مواصلة فرنسا هيمنتها الامبربالية في افريقيا / طلال الربيعي
طلال الربيعي ( العراق ) – الإثنين 21/8/2023 م …
المقالة بقلم Ndongo Samba Sylla: اقتصادي تنموي سنغالي في مكتب روزا لوكسمبورغ شتيفتونغ بغرب إفريقيا في داكار، وشارك في تأليف كتاب مع فاني بيجود عن آخر عملة استعمارية في إفريقيا: قصة فرنك CFA.
Africa s Last Colonial Currency
The CFA Franc Story
by Fanny Pigeaud and Ndongo Samba Sylla
https://www.plutobooks.com/9780745341798/africas-last-colonial-currency/
نرجمة وتعليقات توضيحية: طلال الربيعي
————
في مستعمرات فرنسا الأفريقية السابقة، تستمر السياسات النقدية الإمبريالية لباريس في شل الاقتصادات المحلية وتقويض الديمقراطية. لن ينتهي الاستعمار في إفريقيا بشكل هادف بدون ان يُسمح للسيادة الاقتصادية الحقيقية بالازدهار.
تصدرت اقتصاديات أفريقيا جنوب الصحراء عناوين الأخبار في الأسبوع الأول من شهر مارس (2021. ط.ا). عندما تولت نغوزي أوكونجو إيويالا منصبها كأول مديرة عامة أفريقية لمنظمة التجارة العالمية، اندلعت احتجاجات شبابية حاشدة في السنغال بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. كانت الترجمة الإنجليزية ل “آخر عملة مستعمرة لأفريقيا: قصة فرنك CFA من تأليف ندونغو سامبا سيلا وفاني بييجو تساعد الجميع على فهم الموقف.
يوضح الكتاب تدخل الدولة الفرنسية المستمر في إفريقيا, نموذج مثالي للشر الرأسمالي، وإلقاء اللوم على الضحية، والتكيف المنفعي. بعد إلغاء العبودية، تم دفع “تعويضات” ضخمة لأصحاب العبيد الفرنسيين السابقين. تم استخدام هذه التعوبصات جزئيًا لإنشاء بنوك استعمارية في إفريقيا، ثم انضم إليها آخرون لاحقًا، من اجل السعي بكل جهد لضمان استمرار الهيمنة الفرنسية في مرحلة ما بعد العبودية من خلال الحفاظ على “الميثاق الاستعماري the colonial pact”. تضمن هذا الميثاق ضمان التخلف المتعمد لاقتصاديات المستعمرات، واعتمادها القسري على صادرات المواد الخام، واحتكار فرنسا للشحن، والصادرات، والواردات. كان فرنك CFA العملة التي صممتها فرنسا لضمان بقاء السيطرة الفرنسية بعد الزوال الرسمي للاستعمار.
(فرنك CFA هو اسم عملتين، فرنك غرب إفريقيا CFA، المستخدم في ثماني دول في غرب إفريقيا، وفرنك وسط إفريقيا CFA، المستخدم في ستة بلدان من وسط إفريقيا. على الرغم من أن عملتي فرنك CFA منفصلتان، إلا أنهما كانتا دائمًا على قدم المساواة ويمكن تبادلهما بشكل فعال.
https://www.google.com/search?q=cfa+franc&sca_esv=558386859&rlz=1CAPKUQ_enAT1070&sxsrf=AB5stBiN4UkjpbAiCfF8lURvNhWILVKb-A:1692451243990&tbm=isch&source=iu&ictx=1&vet=1&fir=xJ-YtXsiz9rp0M%252CrLOna4a65FloOM%252C_%253BZ9EaV_zGNk-2DM%252ChjmbuKAymTgliM%252C_%253B7Y7SByVh0D_L1M%252CAkaOG1652gYJ4M%252C_%253B_teDcsCIGXilVM%252CAwHFbHbVtB4FpM%252C_&usg=AI4_-kT6-hNO7rlIgGXwmmlpyN1pVStg3g&sa=X&ved=2ahUKEwjw_smZ6OiAAxUSSPEDHc-JBOYQ_h16BAhTEAE#imgrc=7Y7SByVh0D_L1M
وقد ألقى لويجي دي مايو، نائب رئيس الوزراء الإيطالي باللوم على فرنسا في إفقار إفريقيا وتشجيع الهجرة إلى أوروبا.
