الرعب القادم لإسرائيل من السماء.. هذا التطور الخطير قلب الموازين وبعثر الحسابات.. “غزة 2” قريبًا بالضفة واللحظة المفاجئة تنتظر ساعة الصفر.. تطور ملفت للمقاومة والصواريخ باتت الحل.. هل هو استنساخ لنموذج غزة؟ وكيف وصلت؟ وهل ستغير قواعد اللعبة؟

الأردن العربي – الخميس 17/8/2023 م …




يومًا بعد يوم تشهد الضفة الغربية المحتلة حالة جديدة وملفتة في تطور المقاومة الفلسطينية، التي طالما ولا زالت تقلب وتُبعثر الكثير من الأوراق الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية التي تحكم بيد من حديد على كل مداخلها ومخارجها وتطبق أشد حصار عليها.

التطور الذي يحصل اليوم لا يمكن تصديقه او حتى استيعابه، فكافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمستوياتها المختلفة ترسم تفاصيل الواقع “الأسود والخطير” المقبل من الضفة الغربية، والذي يهدد وجود كل مستوطن أو إسرائيلي داخل المستوطنات التي تحيط بالضفة.

“صواريخ المقاومة” والتي باتت تطلق بشكل مستمر من الضفة على المستوطنات المحاذية لها، ورغم انها لا تتسبب بالكثير من الدمار او الضحايا (حتى هذه اللحظة)، إلا أن تأثيرها الأمني جد خطير يفوق حتى الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، وفق ما تحدث به الإعلام العبري.

 

 

وآخر تلك الصواريخ الذي أطلق أمس الثلاثاء على مستوطنة “شاكيد”، فقد أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأنه تم العثور على منصة إطلاق الصاروخ الذي تم إطلاقه صباحًا من منطقة جنين باتجاه المستوطنة .

وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش قد باشر التحقيق في صحة البيان الصادر عن “كتيبة العياش”، الذي أعلنوا فيه عن إطلاق الصاروخ، مشيرةً إلى أن ظهور القذائف الصاروخية في منطقة جنين يعد تطورًا مقلقًا للغاية، حسب تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وأعلنت “كتيبة العياش” صباح اليوم عن إطلاقها صاروخاً استهدف مستوطنة شاكيد غرب جنين باستخدام صاروخ من طراز (قسام 1)، ردًا على جريمة الجيش التي وقعت في مدينة أريحا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الكتيبة إطلاق صواريخ تجاه ذات المستوطنة، وتبنت عدة عمليات إطلاق صواريخ منذ مايو/ أيار الماضي.

ولم تتمكن أي من القذائف التي تم إطلاقها من الوصول إلى أهدافها، وفق الجيش الإسرائيلي.

وتعتبر إسرائيل إمكان امتلاك الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية للصواريخ “تهديداً إستراتيجياً وإخلالاً خطراً للغاية في التوازن لا يمكن أن تسمح به”، لأن الصواريخ حتى لو كانت قصيرة المدى يمكن أن تؤدي إلى استهداف المستوطنات والمدن الرئيسة وسط البلاد.

ويرى جيش الاحتلال بتهديد الصواريخ بأنه موجه ومنظم وليس كعمليات إطلاق النار والدعس التي تعتبر عمليات فردية، وقال إن “حماس وإيران تمولان وتدعمان لنقل التهديد الصاروخي من غزة إلى الضفة”.

من جانبه قال اللواء في قوات الاحتياط “عوزي ديان” والذي شغل منصب نائب رئيس الأركان وقائد لواء المركز بجيش الاحتلال بأنه لا يجب الاستهانة بتهديد الصواريخ المتجدد من الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن إطلاق الصواريخ لا يحتاج تعقيداً كبيراً وهو شيء سهل، ويمكن نصبها بمكان ما ووضع المؤقت ومغادرة المكان بعدها، والصواريخ من الضفة قد تشكل تهديداً كبيراً تجاه مدن مثل “نتانيا” و”هرتسيليا” بالداخل المحتل.

 

 

–           دلالات خطيرة

وفي هذا الصدد حذر ثلاثة جنرالات بالجيش الإسرائيلي من الخطورة المترتبة على استمرار إطلاق صواريخ فلسطينية بدائية محلية الصنع من الضفة، تجاه المستوطنات.

وحذر الجنرالان احتياط، عوزي ديان وغادي شماني، ومعهم الجنرال عوزي روبين؛ رئيس مديرية “حوما” سابقا، من الاستخفاف بـ”الإنتاج البيتي” للصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون في الضفة على المستوطنات على جانبي خط التماس، خاصة في شمال الضفة، بحسب تقرير لصحيفة “إسرائيل اليوم” أعده نداف شرغاي.

