كوريا الديمقراطية تتحدى الغطرسة الامريكية وتفجر تجربتها النووية الخامسة والاقوى

 

السبت 10/9/2016 م …

الأردن العربي – رأي اليوم …

*كوريا  الديمقراطية تركب رأسا نوويا على صاروخ باليستي يصل الى العمق الامريكي.. اوباما يحتج بقوة لكنه لن يرسل قواته لغزوها مثل العراق.. لماذا؟

تواصلت ردود الفعل الغربية الغاضبة على قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية خامسة اليوم (الجمعة) تعتبر هي الاقوى حتى الآن، وانهالت الادانات من واشنطن وباريس ولندن وسيدني، ومعها الدعوات الى مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات مشددة.

كوريا الشمالية تثبت انها دولة “متمردة” لا تعبأ بالتهديدات الامريكية والغربية، وتسير قدما دون اي تردد في برامجها النووية دون اي خوف او قلق، من الامم المتحدة او عقوباتها، فليس لديها ما يمكن ان تخسره، فالعقوبات مفروضة منذ تجربتها النووية الاولى، والعزلة الدولية لم تعد تعينها لانها لا تريد الانفتاح على الغرب اساسا.

التجربة النووية الخامسة التي اعلنت عنها القيادة الكورية الشمالية تخيف الغرب، والولايات المتحدة الامريكية وكوريا الجنوبية بالذات، اثبتت قدرتها على تركيب رؤوس حربية نووية على صواريخ باليتسية، مما يعني انها تقترب من الهدف الذي اعلنته مرارا بإمكانية الوصول الى اهداف في العمق الامريكي.

هذه التجربة النووية تعكس الرد الكوري الشمالي الذي يستحقه مجلس الامن الدولي والدول الغربية التي تتحكم فيه، ففي آذار (مارس) الماضي، وافق المجلس على فرض عقوبات جديدة بهدف الضغط عليها للتخلي عن برنامجها النووي، فردت بعد شهرين بالاعلان عن اطلاق قنبلة هيدروجينية، الحقتها بتجارب اخرى حول تجربة صواريخ بالتسية جديدة.

الرئيس الامريكي باراك اوباما هدد بأن هذه الخطوة الكورية لن تبقى دون رد”، ولكن هذا الرد لن يكون بإرسال الطائرات والسفن والقوات الامريكية لغزو كوريا الشمالية، مثلما فعلت الادارة الامريكية السابقة في العراق، وبعدها لارغام ايران على تجميد طموحاتها النووية.

واي رد فعل انتقامي لن يتعدى فرض عقوبات اقتصادية جديدة لم تعد تحرك شعرة في رأس الرئيس الكوري الشمالي وحكومته، فكوريا الشمالية لا تشكل تهديد لاسرائيل، وتبتعد عنها بأكثر من خمسة آلاف ميل تقريبا.

كوريا الشمالية تتعامل مع النفاق الامريكي بالطريقة التي يستحقها، وتثبت يوما بعد يوم انها الاقدر على فهم الغطرسة والنفاق الامريكيين، وهي الدولة الصغيرة المحاصرة المفعمة بالكبرياء وعزة النفس.

سنظل نذّكر ليل نهار، وفي كل المناسبات، بأن هذا الغرب المنافق بزعامة امريكا الذي يرعد ويزبد احتجاجا على تجارب كوريا الشمالية النووية، يصمت صمت القبور على الترسانة النووية لدولة اسرائيل المارقة التي ترتكب جرائم الحرب في حق الابرياء في فلسطين ولبنان دون اي رادع.

الغزو الامريكي للعراق تحت ذريعة اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية يعطي الشرعية لكوريا الشمالية، وكل الدول الاخرى التي تواجه تهديدا امريكيا وغربيا لامنها لتطوير اسلحة نووية لتحقيق الردع الاستراتيجي، وحماية نفسها ومواطنيها.

كوريا الشمالية بطموحاتها النووية هذه تشكل نموذجا لكل الشعوب المقهورة التي تعاني من الغطرسة والنفاق الامريكيين، وعلى رأسها الشعوب العربية التي ابتليت بأنظمة متسلطة جبانة اهدرت اموالها، ومارست كل انواع القمع والاضطهاد ضدها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.