واتهم الحكومة الفرنسية بالتلاعب باقتصاديات المستعمرات الفرنسية السابقة بشكل رئيسي في إفريقيا، والتي تستخدم شكلاً من أشكال العملة قبل الاستقلال المعروفة باسم فرنك CFA. وقال: “فرنسا هي واحدة من تلك البلدان التي بطباعة النقود لـ 14 دولة أفريقية تمنع تنميتها الاقتصادية وتساهم في حقيقة أن اللاجئين يغادرون ثم يموتون في البحر.
African migration: Is the CFA franc forcing people to leave
https://www.bbc.com/news/world-africa-46960532
ط.ا”
لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، قابل
Chris Dite
(CD) من Jacobin
Ndongo Samba Sylla
(NSS)
و Fanny Pigeaud
(FP)
لمناقشة كتابهما بالإضافة إلى الأحداث الأخيرة في القارة.
CD| وصف وزير مالية فرنسي حديثًا فرنسا بأنها موجودة في إفريقيا “كصديقة”
“The Franc, despite its name, is the currency of Africans”, says French Minister Michel Sapin
https://www.bbc.com/news/world-africa-46960532
عند قراءة كتابكما، لم يسعني إلا التفكير في أن الأمر يشبه وصف عائلة Corleone من مسلسلة Godfather كصديق للأعمال التجارية الواقعة تحت “حمايتها”. هل يمكنكما مساعدة القراء على فهم كيف تقوم العلاقة بين فرنسا ومستعمراتها السابقة على التهديدات والعنف والابتزاز؟
(عائلة كورليوني هي شخصيات خيالية في كل من الروايات والأفلام التي ابتكرها ماريو بوزو، وظهرت لأول مرة في روايته عام 1969، العراب. هي عائلة الجريمة المنظمة التي نشأت من بلدة Corleone الصقلية، ومقرها في مدينة نيويورك.
ط.ا.)
NSS| علم الفنسيون أن الاستقلال في إفريقيا كان حتميًا. في عام 1958، نظمت فرنسا استفتاءً يسأل عما إذا كانت دول إفريقيا جنوب الصحراء الواقعة تحت سيطرتها تريد أن تصبح مستقلة بشروط فرنسية. غينيا – بقيادة أحد القادة الأفارقة القلائل الذي كان نقابيًا وليس حليفًا مخلصًا لفرنسا تدرب في فرنسا – صوتت ضد هذا الاستقلال الشكلي وانفصلت عن فرنسا قبل عامين من الدول الاخرى.
بالنسبة للآخرين، كان الاستقلال دون سيادة كاملة، واستقلال بشرط توقيع “اتفاقيات تعاون”. كانت الفكرة هي إنشاء جمهوريات جديدة ذات استقلال ذاتي محدود تحت وصاية فرنسا – كل الأوامر السيادية ستمارسها باريس.
عندما قررت غينيا إصدار عملتها الوطنية الخاصة بها في عام 1960 ، نظمت فرنسا عملية تخريبية لزعزعة استقرار الدولة الجديدة، وإرسال عملاء، وإغراق الاقتصاد بأوراق نقدية مزيفة، وتعطيل كل شيء. أرسل هذا رسالة واضحة إلى البلدان الأخرى: “إذا كنت تريد السير في هذا الطريق، فأنت تعلم ما يحدث”. منذ ذلك الحين، كانت هذه قصة الزعامة الأفريقية إلى حد ما: إذا كنت تريد البقاء في السلطة، فيجب أن تكون على علاقة جيدة مع فرنسا.
FP | في الفترة التي سبقت الاستقلال، أدارت فرنسا علاقاتها مع هذه البلدان الجديدة من خلال اختيار القادة الذين تفضلهم أن يكونوا رؤساء دول. يمكنك أن ترى الآن أنه نفس النظام – لدينا قادة أفارقة مرتبطون جدًا ولا يجرؤون على التصرف دون موافقة باريس. إذا حاولوا التصرف بشكل مختلف، فستكون هناك أعمال انتقامية.
