رئيس الأركان الجزائري يحذر في مؤتمر بموسكو من التدخل الأجنبي في النيجر ويتحدث عن فلسطين وليبيا والصحراء الغربية

الأردن العربي – الخميس 17/8/2023 م …




دعا رئيس الأركان الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة إلى تجنب التدخلات العسكرية الأجنبية في منطقة الساحل بعد أزمة النيجر الأخيرة، وذكر أن أصل المشكلة فيما يحدث في الساحل كان التدخل في ليبيا سنة 2011.

وقال شنقريحة في كلمة له خلال فعاليات المؤتمر 11 للأمن الدولي بالعاصمة الروسية موسكو، عبر تقنية التحاضر عن بعد، إن الوضع المعقد الذي تعيشه منطقة الساحل هو نتيجة مباشرة للانعكاسات السلبية للتدخلات الأجنبية والأزمة الليبية منذ سنة 2011.

وشدد رئيس الأركان الجزائري على ضرورة العودة للمنطق الدستوري الوطني في النيجر، قائلا: “نحن نؤمن بالمبادئ المؤسسية للاتحاد الإفريقية والمحترمة للقواعد القانون الدولي تدعو لضرورة العودة للمنطق الدستوري الوطني بالنيجر في أقرب الآجال بعيدا عن التدخلات الأجنبية التي ستفرز مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة”.

وهذه أول مرة يتحدث فيها شنقريحة عن النيجر بالاسم بعد أن كان قد لمح للوضع في هذه الدولة قبل أيام قائلا خلال زيارة للناحية العسكري الأولى وسط البلاد، إن الجيش الجزائري سيبقى دائما وأبدا على استعداد لمواجهة أي خطر، قد يمس بأمن وسلامة الجزائر، مهما كان نوعه وحجمه حفاظا على وديعة الشهداء وضمانا لمستقبل الأجيال القادمة.

وينسجم كلام رئيس الأركان مع ما سبق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التأكيد عليه خلال لقاء مطول مع الصحافة المحلية في الجزائر، حيث قال إن “الجزائر مع العودة إلى الشرعية الدستورية في النيجر وهي على استعداد لمساعدة النيجريين بما استطاعت إذا ما طلبوا ذلك من أجل لم شملهم”.

وحول الوضع في ليبيا، أبرز شنقريحة أن الانسداد السياسي في الجارة الشرقية للجزائر، يشكل مصدر قلق لشعوب المنطقة التي تأمل وصول الإخوة في ليبيا لحل سياسي توافقي على طريقة المصالحة الوطنية الجامعة وانتخابات ديمقراطية”.

وأكد أن “الجزائر تسعى على الدوام للمساهمة في حل النزاعات بالطرق السلمية واحترام قواعد القانون الدولي كما تساهم بمقاربة واقعية واستشرافية تقوم على ثلاثية الأمن والسلم والتنمية”.

وتحدث أيضا عن قضية الصحراء الغربية، بالقول إن “إفريقيا تسعى إلى استكمال مسارات تصفية استعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا وهي الصحراء الغربية العضو المؤسس للاتحاد الإفريقي”، داعيا إلى مواجهة استباقية للأزمات عبر اعتماد حلول إفريقية للمشاكل.

ولفت إلى أن منطقة شمال إفريقيا تتأثر بالوضع غير المستقر في الشرق الأوسط وأولها القضية الفلسطينية التي تظل حسبه محل قلق وانشغال بالنسبة للمجتمع الدولي، لاسيما فيما تعلق بعرقلة كل المبادرات السياسية الدولية وحرمان الشعب الفلسطيني من حق تقرير مصيره.

وبخصوص المشاكل الأمنية، أعاد رئيس الأركان تقديم اقتراح الرئيس تبون بصفته المقرر الخاص لمكافحة الإرهاب والتطرف في الاتحاد الإفريقي، من خلال اعتماد خريطة طريق لاستئصال الإرهاب من خلال إعمال مؤسسات العمل الإفريقي المشترك، وأيضا بعث الصندوق الإفريقي الخاص لمكافحة الإرهاب واستحداث قائمة إفريقية للأشخاص المتابعين في لإطار مكافحة الآفة وهي كلها مبادرات من شأنها مكافحة التهديدات”.

وأوضح الفريق أول أن المقاربة الجزائرية تشمل المساهمة في بناء المقدرات التنموية للدول بتخصيص مليار دولار لتمويل مشاريع خاصة بالتنمية البشرية في القارة والمساهمة باعتمادات ثنائية وجماعية في بناء أسس التكامل الإفريقي.

وأردف: “تؤمن الجزائر أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي ليعي أهمية الحفاظ على الأمن الدولي من خلال التكفل الجاد بالأسباب المنتجة للأزمة والمغذية لعدم الاستقرار والمتسببة في اللاأمن الدولي والجهوي”.

كما أكد المتحدث ذاته على أن القارة الإفريقية تشهد تحديات متفاوتة الشدة والتعقيد ومتنوعة من حيث طبيعة مصادرها وفواعلها، قائلا: “تزداد فيها الأزمة الداخلية، بل وحتى الحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة وارتفاع حدة التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى على الموارد الطبيعية والمعدنية والطاقوية من أجل التموقع في القارة”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.