لبنان يغرق بالظلام وسط حر شديد .. وتحذيرات من كارثة صحية
وضجت منصات التواصل الاجتماعي باعتراض المواطنين الذين يعانون، وسط موجة الحر التي تضرب المنطقة عموما ولبنان من ضمنها، لا سيما المرضى الذين يحتاجون أجهزة تعمل بالكهرباء.
كما توقف تزويد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بالتغذية الكهربائية، مساء الأربعاء، ويعمل حاليا على المولدات الخاصة به حتى نفاد مادة المازوت لديه، وفق مصادر خاصة تحدثت لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وكذلك توقفت محطات ضخ مياه الشرب إلى معظم المناطق اللبنانية.
تصريحات وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية لوسائل إعلام محلية، بعد انقطاع الكهرباء:
– “الخطة البديلة التي اعتمدناها مساء الأربعاء تقوم على استخدام المولدات، وهي خطة طوارئ وليست حلا مستداما”.
– “على المعنيين أن يدركوا أن المطار ومرفأ بيروت خطان أحمران، ويجب تزويدهما بالكهرباء فورا تحت أي ظرف كان”.
سبب الأزمة
أصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بيانا بررت فيه توقف معملي دير عمار والزهراني عن توليد الطاقة، علما أنهما يزودان المؤسسات العامة وفي مقدمتها المطار والهيئات الرسمية.
وكانت المؤسسة سبق أن طلبت من مصرف لبنان تحويل مبلغ 10 ملايين دولار لحساب الشركة المشغلة “برايم ساوث” بموجب عقد تشغيل وصيانة المعملين، وذلك وفقا للآلية الموضوعة من جانب المصرف، لكن لم يتم تسديد هذا المبلغ إلى الشركة المشغلة حتى الآن.
يوم الجمعة، ورد إلى مؤسسة كهرباء لبنان خطاب من “برايم ساوث” يتضمن إنذارا بتوقيف المعملين وتسليمهما إلى المؤسسة، ومددت الشركة أجل هذا الإنذار حتى الأربعاء، حيث تم توقيف المعملين المذكورين نهائيا.
أضافت مؤسسة كهرباء لبنان: “لم يتم تحويل المبلغ إلى الدولار الأميركي من قبل مصرف لبنان لحساب المؤسسة لتاريخه، ولو جزئيا، مما يحول دون إمكانية تسديد بعض المتوجبات المترتبة بالعملة الأجنبية، ويؤثر بالتالي سلبا على سلامة الاستثمار وحسن سير المرفق”.
وتابعت: “إزاء هذا الوضع المتردي أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن هذا الوضع من شأنه أن يؤدي إلى توقف القدرة الإنتاجية للشركة المشغلة، وبالتالي انفصال الشبكة الكهربائية كليا نتيجة ذلك وانعدام التغذية بالتيار الكهربائي إلى المشتركين، وضمنا المرافق الأساسية في البلد، من دون وصول جهود المؤسسة المكثفة التي بذلتها، لا سيما خلال الأسبوعين الماضيين مع مختلف الجهات المعنية، للحيلولة دون ذلك”.
يذكر أن دير عمار والزهراني هما المعملان الحراريان الوحيدان الموضوعان على الشبكة الكهربائية الوطنية حاليا في لبنان، في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة السائدة في البلاد، حيث يؤمنان بحدود 550 ميغاووات من الطاقة الكهربائية.
طقس “لاهب”
وتترافق هذه الأزمة مع موجه حرارة مرتفعة تضرب المنطقة ولبنان، وصلت معها نسبة الرطوبة في بيروت إلى 92 بالمئة.
تصريحات المتخصص بالأحوال الجوية إيلي خنيصر لموقع “سكاي نيوز عربية”:
– “الطقس سيكون حارا جدا اعتبارا من بعد ظهر الخميس”.
– “هناك موجة شديدة الحرارة ستضرب لبنان وسوريا من جهة البحر، تترافق مع رطوبة عالية تبلغ 92 بالمئة”.
– “تتحول الأجواء إلى خانقة ساحلا وجبلا، أما في المناطق الداخلية في البقاع فتبقى الحرارة المرتفعة على حالها ما بين 38 و42 درجة مئوية”.
خطر محدق على الصحة
وتعليقا على خطورة انقطاع التيار الكهربائي وتقنين ساعات المولدات الكهربائية، قال مدير مستشفى الجعيتاوي اللبنانيي طبيب القلب ناجي أبي راشد، لموقع ” سكاي نيوز عربية”:
– “في ظل غياب وسائل التبريد سوف يتعرض كثيرون لمشاكل في القلب”.
– “تتأثر بذلك شريحة كبيرة من المرضى والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة وحتى الأطفال، ومن يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي”.
– “قد يظهر طفح جلدي واحمرار عند البعض، ومن الأفضل تأمين التبريد لمثل هذه الفئات”.
– “أدعو المرضى إلى الاهتمام بالأدوية ووضعها في مثلجات عند الضرورة”.
– “أناشد المعنيين ضرورة تأمين الكهرباء قبل وقوع كوارث صحية في البلاد”.
التعليقات مغلقة.