احتفظت فرنسا بقواعد عسكرية في عدة دول منذ الاستقلال – كوت ديفوار ، والجابون، والسنغال، من بين دول أخرى – ولديها حاليًا خمسة آلاف جندي في منطقة الساحل. حتى لو كان الجيش رسميًا موجودًا “لمحاربة الإرهاب”، فنحن نعلم أنه موجود أيضًا للحفاظ على شكل من أشكال السيطرة على هذه البلدان.
استخدمت فرنسا القوة العسكرية لفرض السياسة التي أرادتها في كوت ديفوار في عام 2011، على سبيل المثال. لكن التدخل العسكري الفعلي ليس مطلوبًا لتنفيذ الأجندة الباريسية. إذا كنت دولة مثل النيجر تعاني من الكثير من المشاكل – مشاكل أمنية، مشاكل اقتصادية واجتماعية ومالية – ولديك الجيش الفرنسي وأجهزة المخابرات على الأرض من حولك، فمن الصعب أن تعتقد أنك حر لاتخاذ قراراتك الخاصة.
CD: | وكيف يتناسب فرنك CFA مع هذه الصورة العنيفة؟
The Franc Zone, a Tool of French Neocolonialism in Africa
https://jacobin.com/2020/01/franc-zone-french-neocolonialism-africa
NSS | الفرنك CFA هو إعادة تغليف الاستعمار. أصبح فرنك المستعمرات الفرنسية في إفريقيا (FCFA) خلال الحقبة الاستعمارية مع الاستقلال فرنك الجماعة المالية لأفريقيا (FCFA) في غرب إفريقيا وفرنك التعاون المالي في وسط إفريقيا. الحكومة الفرنسية متخصصة في إعادة صياغة الهياكل الاستعمارية باستخدام أسماء جديدة: هذه في الحقيقة قصة علاقة فرنسا بأفريقيا.
FP | يمكننا أن نرى نفس السلوك الآن مع ما يسمى بالإصلاحات الأخيرة. إنه مجرد تسويق – لكن في الواقع ، كل شيء يظل كما هو. الفرنسيون جيدون جدًا في هذا.
CD| والخط المشترك بين المدافعين عن النظام الحالي هو أنك إذا طرحت أموال المساعدة التي تقدمها فرنسا من أي مكاسب تحققها من الترتيبات الاستغلالية، فإنها إما “تتوازن” أو تعمل لصالح إفريقيا. هل يمكن أن تشرح لماذا هذا ببساطة ليس هو الحال؟
NSS | في نظام فرنك CFA، كانت البنوك المركزية الأفريقية ملزمة لعقود من الزمن بإيداع نسبة كبيرة من احتياطياتها من العملات الأجنبية في الخزانة الفرنسية. وتمثل هذه المبالغ ضعف حجم المساعدات التي تقدمها فرنسا إلى إفريقيا جنوب الصحراء. تمنح فرنسا البلدان الأفريقية أساسًا جزءًا بسيطًا من هذه الودائع القسرية على أنها “مساعدة”.
CD| تصفان في كتابكما التغييرات الأخيرة التي أجراها إيمانويل ماكرون في منطقة الفرنك الوسط أفريقي باعتبارها انتقالًا إلى نظام تحكم غير مباشر. هل يمكنكما شرح هذه الإصلاحات؟
FP | من المتوقع أن تتغير ثلاثة أشياء ولكن فقط لدول غرب إفريقيا المعنية، وليس تلك الموجودة في وسط إفريقيا: الأول هو اسم العملة (يطلق عليها الآن “eco”) ، والثاني هو أن الممثلين الفرنسيين لن يجلسوا بعد الآن في هيئات البنك المركزي لدول غرب إفريقيا، والثالث هو إلغاء الالتزام بإيداع 50 في المائة من احتياطيات النقد الأجنبي في الخزانة الفرنسية.
لكن الارتباط الرئيسي سيبقى كما هو. لا يزال يتعين على هذه البلدان تقديم تقارير يومية إلى فرنسا بموجب “ضمان التحويل”، وهو وعد فرنسا بإقراض العديد من اليوروهات التي يحتاجها البنك المركزي لدول غرب إفريقيا – وهو الوعد الذي لم تفي به.
