الأردن: الوحدة الشعبيّة يكرم الأديبين المناضلين غالب الهلسا وتيسير سبول
الأردن العربي – السبت 29/7/2023 م …
أقامت دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، أولى فعاليات “أيام أدب المقاومة” بتكريم الأديبين المناضلين غالب الهلسا وتيسير سبول، وذلك تحت شعار “أدباء المقاومة متاريس صمود ونصر”.
وقدّم الرفيق الدكتور موسى العزب عضو المكتب السياسي للحزب ومسؤول دائرة الثقافة والإعلام المركزي كلمة الترحيب بالضيوف وأهالي الفقيدين، وأشاد الرفيق الدكتور موسى العزب بالمثقفين المناضلين مؤكدًا على “أننا بهذه الفعالية، فإننا نكرم المثقف التنويري الملتزم الذي شكل حالة إلهام وإضاءة للأجيال”.
وقال “إنّنا نستذكر تجربة المثقف العضوي ونكرم من استعجلوا الرحيل مبكرًا، ولكنهم تحولوا إلى منارات مضيئة على طريق الحرية، والعدالة والتحرر، والذين أكدوا على أنه قد تسقط المتاريس أمام العدو ولكن تبقى جبهة الثقافة هي ضمير الأمة وروحها ومتراسها الأخير”.
ومن ثم كانت الكلمة التكريمية للرفيق الأمين العام للحزب الدكتور سعيد ذياب والذي أكَّد فيها على “دور الحزب واهتمامه بالجبهة الثقافية كلبنه أساسية لبناء الإنسان خاصة في زمن العولمة والهجمة على المثقف والذي أكد بدوره على أهمية دور المثقف في مواجهة التحديات”.
وشدّد على أنّ “أي اتجاه ثقافي خارج اهتمام الناس ووجعهم وخدمتهم هو ترف ليس إلا، وذلك ارتباطًا بدور المثقف وما يمتلكه من وعي يلقي عليه بمسؤولية فعالة ونشطة في تجديد الفكر من أجل مشروع النهوض والتقدم وهذا جوهر تكريمنا اليوم للفقيدين غالب الهلسا وتيسير السبول”.
وأشار الأمين العام الدكتور سعيد ذياب إلى أنّ “شعوب أمتنا العربية كانت وما تزال تعيش صراعًا حادًا بين تيارات فكرية متعددة، بين التيار الأصولي والتيار التنويري وفي أكثر من مرحلة تاريخية ومنذ بداية القرن الماضي، إلا أننا لم نصل إلى مرحلة الحسم، بل كان ينتهي الصراع إلى صيغة توفيقية كما حدث في مراحل تاريخية سابقة، ويبدو أن غلبة التيار التوفيقي تعود إلى قوة النهج والارث القائم على التقريب بين الأضداد وتجاوز عناصر الاختلاف والبحث عن عناصر الاتفاق، وهذا ما يختلف عن الجدلية واستمرار الصراع، وبالتالي ولادة شيء جديد مختلف”.
ومن ثم قدّم الدكتور موفق محادين شهادته عن المناضل والمفكر، الروائي، القاص والمترجم كما وصفه غالب الهلسا مستعرضًا أهم أعماله الروائية، القصصية، الفكرية، حيث أشار إلى أنّ “غالب هلسه ماركسي صارم في ماركسيته أبعد ما يكون عن المذاهب التوفيقية، أقرب إلى استخدام ادوات جمالية ونقدية متجاوزًا عالم ال قطر ية ومشاريع الثورات القطرية وفلسفاتها”.
وتحدّث الدكتور موفق محادين عن “سمات غالب هلسا الروائي المرتبطة ارتباطًا لا يمكن فصله عن غالب المفكر”.
كما سرد أهم مراحل تعليم وحياة المفكر غالب هلسا وما تعرّض له من سجن ونفي في دول عربية عديدة، حيث أكّد على “بعد نظر وتنوير رؤية غالب هلسا الذي رفض حلول الدولتين وامكانية التعايش مع العدو الصهيوني، وكان مثالاً للمثقف المشتبك التنويري المتطور”، فيما تطرّق إلى “دراسة مهمة أعدها الفقيد عن المخيم الذي عاش فيه والتصق بهمومة”.
كما وصفه “بالقلب المسلح للثورة العربية”، مستمرًا “في سرده حول ميزات وعوالم غالب هلسا في رواياته واستنباطه للفكر المقاوم في جميع أعماله”، مُشيرًا إلى أنّ “هذا المفكر والمناضل لم يلق التكريم الذي يليق به في بلده الأردن وهذا مرتبط بفكره التنويري المتطور والمتقدّم على القوى الرجعيّة”.
وفي كلمة الدكتور محمد عبيد الله التي قدم فيها شهادته بالأديب تيسير سبول تحدث فيها عن روايته “أنت منذ اليوم” التي نشرت عام 1969 والتي أسهمت في نقل الرواية من الشكل المحافظ إلى الشكل الجديد وما تزال هذه الرواية متداولة بين القراء إلى يومنا هذا، حيث كتبها تيسير سبول بعد النكبة مباشرة وهي ما اعتبره الدكتور محمد عبيد الله استجابة وتكريس لموقف تيسير سبول من الهزيمة وتبعاتها، فيما تحدّث عن ابداع تيسير سبول الشعري وقدرته على اختزال الأفكار في جمل وتعابير ذات عمق وجوهر.
التعليقات مغلقة.