الإرهاب لا جنسية ولا طائفة ولا دين له / ابراهيم ابو عتيلة

 

ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) الخميس 15/9/2016 م …

حقيقة ناصعة لا تقبل الجدل تلك التي ندافع بها عن  انفسنا كعرب ومسلمين في سعينا لإقناع العالم أجمع بها وهي أن ” الإرهاب لا دين له ” ، بعد أن توافقنا على هذا القول ، وكنتيجة لايماننا بتلك الحقيقة فقد استقطبنا الكثيرين من مناطق العالم المختلفة ليوافقوا معنا على هذه الحقيقة ، مستندين في حجتنا بما مارسته وتمارسه العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة منذ عشرينيات القرن الماضي ، وبما ارتكبته النازية من مجازر ضد شعوب العالم المختلفة أثناء الحرب العالمية الثانية أوبما فعلته أمريكا ضد سكانها الأصليين وما ارتكبته من حماقات ومجازر في فيتنام والعراق وسوريا وأمريكا اللاتينية وبما ارتكبه الاستعمار الفرنسي في الجزائر ودول كثيرة في افريقيا وبما تسببت به بريطانيا في العديد العديد من دول وشعوب العالم التي سعت لحريتها ، فذلك شأن الدول الاستعمارية في مشارق الأرض ومغاربها .

ومع قولنا ذلك وايماننا بكل ذلك ، إلا أننا نُفاجئ بمحاولة من يستندون في وجودهم وسلطتهم على طائفية بغيضة ومنهم من جاؤا على ظهر الدبابات الأمريكية تحركهم الحركات الصهيوأمريكية وبعض الدول المستفيدة مما آلت إليه الأمور في وطننا العربي .. نُفاجئ بمحاولة هؤلاء إلصاق العمليات والتفجيرات الإرهابية التي تحدث في بعض من دول الوطن العربي ، وبدرجة أكبر في العراق الذي أحتلوه ودمروه حيث تتوجه اتهامات هؤلاء لجنسيات عربية دون غيرها، وتراهم يصنفون الإرهابيين وفق جنسياتهم وطوائفهم ويذكرون في سبيل ذلك وبالأرقام عدد الإرهابيين الذين قاموا بالتفجيرات الانتحارية موزعين وفق جنسياتهم العربية المختلفة ، ففي العراق مثلاً وحيث أنها الدولة الأكثر تعرضاً للإرهاب والتفجيرات ، نجد أن عدد الفلسطينيين يأتي على رأس قائمة الإرهابيين المتخيلة برقم يعد بالآلاف يليهم في ذلك السعوديين واليمنيين والسوريين والتونسيين والمصريين ، وذلك وفقاً لما تروج له وسائل الإعلام العراقية المرتبطة بالسلطة الطئفية ، ولقد سبق وأن قام نور الدين المالكي رئيس وزراء العراق السابق بالترويج لهذا الأمر عندما كان رئيساً للوزراء ، ايذاناً منه بافتتاح سوق الثارات وتضخيم الطائفية والكراهية لعل من أعادوه إلى العراق يكافئونه ويرضون عنه ….. وليس من المصادفة أن يكون الاتهام موجهاً لمن يتبعون في غالبيتهم المذهب السني في لعبة ومؤامرة تفوح منها رائحة الطائفية والصهيونية الخبيثة .

ومع الايمان العميق بضرورة رفض مثل تلك الأعمال الإرهابية وضرورة محاربة مرتكبيها ومن يروج لها فكراً وتحت أي غطاء ، إلا أن الأمر يستوجب أن نقول بأن قيام الإعلام الرسمي والشعبي احيانا في العراق بالترويج بأن من قاموا بالأعمال والتفجيرات الإرهابية واتهام طائفة دون غيرها بذلك أو اتهام جنسيات عربية بعينها لا يستند بشكل قاطع على أي سند موثق وذلك من منطلق بسيط جداً وهو أن غالبية من يفجرون أنفسهم غير معروفين لأي جهة من الجهات ، إلا إذا كان لدى الإعلام والحاكمين بأمرهم من الطائفيين وكارهي العروبة القدرة على تحديد نسب اشلاء من يفجرون أنفسهم أو من يمارسوا التفجيرات ولو عن بعد .

أما عن وضع الفلسطينيين على رأس قائمة من يرتكبون الأعمال الإرهابية في العراق ، وكما هو معروف فأن تعداد الفلسطينيين في العراق قليل بالمقارنة بتعدادهم في الدول المجاورة الأخرى وهم كحال العراقيين في غالبيتهم مؤمنين بقوميتهم وعروبتهم ودينهم ، ولقد قام مروجو الطائفية واللاعروبة  بالتحريض ضدهم بإلصاق تهمة جديدة لهم وهي ارتباطهم بالنظام السابق وذلك بهدف زرع الكراهية لدى عامة العراقيين ضدهم وهو هدف دأبت الصهيونية العالمية بالسعي له من أجل القضاء على المشاعر الشعبية التي يكنها العراقيون لفلسطين وهم الذين قدموا المئات من ابنائهم دفاعا عن القضيه الفلسطينيه سواء من أبناء الجيش العراقى في أربعينات القرن المنصرم أو من خلال رفد الفصائل الفلسطينية بمقاتلين عندما كانت تلك الفصائل تقاتل الصهاينة .

إن الترويج بإتهام الآخرين من أبناء العرب من الجنسيات الأخرى التي تم ذكرها سابقاً وهم من أتباع المذهب السني ، لا يخدم بالقطع إلا الطائفيين من أتباع السيستاني والطبقة الطائفية الحاكمة في العراق ، وهم بذلك يسددون بعضاً من فواتيرهم وحساباتهم ويعلنون المزيد من ولائهم لأولياء نعمتهم وزعماء طائفتهم معززين بذلك الطائفية التي يستندون إليها في الحكم ويباعدون بين العراق والعرب وليتقربوا بذلك لايران التي تنتهك العراق كل يوم أرضاً ومياهاً وتاريخاً وحضارة ، وإن كانت مصلحة ايران في كراهية الفلسطينيين غير واضحة فإن مصلحتها في كراهية العرب بينة كالضوء في نهار يوم مشمس .

وكما كانت ومازالت حجتنا بالقول بأن الإرهاب لا دين له ، فمن باب أولى أن يكون لا جنسية ولا طائفة له .. فالإرهابي وبكلام مختصر هو شخص عديم الضمير مجرد من العواطف والإنسانية ، شخص يفتقد الحس بالانسانية كما يفتقد العلم والمعرفة بدينه أو بطائفته ولا ينتمي بالضرورة لأي جنس من البشر … فلماذا يتم إلصاق تهم الإرهاب والتفجيرات في العراق بالعرب من فلسطينيين وسعوديين ويمنيين وتونسيين ومصريين .. ألا تخدم تلك الاتهامات الصهاينة والمحتلين وغيرهم من الطامعين بوطننا العربي … ألا يستحق ذلك ولو بياناً مقتضباً من الجامعة العربية أو من سلطة الحكم الذاتي ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تدعي تمثيلها للفلسطينيين … أليس من حق العرب أن يعرفوا من الذين يرجوا لتلك الإتهامات على ماذا استندوا في اتهاماتهم وهل لديهم كشوفات بأسماء وجنسيات من قاموا بالتفجيرات وكيف توصلوا إلى ذلك … فالقول بأن الارهابيين هم من اتباع دين بعينه أو ممن يتبعون طائفة بعينها أو من جنسيات محددة لايعدو كونه مجرد هراء تم خلقه والترويج لها لأهداف لم تعد خافية على أحد .

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.