المفكر العربي الأردني الياس فاخوري يكتب عن الاردن في الفكر القومي عند “ديانا فاخوري”: الاردن العربي ليس للبيع، او “التتبيع” – وطنٌ آلى الاردنيون ألا يبيعونه، وألا يرون غيرهم له الدهر مالكا ..

الياس فاخوري ( الأردن ) – السبت 29/7/2023 م …




(==) حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا زوجته الراحلة الكبيرة والمفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …

يأتي هذا المقال استكمالاً للمقال المنشور سابقاً بعنوان “الاردن في كتابات ديانا فاخوري (1): ابعد من كريمٍ الثناءِ وأغلى – هنا التَعَلُّلُ، هنا أهلٌ، هنا وطنٌ، هنا سكنُ .. ولكف الأردني العربي، عهد الله بقيادة فرسانه ..” 
 
نعم، عَهِدَتهُ “ديانا” مربضَ الآسادِ، ولأجله عَصرتْ النجومَ، وأوقفت ركب الزمان طويلاً، فاقسم هذا الزمان يميناً:
 
“ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ   = = = = = = =   وألا أرى غيري له الدهرَ مالكاً”
كما على ثرى الأردن كذلك في السماء، ولن تحتمل السماء “صفقة القرن” ومخرجاتها “تتبيعاً” او بيعاً، ومنها ضرب الحائط باتفاقية وادي عربة، والاجتراء الوقح والتطاول الفظ على المقدسات العربية الاردنية بالدعوة المريبة “لتحويل المملكة الاردنية الهاشمية الى مملكة فلسطين الهاشمية” .. 

وها هو ايتامار بن غفير يعتبر أن ساعة اسرائيل الكبرى قد دقت اذ يرفض الحاخامات الجدد مشروع ييغال آلون جعل الأردن الوطن البديل للفلسطينيين فالضفة الشرقية أيضاً جزء من أرض الميعاد .. ويستمر بن غفير بتطاوله زاعماً أن الدبابات الاسرائيلية تستطيع اقتحام عمان خلال ساعات ليتم ترحيل السكان الى سوريا، والعراق، والسعودية. أما من هم داخل الخط الأخضر فيوزعون بين لبنان وسوريا!

خسئ بن غفير وحاخاماته و”طيورهم النحاسية”، ويدرك الاردنيون ان اسبارطة الجديدة لن تتوارى بالديبلوماسية والرايات البيضاء .. فكما على ثرى الأردن كذلك في السماء، ولن تحتمل السماء “صفقة القرن” التي يصفعها الأردنيون لينال الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، حقهم بالعودة وإزالة النكبة بإزالة أسبابها – ازالة اسرائيل، نقطة على السطر! ولكم أصرّت “ديانا” في هذا السياق ان نضال الأردنيين ضد الكيان الغاصب إنما هو نضال وطني أردني، وليس مجرد دعم او مساندة للشعب الفلسطيني الشقيق، فالمشروع الصهيوني في الأردن ما انفك يتمظهر بأشكال مختلفة ووتائر عالية على نحو مبرمج يشمل تفكيك الدولة بالفساد ومشتقاته وملحقاته تمهيداً لوضع رقبتها تحت السيف .. ولكم تصدت “ديانا” للهجمة الإعلامية الصهيوامريكية الشرسة والاستهداف المُضلل للأردن قيادةً وشعباً من بن غوريون وغولدا مائير الى بن غفير وبتسلئيل سموتريتس (خطة إسرائيل الحاسمة، وعدائية السلطة الفلسطينية) .. وكان نتنياهو، في رد غير مباغت على قمة جدة العربية، قد عقد اجتماع حكومته في أنفاق “حائط البراق”، كما اقتخم  وزيره للامن القومي “المسجد الاقصى” تحت حماية جيش الاحتلال ليذكرنا بما اقدم عليه  شارون  سنة 2000 يوم انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية ف”قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ” (ال عمران – 119) من الحسين الى الحسين الى الحسين:
 
الامام الحسين: هيهات منا الذلة .. 
 
الشريف الحسين: لا ل”اخوان من طاع الله”، لا للاكتفاء ب”مملكة الحجاز” اجهاضا لمشروع “مملكة العرب”، ولا لانتزاع السدانة على الأماكن المقدسة واغتصابها في سياق سايكس/بيكو!
 
