتل

وهكذا رحلتَ من شدّةِ الحب الذي فاضَت بهِ روحُكَ من أجل هذه اللحظةِ، لحظةِ تحقيقِ الحلمِ بإقامةِ الدولةِ الفلسطينيّةِ، وكأنكَ بهذا قد أديتَ الرسالةَ ورحلتَ في منتصفِ الطريقِ الواصلِ بينَ أريحا والقدس.

*الكلمة باسم العائلة في احياء الذكرى التاسعة والعشرين لرحيل القائد توفيق زيّاد في رام الله – 23 تموز 2023

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.