عاطف زيد الكيلاني يكتب: وداعاَ للصحافة الإلكترونية

عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) – الإثنين 14/8/2023 م …




خمسة عشر سنة قضيتها من عمري ( منذ 2008 م ) خضت خلالها عباب المحيط الهادر لتجربة إرساء القواعد المتينة للإعلام البديل لكلّ ما هو سائد من إعلام غاية في الرداءة والنفاق والوصولية ومسح الجوخ والإبتعاد الممنهج عن القضايا الحقيقية لشعوبنا العربية، القضايا الوطنية والقومية والإجتماعية والسياسية والثقافية.

وها أنا، وبعد تجاوز أن عمري السبعين ببضع سنوات، تراني أرفع الراية البيضاء مستسلما لقضاء الله وقدره، بعد أن ( يئست ) من إمكانية الإستمرار بإدارة موقعين إلكترونيين ( الأردن العربي و مدارات عربية ) بنفس الكفاءة والديناميكية اللتين بدأت بهما ، أعلن للملأ عن ( وفاتهما وانتقالهما إلى الرفيق الأعلى )، وما بقي إلاّ تحديد يوم التشييع والدفن، وغالبا سيكون ذلك قبل نهاية هذا الشهر ( آب/ 2023 م )…

لقد مرّت تجربتي بتأسيس وإدارة الموقعين ولمدة تزيد عن 15 عاما، بالعديد من المنعطفات والعوائق المادية والمعنوية .

فقد هاجمني الكثيرون بسبب اصطفافي السياسي المعلن إلى جانب محور المقاومة، وبسبب تمسّكي بالثوابت الوطنية والقومية التي كانت جزءا أصيلا من سيرورتي وكينونتي منذ بدايات وعيي السياسي.

تحمّلت الكثير من العنت والأذى بسبب محتوى الموقعين ورسالتهما الواضحة .

ولكنّي ، وللأسف، أصبحت في مرحلة عمرية حرجة أعاني من عدة أمراض قاتلة، مما يمنعني من القدرة على الإستمرار في هذا العمل المرهق الذي يحتاج إلى جهد من يتمتع بقدرة غير عادية ليتحمّل العمل على مدى 16 ساعة يوميا لسبعة أيام في الأسبوع.

أخيرا ، أقول للجميع … وداعا أيها الأصدقاء والرفاق الأعزاء.

ووعدا منّي بأنّي سأبقى قابضا على جمر الإلتزام الوطني بما يخص القضايا الأهمّ بالنسبة إلى ( جنّتي ) الله في أرضه … الأردن وفلسطين، والإلتزام القومي بالتضامن من موقع الشراكة الحقيقية مع حركة التحرر العربية وخندق محور المقاومة، والإلتزام الأممي، مصطفّا بصلابة إلى جانب عمّال العالم وفقراءه وكادحيه ومهمّشيه وشعوبه المضطهدة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.