الملك الحسين: لا للدور الوظيفي المرسوم للأردن، وبالتالي لا لصفقة القرن .. 

من الحسين الى الحسين الى الحسين .. من الامام الى الشريف الى الملك، و”أجيال أٓسْلٓفُوا” .. الى الشعب وبالعكس – لكف الأردني العربي، عهد الله بقيادة فرسانه! تعالى الله والأردن العربي .. ولتسقط “صفقة القرن” بقرونها .. ولن تجعل هذهِ الدولُ اللَّقيطةُ عمّان ثكلى : فأما ان تكون او لا نكون .. فيا فجرَ عمّان الطويلا، عجّل قليلا – بالأذن من محمود درويش، وامرؤ القيس راجياً ان يكون الاصباح “امثلُ” من الليل اذ ينجلي بعد ان كانت “نجومَه بكل مُغار الفَتلِ شُدّتْ بيَذْبُلِ”!

تقول “ديانا” ان جيشنا ساهم منذ النشأة الأولی في هزيمة البيزنطيين وتحول بعدها تقسيما اداريا علی يدي أبي بكر الصديق! وكان التداخل وما زال مع فلسطين وباقي بلاد الشام ثابتا ومستمرا .. كانت منطقة “جند الاردن” تتوسط حدود منطقة “جند الشام” من الشمال وحدود منطقة “جند فلسطين” من الجنوب .. ويتجلی هذا التداخل في كون مدينة طبريا عاصمة ل “جند الاردن” .. كما شملت مدن “جند الاردن” بيسان وصفوريا وعكا وحيفا وصفد والناصرة وجنين الی جانب اربد وطبقة فحل وجرش وبيت راس وابل الزيت وحرثا وام قيس بالاضافة الی مدينة صور (لبنان) ومدينة درعا (سوريا) .. وبالمقابل كانت العديد من مدن شرق الاردن ضمن “جند فلسطين” كالسلط ومادبا وعمان والكرك ومعان والطفيلة .. من هنا ترون ان الاحتلال الصهيوني يجثم علی “جند الاردن” و”جند فلسطين” في ان معا .. لنصوب البوصلة اذن، ونكثف الجهود والطاقات العلمية والعملية النضالية التحريرية الی تل ابيب ونقرأ من الآية الكريمة ١٣/ سورة الصف: “نصر من الله، وفتح قريب”!
وهنا لا بد من زيارة سريعة للثورة العربية الكبری .. فهل تم ضرب الهاشميين (سلالة النبي العربي الكريم، “ابنَاء الهواشِمِ من قُرَيشٍ، وأعز قبيلا” – والتعبير لمحمد مهدي الجواهري) في الجزيرة العربية للاطاحة بالثورة العربية الكبری؟! وهل دفع الشريف حسين ثمن اعتراضه عام  1918م علی تأسيس “اخوان من طاع الله”؟ زينبي المنبت والهوى، لم يكن الحسين ليرى الا جميلا بمرارة، بل شرف، النفي مرتين .. أراد الشريف للعرب الاستقلال والحرية منذ نهاية القرن التاسع عشر، فكان مصيره النفي إلى إسطنبول منذ عام 1893م حتى عام 1908م .. ثم جاء النفي الثاني اثر اعتراضه على مفرزات سايكس / بيكو واستنكاره لتأسيس “اخوان من طاع الله” كجمعية سياسية ترتدي العباءة الدينية، وتدعو للهجرة في سبيل الله، والحشد باسم الدين، والجهاد ضد الاخر والاغيار .. كم قالت وكتبت “ديانا” أنهم عملوا ويعملون علی ادغام العروبة بالاسلام بحجج التماثل والتقارب والتجانس في محاولة دؤوبة لاسكان العروبة وادراجها فلجمها منذ “اخوان من طاع الله” التي قامت في سياق تنفيذ اتفاقية سايكس/ بيكو لاجهاض “حلم الثورة العربية الكبری”؛ ذلك المشروع القومي العربي في الحجاز الذي استقطب مجموعة من الثوار العرب المناضلين ضد الصهيونية والاستعمار نحو دولة قومية عربية .. وعندما رفض الشريف حسين التخلي عن “حلم الثورة العربية الكبری” وابى الانصياع لرغبة الإنجليز الاكتفاء بمملكة الحجاز، قام الإنجليز بالإيعاز لبعض القبائل ومساعدتهم بإحتلال الحجاز .. وفي عام 1925م تم النفي الثاني للشريف حسين الى قبرص حتى مرضه الأخير قبل ان يُنقل الى عمان، لتُعلن وفاته هناك، فالقدس ليوارى ثراها الطاهر!
