لماذا مدح نزار قباني الامام الخميني والزعيم عبد الناصر
الخميس 15/9/2016 م …
الأردن العربي …
سؤال طرحته على نفسي لو كان الشاعر الكبير نزار قباني يعيش معنا الان ماذا كان سيقول عن ما يحصل في العالم العربي وعن محاولة اغتصاب حبيبته دمشق؟
ماذا كان سيقول الشاعر الكبير نزار قباني عن جحافل الموت الاتية من السراديب السود لتقتل كل اللحظات البيضاء في عالمنا العربي؟
ماذا كان سيقول نزار قباني وفلسطين لم تعد القضية التي تمحو خطايانا بمجرد ان ندعمها ولو بكلمة؟
ماذا كان سيقول نزار قباني عندما يرى ان الطائفية والمذهبية اصبحت الاساس والفتنة حورية يجري خلفها الجميع؟
نعود لموضوعنا الاساس وهو لماذا قال الشاعر نزار قباني شعرا في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والامام الخميني الراحل ايضا، وهناك الكثير من اوجه الخلاف بينهما.
1. الرجلان ليسا من مذهب واحد
2. الرجلان ليسا من قومية واحدة
3. جمال عبد الناصر كان عسكريا والامام الخميني “رض”كان رجل دين
ولكن مع ذلك الشاعر نزار قباني مدح الرجلين والسبب هو “فلسطين” و”الكادحين”.
فعبد الناصر كانت فلسطين في كيانه فقاتل على ارضها وخاض حروبا من اجلها، ولم يعترف ب”إسرائيل” ورفض السلم او الاستسلام وكانت استراتجيته هي تحرير فلسطين ليتحرر العرب كلهم .
والامام الخميني اول عمل قام به بعد الثورة الايرانية كان اغلاق السفارة الاسرائيلية وتحويلها الى سفارة فلسطينية واغلق السفارة الاميركية، واصبحت فلسطين والقدس من ضمير ووجدان الثورة الايرانية .
الشاعر نزار قباني لم ينظر لمذهب اي منهما بل بحث عن فلسطين في فكر الرجلين.
نزار قباني لم يكن يمدح من معه مالا بل كان يمطرهم بأشد الانتقادات .
اما اليوم فاصبح المذهب هو؛ والتأييد لأي ثورة لا يتم الا على اساس التقييم المذهبي والديني، ونسينا الاسلام، فحتى الاسلام قسمناه الى قطع بين الداعي والشيخ الذي يفسر ويجترح من الدين كما يشاء.
ثورات عبد الناصر والامام الخميني (رض) بَنَت بلادا وشعبا يحمل فلسطين في قلبه واعطت للفقراء حقهم، في مصر صودرت اراضي الاقطاعييين لصالح المزارعين وفي ايران اصبح النفط ملكا للشعب لا للشاه.
بينما ثورات اليوم هي قبائل مذهبية تأخذ من الدين ستارا لتصل الى الحكم، وكل شيئ يجوز من اجل الوصول من الكذب الى القتل وتفجير النفس، وخلق الفتن في كل مكان، الا بوجه “اسرائيل” لا ترفع بندقية ولا حتى صرخة هي ثورتنا على بعضنا.
……….
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً
وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
وخلّفوا القدسَ فوقَ الوحلِ عاريةً
تبيحُ عـزّةَ نهديها لمـن رغِبـا..
يا نزار قباني! عندما كتبتَ شعرا عن الخميني وعبد الناصر لم تنظر الى مذهبهما او قوميتهما بل نظرتَ الى القيم التي يمثلانها، اما في ايامنا فاحكامك اصبحت خاطئة، كم نتمنى لو تعود يوما لنسمع منك شعرا بما يجري الان من حولنا؟!!!!!
قصيدة نادرة من الشاعر نزار قباني في الثورة الاسلامية في ايران :
زهّر اللوز في حدائق شيراز
وأنهى المعذبون الصياما
هاهم الفرس قد أطاحوا بكسرى
بعد قهر و زلزلوا الأصناما
شيعة.. سنة.. جياعٌ.. عطاشٌ
كسروا قيدهم وفكوا اللجاما
شاه مصر يبكي على شاه إيران
فأسوان ملجأً لليتامى
والخميني يرفع الله سيفاً
ويغني النبي والإسلاما
هكذا تصبح الديانة خلقاً
مستمراً وثورة واقتحاما
قصيدة للشاعر نزر قباني في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر :
والدُنا جمالَ عبدَ الناصرْ
الزرعُ في الغيطان، والأولادُ في البلدْ
ومولدُ النبيِّ، والمآذنُ الزرقاءُ..
والأجراسُ في يومِ الأحدْ..
وهذهِ القاهرةُ التي غفَتْ..
كزهرةٍ بيضاءَ.. في شعرِ الأبَدْ..
يسلّمونَ كلّهم عليكْ
يقبّلونَ كلّهم يديكْ..
ويسألونَ عنكَ كلَّ قادمٍ إلى البلدْ
متى تعودُ للبلدْ؟…
التعليقات مغلقة.