منع الكيان من ضرب إيران؟ كيف تمكّن “حزب الله” فرض ميزان رعبٍ على الكيان؟ نصر الله شخصية فريدة ويتمتّع بكاريزما وذكاءٍ عاطفيٍّ والخبير الأوّل بإسرائيل وعدوٌّ صعبٌ يُمنَع الاستخفاف بقدراته

الأردن العربي – الأحد 20/8/2023 م …




 

ليست المرّة الأولى التي يقرّ فيها مسؤولون ومحللون في دولة الاحتلال بصعوبة التعامل مع خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر، والعجز عن التعامل مع التهديدات التي يطلقها.

أحدث الاعترافات ما صدر عن نائب رئيس (هيئة الأمن القومي) في الكيان إيتان بن دافيد الذي قال في حديث للقناة الـ 13 إنّ السيد نصر الله “عدوٌّ صعب لإسرائيل، ويُمنع الاستخفاف بقدراته ويجب الإصغاء إلى تهديداته والتعاطي معها بجدية”، على حدّ تعبيره.

هذا الموقف ومواقف أخرى مشابهة جاءت بعد أيامٍ على خطاب الأمين العام لحزب الله في الذكرى الـ 17 لانتصار تموز 2006، الذي توجّه فيه لقادة الدولة العبريّة بالقول “إذا اخترتم الحرب ضدّ لبنان، فستعودون أيضًا إلى العصر الحجري”، وذلك ردًا على تهديد وزير الأمن الاسرائيلي الجنرال في الاحتياط يوآف غالانط بإعادة لبنان للعصر الحجري، وقد حظيت مواقف نصر الله باهتمامٍ إعلاميٍّ كبيرٍ في وسائل الإعلام العبريّة، التي حاولت عبر المحللين والخبراء سبر غور شخصية نصر الله وتحليل الخطوات القادمة التي قد يلجأ إليها ضدّ إسرائيل، بما في ذلك خوض مواجهةٍ مفتوحةٍ معها.

علاوة على ما جاء أعلاه، نبّه المحلّل في القناة الـ 13 المستشرق تسيفي يحزكئيلي إلى ضرورة الانتباه لما يقوله السيد نصر الله فـ”ثقته بنفسه تزداد، ويجب الأخذ في الحسبان تهديداته، وخصوصًا بعد الإلمام الذي أظهره بالمجتمع الإسرائيلي”، طبقًا لأقواله.

 بدوره، قال مؤسس ما تسمّى حركة (الأمنيين) العميد احتياط أمير أفيفي في مقابلة مع القناة الـ 13 إنّ السيد نصر الله يستمدّ الثقة من صواريخه الدقيقة، والتي تشكّل ميزان رعب وتهديدًا استراتيجيًا على إسرائيل أنْ تُعالجه، كما قال.

 كذلك، قال معلّق الشؤون الأمنية والسياسية في القناة الـ 12 أمير بار شالوم إنّ السيد نصر الله يمتلك “إلمامًا مثيرًا جدًا للإعجاب بالتفاصيل الإسرائيلية، وهذا الأمر هو جزء من حربه النفسية ضدّ إسرائيل”، على حدّ تعبيره.

 من ناحيته، نقل المُحلِّل يوآف ليمور عن العميد احتياط درور شالوم، الذي شغل حتى العام الماضي منصب رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، قوله إنّ (السيد) نصر الله شخصية فريدة من نوعها.. لديه تفكير متطوّر، مع الكثير من الكاريزما وذكاء عاطفي كبير.. هذه الصفات هي التي جعلت حزب الله يتمتع بشعبية كبيرة”.

وأقرّ الجنرال الإسرائيليّ أنّه “لا يمكن الاستخفاف بالسيد نصر الله، ويصفه بأنّه “شخص جديّ”، مُشدّدًا على أنّه “أثبت نفسه على مرّ السنين أنّه الخبير الأكبر في شؤون إسرائيل في الوطن العربيّ، وهو لا يزال العدو الأخطر على إسرائيل.. هو يعرفنا أكثر من الجميع، وهو يملك ضدنا ملفًا مفتوحًا”.

وطبقًا لأقوال الخبير العسكريّ الإسرائيليّ في صحيفة (يسرائيل هايوم) فإنّ “حزب الله راكم في مجالاتٍ كثيرةٍ ترسانة ضخمة، جعلته الجيش الأكبر في العالم”، على حدّ تعبيره.

 جديرٌ بالذكر أنّ إسرائيل تُعاني من تهديديْن إستراتيجييْن كبيريْن لم تتمكّن حتى اللحظة من وقفهما أوْ الحدّ منهما بجميع الوسائل التي قامت باستخدامها، فمنذ أكثر من عشرين عامًا يُعاني رئيس الوزراء المتطرّف والعنصريّ، بنيامين نتنياهو من متلازمة إيران، ويتوعّد منذ بدء القرن الحالي بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لتدمير برنامجها النوويّ، ولكن جاء الأسبوع الماضي رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة سابقًا، الجنرال بالاحتياط عاموس يدلين، وأكّد أنّ إستراتيجيّة نتنياهو فشت فشلاً مدويًا، وأنّ إيران باتت قاب قوسيْن أوْ أدنى من الوصول للقنبلة النوويّة.

 أمّا التهديد الثاني، والذي لا يقِّل خطورةً عن الأول ويرتبط به، فهو على الحدود الشماليّة، وتحديدًا مع حزب الله اللبنانيّ، فمنذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها في آب (أغسطس) من العام 2006 بهزيمةٍ إسرائيليّةٍ ولكن ليس بنصر (حزب الله)، تبينّ أنّ (التنظيم الإرهابيّ الشيعيّ) فرض على دولة الاحتلال ميزان رعبٍ جديدٍ وقام بتغيير قواعد اللعبة، حتى أنّ الكيان بات يخشى المُواجهة، ويلجأ لمجلس الأمن الدوليّ لحلّ المشاكل التي يُبادِر إليها، وفق مزاعمه، حزب الله على طول الحدود اللبنانيّة-الإسرائيليّة، وغنيٌّ عن القول إنّ توجّه دولة الاحتلال إلى مجلس الأمن الدوليّ تُعبِّر عن حالةٍ من الضعف العسكريّ، وفي المحصلة العامّة، منذ 17 عامًا تمتنِع إسرائيل عن التحرّش بلبنان، رغم تأكيد مخابراتها جهارًا نهارًا بأنّ قوّة الحزب العسكريّة تتعاظم كمًّا ونوعًا، وأنّه بات يملك الصواريخ الدقيقة، القادرة على إصابة أيّ هدفٍ في الداخل الإسرائيليّ.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.