انتصار سوريا حتمي، ووشيك!
الخميس 15/9/2016 م …
الأردن العربي …
خمسة أعوام ونصف العام تنقضي، هذا الشهر، منذ بداية الأحدث في سوريا في آذار 2011، في لجّة الربيع العربي الكاذب، الذي امتطته قوى الهيمنة الإمبريالية وحلفائها وأدواتها في المنطقة لتجيّر مظلوميات الشعوب من الواقع العربي المكلوم، لصالح مخطط يكرّس سيطرتها على دول وشعوب المنطقة وتنصيب من يمرّر هذه المخططات ويتعايش معها بيافطات “ديمقراطية” تارةً وأخرى “إسلامية” و”عثمانية” طورًا.
خمسة أعوام ونصف العام، وجهود أكثر من مائة دولة وعشرات أجهزة الاستخبارات، ومليارات الدولارات واليوروهات ومئات القنوات التلفزيونية وعشرات المتمشيخين والمستفكرين المأجورين، منصبّة كلـّها ومكرّسة لإسقاط سوريا؛ ومئات آلاف الشباب المسمّمين بالفكر التكفيري يتدفقون على سوريا ليعيثوا بها فسادًا ودمارًا وجرائم يندى لها الجبين، لآ تضاهيها إلا جرائم الوحش الناري في القرن المنصرم. كل هذا – وسوريا لم تسقط، ولن!
لم ولن تسقط سوريا، لأنّ خديعة ثورات وثوّار “الناتو” لم تنطل على الشعب العربي السوري البطل، الأصيل، الراسخ في هُويته الوطنية والتقدّمية، المشبعة بالعداء الفطري للاستعمار، المؤسّسة على مداميك متراصّة راكمتها نضالات مئات السنين، والمجبولة بدماء عشرات ألوف الشهداء. فإلى جانب عوامل القوة السياسية والعسكرية للدولة السورية ولحلفائها وأصدقائها، فقد شكّل هذا الوعي الاستثنائي الرقم الأصعب في المعادلة، والعامل الذي قلبها رأسًا على عقب، مستمدًا من صحوة شعوب المنطقة وقواها الثورية والوطنية والتقدمية الحقيقية، ومادًا إيّاها، بمقوّمات الصمود في وجه هذه المؤامرة الكبرى، وفي مواجهة مشاريع التفتيت وتحويل الوطن السوري إلى فريسة تتناهشها الأنياب الإمبريالية والرجعية والصهيونية المسعورة.
إنّ انتصار سوريا حتمي، ليس لأنّ القوى المتربّصة لها قد اعتراها وازع أخلاقي مفاجئ، ثناها عن مواصلة مخططها؛ وإنما لأنّ بدائل أمريكا وحلفائها هي المزيد من الخسائر الميدانية، والمزيد من الأثمان السياسية والاقتصادية، ولأنّ المخطط تحطّم على صخرة صمود سوريا الأسطوري، شعبًا وجيشًا ودولة، وارتد على نحور أصحابه في واشنطن وأنقرة وباريس وتل أبيب والرياض والدوحة، مؤذنًا بتهاوي نظام القطب الواحد الذي تسيّد المشهد الدولي منذ انهيار المنظومة الاشتراكية قبل 25 عامًا.
وإنّ انتصار سوريا وشيك، لأنّ حقوق الشعوب ظاهرة وساطعة كالشمس في كبد سماء الشام، ولأنّ الباطل كان وسيبقى زهوقا!
التعليقات مغلقة.