روسيا … حظ نابليون العاثر في مواجهة جنرال الثلج




الأحد 11/9/2016 م …

الأردن العربي – روسيا اليوم …

صادف يوم 7 سبتمبر الذكرى 204 لمعركة “بورودينو” بين قوات الجيش الروسي الإمبراطوري وقوات نابليون بونابرت الغازية. معركة تميزت بعنفها وشراستها، بددت أمال نابليون في تحقيق نصر سريع.

جرت وقائع هذه المعركة الرهيبة في بلدة بورودينو، الواقعة إلى الغرب من العاصمة موسكو لمسافة 125 كيلو مترا. هناك انطلقت المدافع فجر 7 سبتمبر 1812 وسط الضباب وتدافع آلاف الجنود من القوات المدافعة والأخرى الغازية في معركة ضارية تحولت لبعض الوقت إلى تلاحم جسدي مباشر.

وتختلف المصادر التاريخية أثناء حديثها عن تعدد القوات من الجانبين، وعن خسائرها، وحتى نتائجها، ويرجح مشاركة نحو 150 ألفا من الجيش الإمبراطوري الروسي، مقابل 135 ألف جندي وضابط فرنسي.

وتمكن جيش نابليون في هذه المعركة التي تواصلت 12 ساعة من إحراز تقدم والسيطرة على مواقع من ميسرة الجيش الإمبراطوري والوسط، إلا أنه أخلى تلك المواقع وتراجع بعد انتهاء القتال.

وعلى الرغم من أن الجيش الإمبراطوري الروسي بقيادة الجنرال الشهير ميخائيل كوتوزوف قد اتبع استراتيجية استنزاف مع قوات نابليون الغازية، حيث تحاشى الصدام المباشر معه مرارا لإنهاكه وحرمانه من تحقيق نصر كاسح سريع، إلا أن كوتوزوف وبضغط من القيصر الكسندر الأول قرر إعاقة الجيش الفرنسي، ومنعه من الدخول إلى موسكو بسهولة ومن دون معركة.

انتهت المعركة الدموية بخسائر فادحة في كلا الطرفين، إذ فقد الجيش الإمبراطوري الروسي، بحسب إحدى الروايات نحو 40 ألف جندي، و42 جنرالا بين قتيل وجريح، فيما قتل 30 ألف جندي فرنسي إضافة إلى 49 من كبار الضباط.

وظل نابليون بونابرت لاحقا يردد على مسامع ضباطه “أن معركة بورودينو كانت الأكثر روعة ورهبة، أثبت الفرنسيون جدارتهم بالنصر، واستحق الروس أن يوصفوا بأنهم لا يقهرون”.

كان نابليون قد جاء إلى روسيا بجحافله في أوج مجده العسكري، وقد تحول إلى أسطورة لا تهزم، وقد وعد ضباطه وجنوده بنصر سريع، بمعركة كبيرة يسحق فيها الجيش الإمبراطوري الروسي، ويملي شروطه على القيصر ويعود بأكاليل النصر كعادته، إلا أن آماله خابت هذه المرة، وحساباته سقطت، وظل لفترة طويلة يلاحق السراب في سهوب روسيا الواسعة.

وحاول نابليون بعد معركة بورودينو أن يخرج من المستنقع الروسي بعد أن أحس بالخطر، وعرض على القيصر اتفاقا وصفه بالمشرف لوقف الحرب، إلا أن ألكسندر الأول رفض بشكل قاطع أي حوار مع الغازي بل حظر على مواطنيه نقل أية رسائل من نابليون تحت طائلة الإعدام.

ولم يعد نابليون بعد بورودينو كما كان قبلها، بدأت شمس مجده تميل إلى الغياب، ونجم سعده يخبو إذ دفعته خسائر جيشه الجسيمة في الأرواح بفعل الهجمات المباغتة التي تعرضت لها قواته وخطوط إمداداته ومعسكراته إلى العودة ببقايا قواته من حيث أتى.

وكان الانسحاب مغامرة طويلة منهكة في طريق محفوف بالمهالك، وخاصة أن “الجنرال ثلج” قد دخل إلى ساحة المعركة، وأظهر للفرنسيين الذين تعودوا على المناخ الدافئ الأهوال التي تنتظر كل من يتجرأ على غزو روسيا، عرينه الأبدي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.