وعليه لم يكن باسم الله تأسيس القاعدة وداعش والنصرة واخواتهم  لنصرة الرأسمالية وأنظمتها وأحلافها.. ولم يكن باسم الله غسيل وتبييض القيادات فاقدة الصلاحية بقصد طرحها في الاسواق مجددا! لنذكر ان ارادة الله جاءت بالوحدة من خلال التنوع والتعددية فالتوراة والانجيل والقران والحكمة كلها خرجت من أرض العرب أو هبطت من سماء العرب تأكيدا للتنوع والغنی الثقافي والتعددية في الوحدة .. فبأي مشيئة نقوی علی مسخ التنوع طوائف ومذاهب وفئات أو فتات لتفكيك الموحد باسم او اسماء “الحرية والسيادة والاستقلال” تهجيرا للتنوع والتعددية، ونفيا للتلاقي مع الاختلاف، فدعوة للجهاد ضد الاخر والاغيار، وبالتحليل النهائي خدمة للدولة الدينية الصافية، بل المذهبية الصرفة انسجاما مع ما كتب بخط اليد الرديء لدى اجتماع بعض زعماء القبائل  ب “روزفلت” علی متن الباخرة “كوينسي” لتتوج بضرب الهاشميين، أصحاب الثورة العربية الكبری وولاتها .. اما ما كُتب بخط اليد الرديء فيتلخص باعطاء فلسطين (حوالي 27,000 كم²) لليهود وانتزاعها من الخارطة العربية تنفيذا ل “وعد بلفور” فيما سماه “لويد جورج” قربانا ل “يهوة” .. وهنا تشير “ديانا” الى “قبلة حسن البنا” على يد احد زعماء القبائل  في حينه وما كُتب عن التقاطع الايديولوجي بين شخصية حسن البنا وشخصية تيودور هرتزل، وأن جماعة “الاخوان المسلمين” هي الرديف الانكليزي للحركة الصهيونية، وقد أُنشئت لشق الطريق أمام وعد بلفور كصدى لـ”الوعد الالهي” بمملكة يهودية من النيل الى الفرات .. وان ننسى، لن ننسى المرور بالاخوين “دالاس” ابان عهد الرئيس”ايزنهاور” الذي استقبل احد الزعماء العرب عام 1957 لانشاء حلف اسلامي ضد العروبة والناصرية والاشتراكية .. وهكذا استخدموا ويستخدمون الاسلام تكتيكا في خدمة الرأسمالية والصهيونية ضرباً للعروبة واسقاطاً للقضية الفلسطينية .. كم قاتلوا ويقاتلون العروبة بالاسلام مسخّماً بالذهب الاسود وهذا ما يتم العمل على إعادة صياغته وتوظيفه انصياعا لما بات يعرف ب “صفقة القرن”!
و هكذا تم انتزاع واغتصاب السدانة على بعض الأماكن المقدسة عام ١٩٢٥بتوسل بعض القبائل وإسنادهم بالنيران البريطانية وبغطاء من “اخوان من طاع الله” عقب ازاحة العثمانيين – اجهاضا للثورة العربية الكبری وفي مَجْرى القضاء على “مملكة العرب” تنفيذا لاتفاقية سايكس/ بيكو لتفتيت وتجزئة وتقسيم وشرذمة وتشظية وتفكيك منطقتنا وشطب الأردن الكيان والإقليم من الخارطة وإلحاقه كفائض جغرافي (حوالي 90,000كم²) بفلسطين (حوالي 27,000 كم²) لتصبح مساحة فلسطين “الموعودة بلفوريا” حوالي 117,000 كم² (فتتواضع اسرائيل بقبولها فلسطين من البحر الى النهر – مجرد حوالي 23 % من “حقها البلفوري السايكسبيكوي” من خلال “صفقة ألقرن”!) .. كما عملوا على تفريغ المنطقة برمتها من مسيحييها وبالتالي من عروبتها تبريرا ليهودية الدولة .. وضمن السياق ذاته تمت الأطاحة بوحدة الضفتين (١٩٨٨/١٩٧٤) بلافتات وعناوين وشعارات بدت براقة حينئذ! اما اليوم، فما لبثوا يحاولون الفصل بين “الكعبة المشرفة” و”أرامكو – في أسواق المال المحلية والعالمية” ويجهدون في انتزاع واغتصاب السدانة العربية الاردنية على المقدسات القدسية انسجاما مع “المصالحة التاريخية نحو اسرائيل الكبرى” ضمن لعبة/مشروع “الولايات الإبراهيمية المتحدة” ترجمةً  ل “صفقة القرن” في المنطقة وما تتطلبه من محاولات دؤوبة لدفع الاردن علی ظهر او الی بطن صفيح ساخن .. 
 ولكم أكدت “ديانا” ان“جبل عرفات” لن يعانق “جبل الهيكل” في مجرى المصالحة التاريخية نحو اسرائيل الكبرى ضمن لعبة/مشروع “الولايات الإبراهيمية المتحدة”، ولن تفلح محاولات المحور “الصهيوامريكي” اليائسة البائسة كما ينفذها وكلاء الداخل – بدفع الأردنيين لتلقي “صفعة القرن” صاغرين! وها هم لاجئو ونازحو الأردن ولبنان والدول العربية يتأهبون للتوجه والعودة الى الجمهورية العربية الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف .. اذكروا ان الأردن جنوب سوريا وان “جند الاردن” لم ولن يخلعوا الشام أبدا، فاخلعوا محور الشر “الصهيوامريكي” .. التبعيّة ليست قدرًا، والثورةَ ضرورةٌ وحتميّة رغم جدران الفصل ومسرحيات الانفاق والنفاق ودروع الشمال وتهريج “أدرعي”، وبعده “بتسلئيل سموتريتس” و”بن غفير” و”نتنياهو” الى جانب القواعد والقاعدة وداعش والنصرة واخواتهم .. نعم خسئوا، فالأردن اكبر من الدور المرسوم، وهو قادر، قيادة