أبو لهب؟! / صالح عبدالكريم عربيات
صالح عبدالكريم عربيات ( الأردن ) الأحد 11/9/2016 م …
مايزال الجدل دائرا، فبعد أن أعلن أحد المرشحين أنه جاء الى الزرقاء بحثا عن أثر رسول الله في السخنة، وكأننا نتبع الأنبياء بأين ناموا؟! وأين شربوا؟! ولا نتبع رسالتهم التي غطت روحانيتها بقاع الأرض.
فيرد أحدهم بأن هذه الحقيقة مغلوطة وأن من نام بالسخنة هو أبو لهب وليس رسول الله، وحتى موعد الانتخابات قد يظهر لنا حقيقة تاريخية جديدة، فقد يكون صلاح الدين الأيوبي هو رئيس مركز أمن السخنة آنذاك!
سواء كان من نام في السخنة أبو لهب أو أبو جهل أو الوليد بن المغيرة، بماذا سينعكس ذلك على مسيرتنا الإصلاحية والمالية، ونحن اليوم بأمسّ الحاجة لنواب لديهم الشجاعة لمواجهة أبي لهب الذي باع وخصخص، وأبي لهب الذي تهرب من دفع الضرائب، وأبي لهب الذي أقرّ سياسات مالية نهبت جيب المواطن، وأبي لهب الذي نهب عطاءات الدولة.
أبو لهب مات و(سيصلى نارا ذات لهب)، أما هؤلاء فهم أحياء يرزقون ولا أحد يجرؤ على محاسبتهم، لا بل يرفعون بين الحين والآخر لمنصب أعلى ذي ذهب!!
أتركوا أبا لهب الذي نام في السخنة، واسألوا عن أبي لهب الذي نام في المناصب؟! فتضخمت ثروته .. وحاسبوا أبا لهب الذي نام في السلطة ولم يحاسب أحدا؟! فانتشر الفساد، لاتنتخبوا أبا لهب الذي نام في أهم جلسات الرقابة والتشريع؟! فمُررت القوانين والموازنات التي ساهمت في إفقار الشعب ونهب آخر مقدرات الوطن!
مات أبو لهب على ضلالة، ولن يغنيه ماله وماكسب، فأين شعاراتكم الرنانة لمحاسبة أبي لهب هذا العصر، وقد أغناه العطاء وما كسب!
تريدون تتبع أثر الأنبياء، جميل ورائع، ولكن لماذا نتتبعهم في النوم؟! ألم ينتصر الرسل في أغلب المعارك التي خاضوها؟! فلنتتبع إذا كيف بنوا الدولة على مبادئ العدالة والمساواة ونصرة الضعيف، فكان النصر المؤزر في أغلب المعارك، لا الاقتداء بنومهم تحت الشجر!
شاهدنا حملات دعائية لبعض المرشحين للوصول الى قبة البرلمان تجاوزت تكلفتها المادية حملة نابليون على مصر، وتحدثوا بكل ثقة عن معالجة الفقر والبطالة والمديونية، إذا الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي والخليج (حاشاهم من القصور)، دعموا وأقرضوا ومنحوا، ولغاية اليوم نعاني من عدم توفر مخصص لتبديل لمبة شارع!
وللعلم لو كان (قارون) بثروته قد ترشح للانتخابات في الأردن بعد الحملة الدعائية والخيم والكنافة وشراء أصوات والذبح والسلخ، قد يصفي على الحديدة، ويحتاج إلى قرض من البنك لتسديد مصروفاته، ولن تستفيد منه الخزينة إلا رسوم الترشح!
فمن أنت لتعالج البطالة والفقر والمديونية، إلا إذا أردت معالجتها عند شيخ معروف بفك السحر والعقد، بإحضار ثلاث شعرات من رأس فاسد معروف، مع عرف ديك أرمل، وقطرة دم من حرذون!
هناك من عاد بنا إلى زمن أبي لهب، وهناك من جعلنا نحلم بأنه إذا فاز قد نقرض دول الخليج!
أتمنى أن يأتي موعد الانتخابات بسرعة، فأصبحت أخاف أن يكتشف أحد المرشحين أن جاري الحيط الحيط كان خالد بن الوليد، أو أن يعلن أحدهم الحرب على أسرائيل!
لا أنا مستعد الآن ليتحوّل منزلي إلى مزار تاريخي، ولا أنا جاهز لقتال العدو الصهيوني و(عقفة مغيط ) ما عندي!
التعليقات مغلقة.