الشهيد قاسم سليماني.. مهندس التقارب الإيراني السعودي
الأردن العربي – الخميس 17/8/2023 م …
كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ان اللواء الشهيد قاسم سليماني، طلب منه، عندما كان نائبا لوزير الخارجية، ان يخبر المسؤولين السعوديين خلال زيارته للسعودية، “أنه على الرغم من خلافاتنا، إذا تعرضتم لهجوم من قبل داعش يوما ما، يمكنكم الاعتماد علينا ونحن مستعدون لمساعدة السعودية في محاربة داعش”.
-طلب سليماني من اميرعبداللهيان، يعود الى الفترة التي كانت “داعش” تسيطر فيها على 60 بالمائة من الاراضي السورية، وعلى ثلثي الاراضي العراقية، وبدات بتنفيذ اعداءات ضد السعودية.
-ادلى عبداللهيان بهذه التصريحات في تسجيل مصور نقلته مواقع ايرانية عديدة، تحدث فيها ايضا عن زيارته الأخيرة إلى دول الخليج الفارسي، وكيف لاحظ أن جميع الدول تريد أن تلعب دورا رئيسيا في توفير الأمن، وتأكيده ان طهران لم يكن لديها أي خط أحمر بشأن مساعدة السعودية في محاربة الإرهاب.
-ما كشف عنه عبداللهيان لم يكن مفاجئا، فالقائد سليماني كانت له رؤية استراتيجية تقوم على اساس ان تتحمل بلدان المنطقة مسؤولية امنها دون الحاجة للقوات الاجنبية التي يأتي أمن واستقرار المنطقة في قعر اهتماماتها، بل ان هناك من هذه القوى وعلى راسها امريكا، لم ولن تفكر يوما بامن المنطقة واستقرارها اصلا، بل على العكس تماما، كانت تعمل على اثارة الفتن بين دولها وشعوبها من اجل شرعنة تواجدها، وكانت لا تسمح لاي جهد يمكن ان يصب في صالح المنطقة وشعوبها او يقرب بين دولها، ولهذا كانت ومازالت تناصب ايران الاعداء، وتعمل ليل نهار على شيطنتها، بل وقامت بتنفيذ جريمتها النكراء والجبانة باغتيال اللواء الشهيد سليماني غدرا عندما زار العراق، وكان يحمل رسالة من القيادة الايرانية الى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وكانت تتمحور حول الجهود المبذولة للتقريب بين ايران والسعودية.
-هذه الحقيقة كشف عنها ايضا رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي في كلمة القاها في كانون الثاني/ يناير عام 2020 امام البرلمان العراقي، عندما اكد ان” سليماني كان سيبلغني ردا من الإيرانيين على رسالة سعودية” في اليوم الذي اغتيل فيه. وفي مقال كتبه عادل عبدالمهدي في اذار/ مارس عام 2023، قال فيه بالنص ان الاتفاق الايراني السعودي الاخير الذي رعته الصين يعود “الفضل فيه لسليماني”> وحول تفاصيل الاتفاق، كتب عبد المهدي قائلا: “كنت في زيارة رسمية للصين (ايلول/2019). وقبل اللقاء بالرئيس تشي جي بينغ الامين العام للحزب، ولي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة (معادل لرئيس الوزراء) في 23/9/2019، اتصل قاسم سليماني وقال هل تستطيع الذهاب الى السعودية. سألته عن الغرض. قال للوساطة بيننا والمملكة. والامر مستعجل. اجبته ساذهب حال عودتي الى بغداد. اخبرت الجانب الصيني بطلب سليماني، واستبشروا خيراً بذلك”.
-هنا تتكشف اسباب الحقد الامريكي على الشهيد سليماني، فالرجل ابطل سحرهم، سحر “داعش”، لاثارة فتنة كبرى تعصف ببلدان المسلمين لمصلحة الكيان الاسرائيلي، كما ابطل سحرهم، سحر “ايرانوفوبيا”، وهو السحر الذي جعل امريكا تهيمن على مقدرات المنطقة وثرواتها لعقود، لذلك وعندما ادركت خطر الرجل على سحرها وخداعها والاعيبها، قررت اغتياله بتلك الطريقة الجبانة، للابقاء على نار الخلاف التي اوقدتها، مشتعلة بين دول المنطقة، وكذلك لدق اسفين بين ايران والعراق، فالشهيد سليماني اغتيل وسط بغداد ، بينما كان يحل ضيفا على العراق.
-بات واضحا للجميع، حتى للبسطاء والسذج، ان امريكا لا تريد ان تتعاون دول المنطقة فيما بينها، ولا تريد الخير لشعوبها، وتعمل على فرض وجودها الكريه والخبيث على المنطقة بشتى السبل، ولكن “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، فببركة دماء الشهيد سليماني وصحبه الابرار وفي مقدمتهم الشهيد القائد ابو مهدي المهندس، نشهد اليوم تقاربا ايرانيا سعوديا، دون ان نتجاهل وجود بعض الخلافات بينهما، وهي خلافات موجودة حتى بين الحلفاء، وهذا التقارب يمكن ان يكون مقدمة لاخراج امريكا من المنطقة والى الابد، بعد ان تأكد للجميع ان امن المنطقة لن يتحقق الا بسواعد دولها وشعوبها، وهذا ما كان يؤكد عليه دائما رجل السلام الحقيقي الشهيد القائد قاسم سليماني.
التعليقات مغلقة.