وشعبا، على احباط “القدر المرسوم” .. وسيبقى الأردن وقف الله، أرض العزم! ولن تقوى قوى “الزندقة” او “الصهينة” و”الصندقة” بخشنها وناعمها على تحويل الاردن من وطن الى جغرافيا والاردنيين من مواطنين الى سكان انسجاما مع مفرزات سايكس/ بيكو ووعد بلفور بمصادقة صك الانتداب وعصبة الأمم وما رسموه للأردن من دور وظيفي قاومه الملك الحسين متمسكا باستقلال القرار السيادي وانتظام الولاية الدستورية، وعمل على تخطي الدور ومقتضياته والتحرر من الالتزامات المترتبة عليه ليرسى بذلك إرثا سياسيا لأجيال “اسلفتها” قريش “بمدرجة الفخار” فيحملوا “من الأمانة ثقلها، لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا”  فهم – كما يضيف محمد مهدي الجواهري –  ابنَاء “الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ ، سُوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا”، وكان الفرزدق قد سبقه اذ قال:
بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا
فِي‌ النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا
فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي‌ أُرُومَتِهَا
مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ!!
وما “صفقة القرن” الا جزء من مشروع صهيوامريكي في المسار التّصْفَوِيّ عينه .. وما إقحام “ترامب” ل”نابليون بونابرت” في حينه الا تعبير عقله الباطن عن تهاوي صفقة القرن بقرونها سيما وان “بونابرت” كان قد اطلق صفقة القرن بصيغتها الاولى عام 1799 ليندحر على أسوار عكا وتسقط معه صفقته وإعلانه معاً .. وها هي إرهاصات وعلامات انتهاء الدور الوظيفي ل”اسرائيل” تؤشّر لبدء انقراض دولة “إسرائيل” .. وها هي “سيف القدس المسلول” الى جانب “حسان”، و”كتائب أحرار الجليل” و”كتيبة الرضوان”، و“قسماً قادرون وسنعبر” تٌشكّل خطراً وجودياً لاسرائيل، فتجمع ثلاثة من الجِنرالات الإسرائيليين الكِبار في مُؤتمر هرتسيليا الأمنيّ يوم الثلاثاء (May, 23, 2023) ليناقشوا هذا الخطر في ظل التقارب السعودي الإيراني وبركاتٍ من الصين، وعلى خلفية المبادرة الاردنية، واجتماع عمان، وتصريحات السيد وزير الخارجية الأردني التي توجت بالعودة العربية الى سورية واستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة وحضور رئيسها قمة جدة العربية، وربما استعادة “معادلة سين سين” ومعها مشروع الرئيس الأسد حول “البحار الخمسة” وصولاً للاستقلال والاستقرار الاستراتيجين .. ويرى البعض انه “لا بد أن تكون أكثر من جهة قد نقلت الي الامير محمد بن سلمان مخاوفها من الأميركيين، الذين لا يستطيعون أن يتحملوا قائداً عربياً بالذات (فكيف اذا كان سعودياً ؟)، يسعى الى وقف الصراعات بين العرب والعرب، وبين العرب والمحيط، ما يمكن أن يهدد بتقويض الوجود الأميركي في المنطقة” .. ولعل تكرار العنوان الرئيسي لصحيفة “معاريف” الصادرة بتاريخ 23 أيار 2000 من قبل صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصادرة في 23 أيار 2023 (“حزب الله على السياج”) من شأنه ان يفسر حالة الرعب والارتياع والاستنفار والتحدي والتهديد القائمة في كيان الاحتلال.
ولكم كبّرت “ديانا”: الله اكبر، هذا اردننا، فاقرأ باسم ربك الذي خلقه أفقا عربيا، وعمقاً سوريا – ببعد كنعاني  .. وطنا بهيا بانتظام ولايته الدستورية ومأسسة الدولة وتحصين القانون، شريفاً لا نبغي ولا نرضى عنه بديلا، ولا نرضاه وطنا بديلا .. ولكم رددت مع الامام الحسين: “ألا وإنّ الدعي بن الدعي (يعني ابن زياد) قدْ ركز بين اثنتين، بين السلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحُجور طابت وحجور طهرت، وأُنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر” .. “فسُحقاً لكم يا عبيد الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرّفي الكلم، وعصبة الإثم، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن”.
 
