بنجلاديش قوة اقتصادية صاعدة / جمال المتولى جمعة المحامى

 جمال المتولى جمعة المحامى* ( مصر ) – السبت 19/8/2023 م …




أصبحت بنجلاديش التي تم تصنيفها يوما بين أفقر دول العالم والأكثر كثافة سكانية على مستوى العالم  ,مثالا لقصة نجاح اقتصادي كبيرة  فى مواجهة الفقر والبطالة واللامساواة وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية فى وقت قصير رغم العقبات الكبيرة . حيث نشر صندوق النقد الدولى تقريره لشهر أكتوبر 2020 بعنوان ” الأفاق الاقتصادية للعالم صعود طويل وشاق ” وجاء فيه ان بنجلاديش تغلبت على الهند من حيث الناتج المحلى الاجمالى للفرد الذي بلغ 1888 دولار أمريكيا .. والان هى رابع اكبر منتج للأرز  فى العالم وثاني اكبر منتج لنبته الجوت ورابع اكبر منتج للمانجو وخامس اكبر منتج للخضروات ورابع اكبر منتح من مصايد االاسماك الداخلية   ومن المتوقع ان تتخطى بنجلاديش الهند وتتفوق عليها خلال الأعوام القليلة المقبلة بحسب تقرير  بنك التنمية الاسيوى .

وظلت بنجلاديش تحقق نموا يفوق 6% منذ عام 2009 وهذه الانجازات تقف وراءها رئيسة الوزراء الشيخة حسينه الى جانب العمل الجبار لعشرات الآلاف من الفلاحين وعمال مصانع النسيج وسائر فئات الشعب  من بين نقاط القوة فى بنجلاديش انه من بين 170 مليون نسمة هناك اكثر من 60 % من الشباب الذى يتمتع بالطاقة والحيوية ويمكنه المشاركة فى دفع عجلة التنمية .

بنجلاديش  مساحتها 147 الف كيلو متر مربع و لاتمتلك ثروات طبيعية  كبيرة وهى فقط محظوظة بثروتها الهائلة من الموارد المائية المتنوعة فى البرك والمنخفضات الطبيعية والبحيرات والقنوات والأنهار والمنخفضات الساحلية اى انها يمكن القول ببساطة انها دولة لا تمتلك الا البشر والماء والارض   ورغم فقر الثروات الطبيعية فان بنجلاديش وفى سنوات قليلة استطاعت أن تحقق تقدما اقتصاديا ملفتا ويرى الكثير من الخبراء الاقتصاديين انه يجب  تصنيف الازدهار الاقتصادي الذى تحقق مؤخرا باعتباره أفضل قصة نجاح اقتصادي فى العالم

أصبحت بنجلاديش قلب جنوب أسيا النابض بالحياة بفضل ما حققته من تطور على المستوى الاجتماعي والتكنولوجي وتطور البنية التحتية ويرجع اسباب التقدم الى نظام الائتمان الصغير الناجح الذى بدأ يترسخ فى ثمانينات القرن الماضي ويمثل نموذجا يحتذي به لاقتصادات الدول النامية ومن الأسباب الأخرى للنجاح تركيز الحكومة على تمكين المرأة ومنح الأولوية للتعليم والصحة  

ان الازدهار الاقتصادي يعود بالأساس الى نمو استثمارات القطاع الخاص والحولات المالية التى ترد من الخارج من ابناء بنجلاديش  وصادرات الملابس الجاهزة له دور كبير فى تحقيق هذه الطفرة  حيث تصدر بمبلغ  34 مليار دولار سنويا تقريبا  محققه المركز الثانى بعد الصين فى التصدير وتمثل صادرات الملابس 14% من اجمالى الناتج المحلى و 80% من اجمالى الصادرات  ان صناعة الملابس واحدة من اهم  الموارد الدافعة لنمو الاقنصاد .حيث يعمل بها 4,4 مليون شخص  3 مليون منهم من النساء .بالإضافة لصناعة السفن والأدوية والسيراميك وألان يجرى إنشاء 100 منطقة صناعية لجذب المستثمرين من كافة انحاء العالم .. تعطينا هذه التجربة دروسا فى أنه لا تنمية حقيقية من دون تخطيط جيد وسياسات عامة رشيدة موجهة للقطاعات الإنتاجية سواء فى الزراعة اوالصناعة كأولوية على إيه مشروعات شخصية للقيادات السياسية لان هذه القطاعات هى الضامن الحقيقى لرفع معدلات التشغيل وخفض معدلات  البطالة وزيادة الموارد العامة التى بها يمكن تحسين الخدمات العامة فى الصحة والتعليم والسكن والمواصلات.. ومن هذا يتضح ان رضا المواطنين وارتياحهم الى المشروعات والسياسيات القائمة عامل كبير فى التقدم والنجاح

 

 المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.