ونبه الجنرالات الثلاثة إلى أنه “في بداية سنوات الألفين جرت مسيرة مشابهة في غزة، تطورت مع السنين لتصبح تهديدا حقيقيا، بعد أن ارتفع مستوى قدرة الإنتاج الذاتي”، مشددين على ضرورة أن تكون هناك “مراقبة ومتابعة حثيثة، من أجل التأكد من أننا لسنا في بداية مسيرة مشابهة لغزة في منطقة الضفة الغربية”.

 

 

وهنا أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم”، بأنه “في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط، نشر الفلسطينيون العديد من البيانات عن إطلاق صواريخ من منطقة جنين نحو مستوطنات إسرائيلية مجاورة، خاصة “شكيد” و”رام أون”، وحملت هذه البيانات اسم “كتائب العياش” (نسبة إلى الشهيد القائد يحيى عياش) المتماثلة مع حماس”.

وأشارت إلى أن “الدافع والمسبب” خلف إطلاق تلك الصواريخ محلية الصنع، وأيضا العديد من العمليات الفلسطينية، “الجرائم الإسرائيلية في المسجد الأقصى” (اقتحامات المستوطنين، ومنع وإبعاد المصلين، وإعاقة وصولهم إلى المسجد..).

وأفادت “إسرائيل اليوم”، بأنه في عمليات الإطلاق، وجدت بقايا صواريخ، وحسب المعطيات التي جمعها “مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب”، يدور الحديث عن أن “جميع تلك الصواريخ معدة محليا وبدائية، وذات قدرة محدودة، ومع ذلك، في إسرائيل يعتبرون سلسلة هذه الإطلاقات للصواريخ كإعلان نوايا”.

وأضافت: “بخلاف العديد من عمليات إطلاق النار والدهس في السنوات الأخيرة، الإنتاج البيتي للصواريخ في نطاق الضفة، لا سيما في منطقة جنين وشمال الضفة الغربية، يصنفه الجيش الإسرائيلي كـ”إرهاب موجه” وليس كـ “إرهاب أفراد”، وتشجع وتمول حماس عملية الإنتاج هذه، والحركة الفلسطينية بعيدة عن اليأس في هذا الجانب”، مشيرة إلى أن هناك نوايا واضحة لدى التنظيمات الفلسطينية، لنسخ نموذج غزة في الضفة الغربية.

 

 

–           الضربة القوية

من جانبه قال الكاتب والباحث السياسي ثامر سباعنة، إن إطلاق الصواريخ من الضفة، نحو المستوطنات، يشكل ضربةً قويةً لسلطات الاحتلال ويمثّل نقطة تحول في الصراع، مشيرًا إلى أن إطلاق الصواريخ سيدفع سلطات الاحتلال إلى الحذر والخشية في التعامل مع المقاومة، وسيستنفر الجيش قواته الاستخباراتية والأمنية لجمع المعلومات عن القائمين على عمليات تصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة، بهدف منع تطور العمل المقاوم.

وتوقَّع سباعنة، أن يشنَّ جيش الاحتلال، في الأيام القادمة عدوانًا جديدًا على بعض مدن ومخيمات الضفة في محاولة لمنع تطور العمل المقاوم، والوصول إلى أماكن التصنيع واعتقال أو تصفية القائمين عليها، مطالبًا المقاومة على ضرورة الحذر من مخطَّطات ونوايا جيش الاحتلال التي تستهدف إفشال مخطَّطات المقاومة وعرقلة تطوير وسائلها القتالية.

في المحصلة، لا يمكن استبعاد تطوير المقاومين في الضفة الغربية برنامج صاروخي، خصوصا أن إرادة من هذا النوع متوفرة، والإمكانات ليست عائقا، تماما كما حصل مع بدء تطوير المقاومة في غزة برنامجها انطلاقا من صاروخ قسام الذي لم يتعد مداه بضع كيلو مترات وصولا إلى صاروخ عياش 250 الذي يبلغ مداه 250 كيلومترا وقد استهدف مطار رامون في إيلات أبان معركة سيف القدس مايو 2021، وما خفي هو أعظم.

وأمام هذا التطور الملفت.. هل يمكن أن تتحول الضفة لـ”غزة2″؟.. وهل ستكون الصواريخ عنوان المرحلة المقبلة؟ لكن.. ولماذا تفشل تلك الصواريخ في إصابة أهدافها حتى اللحظة؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.