نعم هيهات منا الذلة، وها هم المقاومون العرب والأردنيون – من على مختلف المنصات وفي شتى الميادين – يدينون البيع و”التتبيع” ويعلنون “القدس الشريف”، لا “القدس الشرقية”، عاصمةً لدولة فلسطين رغم محاولات دول المحور “الصهيوامريكي” المستميتة والمتذاكية في آن معا، ورغم استمرار واستشراس الحملة الإعلامية البغيضة على الاردن وانغماس بعض النخب والمثقفين وانخراطهم في الهجمة!
 تعالى الله والأردن العربي .. ولتسقط “صفقة القرن” بقرونها .. ولن تجعل هذهِ الدولُ اللَّقيطةُ عمّان ثكلى: فأما ان تكون او لا نكون .. فيا فجرَ عمّان الطويلا، عجّل قليلا!
نعم، لكف الأردني العربي، عهد الله بقيادة خيله .. نعم، جعل الله إمرة فرسانه بيد القيادة العربية الاردنية:
“إذا قيل خيل الله يوماً ألا اركبي// وددت بكفِ الأردني انسيابها”!
ويبقى “سيف القدس” مسلولاً  في مواجهة مشروع “الولايات الإبراهيمية المتحدة”، وتبقى “حسّان” حاملةً الآية الكريمة  17 من سورة الانفال، لتبلي البَلاء الحَسَن كما فعلت يوم خطفت أبصار العالم من شرق أوكرانيا الى شمال فلسطين: 40 دقيقة من تاريخ المقاومة و70 كيلومترًا من الجغرافيا العربية الفلسطينية لتستحضر دولة الاحتلال قرب نهايتها!

” اسرائيل الى زوال”

نبوءةُ “ديانا” وشمٌ في الذاكرهْ.

الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين .. وها هم الأردنيون  و“حسّان”  بصحبة “ذو الفقار”، و”سيف القدس” المسلول، و”ثأر الاحرار”، و”كتائب أحرار الجليل” و”كتيبة الرضوان”، و“قسماً قادرون وسنعبر”، و”جنينغراد” ف”جنيبلسغراد”، وفلسطين بحطّينها، ووحدة الساحات، ووحدة الجبهات .. ها هم العرب الاردنيون وها هي أيام سوريا والاردن وفلسطين، والمقاومة تهز العالمين!

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.