استشهاد شاب وعشرات الإصابات… والمقاومة المسلحة تخوض اشتباكات شمال الضفة
الأردن العربي – السبت 12/8/2023 م …
استشهد شاب فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة طولكرم شمال الضفة، فيما أصيب العشرات جراء هجمات نفذها جيش الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين، الذين وصلوا إلى مناطق التماس، رفضا للهجمات الاستيطانية، في وقت بدلت فيه شرطة الاحتلال تهمة “القتل العنصري” لمستوطن قتل شابا فلسطينيا قبل أسبوع، إلى تهمة التسبب بالموت بشكل متهور.
واستشهد الشاب محمد جراد (23 عاما)، وأصيب ثمانية آخرون، فجر أمس الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم طولكرم، حيث وصل الشاب جراد إلى المستشفى بحالة صحية خطيرة جدا، قبل أن يعلن الأطباء استشهاده. وظهر الجمعة شيعت جماهير غفيرة من المدينة جثمانه إلى مقبرة الشهداء.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم من عدة اتجاهات، واعتلى جنود القناصة أسطح البنايات، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين تلك القوات ونشطاء المقاومة. وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن ناشطيها خاضوا اشتباكات مسلحة، وتصدّوا على أكثر من محور لقوات الاحتلال.
وذكرت تقارير عبرية أن عملية إطلاق نار استهدفت جنود الاحتلال قرب حاجز “دوتان” جنوب جنين شمال بالضفة، فيما أغلقت قوات الاحتلال المدخل الرئيسي لقرية كفيرت، وذلك الحاجز، واقتحمت موقع “ترسلة” المخلاة، جنوب المدينة.
كما شهدت مناطق التماس مع الاحتلال مواجهات شعبية، حين وصلت جموع غفيرة من المواطنين إلى المناطق المهددة بالمصادرة لمصلحة مشاريع الاستيطان في بلدات بيت دجن وكفر قدوم، وهناك هاجمتهم قوات الاحتلال وأطلقت صوبهم الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات في صفوف المواطنين.
وأكدت قيادة القوى الفلسطينية على أن تصعيد جرائم وعدوان الاحتلال وعصابات وقطعان مستوطنيه “لن ترهب او تكسر إرادة شعبنا”، مشددة على أن ذلك الأمر “يتطلب توسيع المشاركة في المقاومة الشعبية، والتصدي لعصابات وقطعان المستوطنين، وتعزيز لجان الحراسة والحماية للدفاع عن بلداتنا ومقدرات شعبنا”, وقالت إن ما يشجع الاحتلال على الاستمرار في التصعيد الإجرامي هو “الموقف الأمريكي الحامي للاحتلال، والمساند له والصمت الدولي الذي يعطي للاحتلال مزيدا من الضوء الاخضر لمواصلة هذه الجرائم”.
وفي القدس المحتلة أمّ 50 ألف مصل المسجد الأقصى، وأدوا صلاة ظهر الجمعة، ضمن الدعوات التي تطالب السكان بشد الرحال، لحماية المسجد من مخططات الاحتلال الرامية لتقسيمه مكانيا وزمانيا، وإقامة “الهيكل” المزعوم، وقبل ذلك أدت حشود كبيرة صلاة الفجر تلبية لدعوات إحياء فعاليات “الفجر العظيم”، وقد وصلت هذه الأعداد الكبيرة للصلاة في الأقصى، رغم الحواجز العسكرية التي وضعها الاحتلال، والتي قامت خلالها بمنع الكثير من المواطنين من الوصول إلى المسجد.
وفي غزة نظمت حركة حماس، وقفة جماهيرية دعما للمسجد الأقصى المبارك ولأهل الضفة الغربية المحتلة.
إلى ذلك خففت شرطة الاحتلال بنود الاتهام ضد المستوطن يحيئيل إيندور، المشتبه الرئيس بإطلاق النار على الشاب قصي معطان في قرية برقة، قبل أسبوع، ما أدى إلى استشهاده، ووجهت له تهمة جديدة بـ “التسبب بالموت عمدا أو بتهور”، بعد أن كانت قد وجهت له تهمة “القتل بدافع عنصري”، وعقوبتها السجن المؤبد، حيث طلبت الشرطة تمديد اعتقاله لعشرة أيام، لكن القاضي مدد اعتقاله خمسة أيام، بما يشير إلى وجود مساع لتخفيف الحكم عليه أو إطلاق سراحه لاحقا، مثل المتهم الثاني في العملية، رغم أن الحادث لاقى تنديدا دوليا واسعا، ووصفته الإدارة الأمريكية بالإرهابي.
إلى ذلك كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” عن إحباط محاولة تجسس إيرانية، اعتمدت على زرع عميل في قلب إسرائيل، وقال إنه اعتقل يهوديا من أصل إيراني، وأخضعه للتحقيق، واعترف بأنه تلقى تكليفات بالتجسس وجمع المعلومات والتصوير السري من قوات الأمن الإيرانية، قبل أن يطلق سراحه ويعيده إلى وجهته التي قدم منها.
التعليقات مغلقة.