الديهي للميادين نت: المفاوضات بين المعتقلين وإدارة سجن جَوْ في البحرين لم تحقق أي تقدم للآن

الأردن العربي – الجمعة 16/8/2023 م …




أكد نائب الأمين العام لجمعية “الوفاق” البحرينية المعارضة، حسين الديهي، في حديث خاص إلى الميادين نت، أنّ “المفاوضات بين المعتقلين وإدارة سجن جَوْ في البحرين لم تحقق أي تقدم حتى الآن”، مع دخول الإضراب المفتوح عن الطعام أسبوعه الثاني.

ورأى الديهي أنّ هذا يشير إلى عدم استجابة السلطات لمطالب المعتقلين السياسيين، مشدداً على أنّ “الإصرار والتصميم اللذين يظهرهما السجناء ينمّان عن تصاعد الضغوط والمعاناة، التي يعيشونها يومياً”.

وقال الديهي للميادين نت إنّ “الاضطهاد والقمع اللذين يعيشهما السجناء السياسيون في البحرين خلف القضبان، يتجليان في تصاعد أعداد المشاركين في الإضراب، وتصاعد القلق بشأن أوضاعهم”.

ووفقاً له، “يعبّر هذا الإضراب عن انعدام كل وسائل التعبير في البحرين”، حيث يواجه السجناء السياسيون تحديات متزايدة تتعلق بالحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية.

وتابع: ” أنّ الإضراب ليس مجرد تصعيد للمطالب، بل هو رسالة واضحة بأنّ حقوق الإنسان والحريات الأساسية لا يمكن المساومة عليها”.

 

وأشار الديهي في حديثه إلى الميادين نت إلى “أنّنا نشهد إضراباً شعبياً عن الطعام في البحرين، استجابةً لدعوة من علماء البلاد، وهذا يؤكد التضامن الواسع في الشارع مع السجناء السياسيين المضربين عن الطعام”.

وبحسب ما قال نائب الأمين العام لجمعية “الوفاق” البحرينية المعارضة، تبيّن هذه الاستجابة “حجم الاستنكار والرفض للوضع القمعي، وتجاوزات حقوق الإنسان”.

ولفت الديهي إلى تسجيل حالات متعددة من الإغماء والتدهور الصحي بين السجناء، نتيجة تضرّرهم الصحي من جراء الإضراب، منذ بدئه، رافضاً “بشدّة تجاوزات سلطات السجون وتهديداتها للمضربين بالعزل والسجن الانفرادي”، مطالباً بتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم.

 

وطالب الديهي أيضاً خلال حديثه إلى الميادين نت، بإنهاء القمع وتحقيق مطالب السجناء المضربين عن الطعام العادلة والضرورية، وحقّهم في الحرية من دون قيد أو شرط، مؤكداً وقوف جمعية “الوفاق” إلى جانبهم.

كما أكد الديهي أنّ إعلان مزيد من المباني في سجون البحرين عن دخولها في الإضراب يعزّز تصاعد الأوضاع، ويؤكد أنّ القضية غير محصورة بمجموعة صغيرة من السجناء، بل هي قضية تخص الجميع، وأضاف: “يجب أن يكون للحرية والكرامة مكان في البحرين”.

وقبل أسبوعين، بدأ مئات المعتقلين السياسيين في سجن “جَوْ” المركزي في البحرين إضراباً مفتوحاً عن الطعام، للمطالبة بحقوقهم تحت شعار “لنا حق”، بعد تجاهل السلطات البحرينية مطالبهم، واستمرارها في انتهاك حقوقهم الأساسية بقرارات جائرة، كالعزل وحرمانهم من حق التعليم وإهمال الرعاية الصحية…

وأكد المعتقلون السياسيون أنّ “إدارة السجن، وبتوجيه مباشر من السلطة، ضيّقت عليهم الخناق، ضاربةً بعرض الحائط أبسط الحقوق التي يتمتع بها حتى أسرى الحروب، وناكثةً بما ألزمت به نفسها من مواثيق دولية، وكذلك دستورها المكتوب بيدها، ولائحة حقوق الأسرى المسجلة لدى إدارة السجن”.

وأضاف البيان أنّ إدارة السجن تُبقي الأسرى 23 ساعة يومياً داخل الزنزانة، فيما يتم إخراج الأسرى ساعة واحدة في اليوم يقضون فيها جميع احتياجاتهم، وتطرّق إلى نظام الزيارات الظالم بحاجزه الزجاجي، وتقليص وقت الزيارات وعددها، ومنع الأخوال والأعمام، وحتى أبناء الأخ والأخت، من الزيارة.

وأكد المعتقلون البحرينيون أنّ مطالبهم “ليست ترفيهية بل ضرورية جداً، ومن بديهيات الحياة الإنسانية حتى في أدنى المستويات التي عرفها التاريخ البشري”، داعين “الشعب البحريني المقاوم إلى الوقوف صفاً واحداً مع الفعالية إعلامياً وميدانياً”.

 

ومنذ بداية الإضراب، يخرج البحرينيون بتظاهرات في عدة مناطق في البلاد تضامناً مع السجناء ومعتقلي الرأي المضربين عن الطعام، منددين بتعسف إدارة السجون التي تتجاهل مطالبهم وتحرمهم حقوقهم.

 

كذلك، نفّذ بحرينيون وقفات احتجاجيةً أمام سفارات بلادهم في دول أوروبية، كألمانيا وبريطانيا، دعماً للسجناء وللمطالبة بحريتهم.

 

وفي بداية شهر آذار/ مارس الماضي، أكدت جمعية “الوفاق” البحرينية في تقرير لها أنّ أكثر من “14 ألف حالة اعتقال تعسفي حصلت في البحرين منذ 2011″، وأنّ “الحملات الأمنية والانتهاكات طالت 15 من النواب السابقين، إذ استهدفتهم السلطة في البحرين بسبب مواقف تتعلق بحرية التعبير عن الرأي”.

وفي وقت سابق، أكدت الجمعية المعارضة أنّ “العديد من السجناء السياسيين استشهدوا خلال الفترة الماضية داخل سجون النظام البحريني، نتيجة الأوضاع القاتلة داخل السجون، لأسباب ترتبط بالبيئة غير الصحية ومنع العلاج اللازم والمعاملة المسيئة إلى الكرامة، فضلاً عن الكثيرين الذين استشهدوا تحت التعذيب لانتزاع اعترافات كاذبة منهم”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.