عن التعدد الفصائلي الفلسطيني والجبهة الوطنية المتحدة في حركات التحرر الوطني / محمد جبر الريفي
محمد جبر الريفي ( فلسطين ) – السبت 29/7/2023 م …
الثورات الوطنية في بلدان العالم الثالث التي لها تجارب ثورية رائدة تكللت بالانتصار كثورات فيتنام والجزائر وانجولا انتصرت على الاستعمار الكولنيالى، وحققت الحرية والاستقلال الوطني لبلدانها لأنها توفرت لها قيادة ثورية واحدة رغم تعدد القوى السياسية في إطارها على اختلاف برامجها السياسية والفكرية وكان هم الجبهات الوطنية التي تشكلت في تلك البلدان تحرير البلاد فقط دون الاهتمام بهدف الوصول للسلطة، لذلك ظلت بعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية فوجدت الدعم من كل قوى التحرر في العالم حتى من القوي الديموقراطية في البلدان الغربية الاستعمارية نفسها، وكذلك من بلدان المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق وكذلك من جمهورية الصين الشعبية في تلك المرحلة من النضال.
أما الثورة الفلسطينية المعاصرة فلم تستطع هذه الثورة رغم دعم قوى التحرر العربي والعالمي لها، وكذلك التفاف الجماهير العربية حولها.. لم تستطع استلهام التجارب الثورية الرائدة وظلت بعيدة عن حالة الأنصهار في جبهة وطنية واحدة وظل التعدد الفصائلي هو الغالب على طبيعتها التنظيمية ومنظمة التحرير الفلسطينية، رغم كونها مكسب كبير يجب التمسك به والمحافظة عليه وتطويره ليمارس دوره الفاعل كاعلي مرجعية للحركة الوطنية الفلسطينية فهي لم ترق في أي يوم من الأيام إلى مستوى الجبهة الوطنية الواحدة التي تقود النضال الوطني واستمر يغلب عليها التعدد الفصائلي والخلافات السياسية، مما جعل الاهتمام بالمصلحة التنظيمية فوق كل اعتبار ومما نشاهده من انقسام سياسي بغيض لم تفلح الاتفاقيات السابقة على إنهائه هو تتويج لحالة التعدد والتشرذم التي سادت التجربة الفصائلية الفلسطينية وهو الشيء الذي لم يحدث في أغلب التجارب الثورية الوطنية في بلدان العالم الثالث.
التعليقات مغلقة.