متى يكون الانقلاب العسكري مشروعا ومتى يكون ممنوعا وفق الغرب الاستعماري؟؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 15/8/2023 م …
بعد ان افتضحت اكاذيب دول الغرب الاستعماري بالحديث و” الحرص” على ” الشرعية والديمقراطية وحقوق الانسان” وغيرها من الشعارات البالية التي لم يعد لها اية قيمة ويعود الفضل في اكتشاف ذلك الى انتشار وباء كورونا وتهافت الشركات الكبرى على جني الارباح من خلال انتاج مضادات كان معظمها ” كاذبا” فضلا عن عدم الاكتراث باوضاع المواطنين الصحية من كبار السن في العديد من دول ” الديمقراطيات الزائفة “.
والكل يتذكر مقولةرئيس الحكومة البريطانية الاسبق ” بورس جونسون” عندما اشعروه بان هناك الكثير من الوفيات في المستشفيات البريطانية جراء كورونا فكان رده ” فلتتراكم الجثث.
ثم جاءت الازمة الاوكرانية لتفضح كل تلك الشعارات الغربية التي اتى عليها الزمن وهاهي دول ” الديمقراطية وحقوق الانسان ” تضخ الاسلحة والاموال من اجل ان تستمر الحرب خدمة لاهدافها وعلى حساب شعوبها غير مكترثة بالضحايا والدمار الذي لحق بالبلدين انها مجرد ” يافطات يرفعها الغرب الاستعماري” بوجه خصومه واصبحت المتاجارة بها بائرة.
وينطبق على الشرعية وغير الشرعية والديمقراطية وحقوق انسان وغيرها من الشعارات الغربية التي صدعوا رؤوسنا بها ينطبق القول ” اتريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب”.
وللتذكير فقط وطالما الحديث يدور حول شرعية وعدم شرعية الانقلابات العسكرية شهدت تشيلي التي كان يحكمها سلفادور الليندي كانت فيها انذاك حكومة شرعية ومنتخبة هي حكومة تحالف الوحدة الشعبية شهدت عام 1973 انقلابا عسكريا دمويا اسفر عن ضحايا من الابرياء لتتم في النهاية عملية اعدام الليندي نفسه وقدلقي الانقلاب الدموي والجنرال بينوشيه دعما واعترافا من قبل الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون لانه انقلاب اطاح بحكومة تشيلي الوطنية ورئيس مناهض للاستعمار وقيل في حينها ان لندن تقف وراء الانقلاب وحتى ان الجنرال بينوشيت زار بريطانيا واستقبل من قبل الملكة قبل وفاتها رغم الجرائم التي ارتكبها في تشيلي..
في افريقيا التي تثار ضجة حول الانقلاب العسكري الاخير في النيجر اعاد الغرب الاستعماري نفس ” الاسطوانة المشروخة” الشرعية وحقوق الانسسان والديمقراطية” .
وقد تصدر مشهد رافعي هذه الشعارات الكاذبة الرئيس الفرنسي ماكيرون لان ضررا فادحا لحق ببلاده التي قطع الانقلابيون عليها ” سرقة ونهب الثروات الوطنية في النيجر وتجويع نحو 25 مليون موطن من النيجر لكننا لم نر مثل هذه الضجة والتهديد بالتدخل العسكري عندما وقع انقلاب عسكري ايضا في دولة افريقية هي تشاد بل ان هناك تسامحا مع الانقلابيين من قبل فرنسا نفسها .
والغرب الاستعماري داب على ان كل حاكم لايروق لسياسته ويتخذ منهجا وطنيا ضد الاستعمار فهو ” دكتاتور” وان كل حاكم اتى به الغرب الاستعماري ويخدم الاجندات الغربية وخاصة الامريكية فهو” حاكم شرعي” يجب الدفاع عنه وشن الحرب ضد البلد الذي يسعى للتخلص منه وان رئيس النيجر السابق الذي اطيح به في الاتقلاب ” ابوجاسم” محمد بازوم سوف يخضع للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى وتقويض امن البلاد.
ولن تجدي كل هذه الهلوسات والاكاذيب بالحرص على ” الشرعية والديمقراطية” والتضحيات التي قدمتها فرنسا ” في انيجر” وفق بعض المصادر انها تضحيات ليس من اجل شعب النيجر بل من اجل فرنسا التي تنعم بنهب ثروات الملايين من ذهب ويورانيوم وغيرها من الثروات التي حرموا منها ابناء النيجر الذين يعيشون حالة من الفقر والبؤس لعقود من السنين.
التعليقات مغلقة.