CD | كيف تظل هذه التغييرات مستنيرة بمنطق الهيمنة؟
NSS | عقلية الحكومة الفرنسية هي عقلية استعمارية. تم تصميم “الإصلاحات” لإعطاء حياة جديدة للهيمنة النقدية وتوسيع منطقة فرنك CFA إلى بلدان أخرى في غرب إفريقيا مثل غينيا وغانا. لا تزال فرنسا تؤمن بالإمبراطورية الاستعمارية حيث يجب على الدول الأفريقية أن تدعم تطور فرنسا.
لا تستطيع الحكومة الفرنسية قطع العلاقات. سوف تجد وسائل جديدة للحفاظ على الإمبراطورية. تم تصميم الاسم الجديد لـ “eco” لتقويض مجموعة إقليمية من خمسة عشر دولة تسمى ECOWAS [المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا]. كلمة “إيكو” هي اختصار لـ ECOWAS وستكون اسم العملة الموحدة الإقليمية لغرب إفريقيا المقترحة. سرق ماكرون و [الحسن] واتارا (رئيس ساحل العاج. ط.ا.) اسم “eco” وأعلنا إعلانهما في نفس اليوم الذي اجتمع فيه معظم رؤساء ECOWAS لتحديد موعد إطلاق عملتهم. لم نشهد قط الأوراق النقدية أو العملات المعدنية. يبدو أنها كانت مجرد استراتيجية للتخلص بسرعة من الاسم القديم.
يقول ماكرون إن الممثلين الفرنسيين رحلوا، لكنهم وقعوا اتفاقيات تعاون نقدي جديدة تنص على أنه يمكن إعادتهم دائمًا. ستظل باريس تقرر مع نظرائها الأفارقة أي الممثلين سيرفعون تقارير يومية إلى الخزانة الفرنسية. تؤطر فرنسا إلغاء التزام الودائع كهدية، لكن الهدية الحقيقية كانت تمويل إفريقيا للخزانة الفرنسية. كان الأفارقة يخسرون ودائعهم في الخزانة – ليس فقط لأن أسعار الفائدة المنخفضة والتضخم المرتفع يعني أنهم يخسرون بالقيمة الحقيقية ولكن لأنهم كان بإمكانهم استخدام هذه الأموال التي تشكل نصف احتياطياتهم من العملات الأجنبية بطرق أكثر إنتاجية على مر السنين.
CD | لماذا تحدث هذه التغييرات الآن؟
NSS | كانت هناك العديد من الاحتجاجات المستمرة ضد بعض جوانب فرنك CFA المحرجة حقًا لفرنسا. أرادت باريس معالجة هذه دون وضع حد لفرنك CFA. على سبيل المثال، يتساءل الشباب عن سبب إجبار بلدانهم على تسليم احتياطياتها من العملات الأجنبية إلى الخزانة الفرنسية. في الواقع، عندما كانت الحكومة الإيطالية اليمينية تقاتل مع فرنسا بشأن قضايا الهجرة في عام 2019، قالت: “إذا كان لدينا مهاجرون أفارقة يأتون إلى إيطاليا، فذلك لأن فرنك الاتحاد المالي الأفريقي يُفقِر أفريقيا. تخلص من فرنك الاتحاد المالي الأفريقي وسيؤدي ذلك إلى التخلص من المهاجرين الأفارقة “. كان هذا ديماغوجيا، لكنه لفت الانتباه إلى قضية فرنك CFA على نطاق أوسع.
FP | قال ضابط عسكري فرنسي مجهول قبل أسابيع قليلة إنه بدون عملية برخان (التدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل) ، ستصبح فرنسا مثل إيطاليا. لا يريدون ذلك. لا تزال السلطات الفرنسية تعتقد أن البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية ضرورية لتنمية فرنسا واقتصادها. من الواضح أنهم يعتقدون أن هذه البلدان لا تزال جزءًا من “الإمبراطورية-الامبريالية الفرنسية”، حتى لو أنكروا ذلك. بهذه الإصلاحات المزعومة، تريد باريس أن تجعل الناس يعتقدون أنها قد فهمت رسالة أولئك الذين لم يعودوا يريدون فرنك CFA. لكنها في الواقع تحاول الحفاظ على السيطرة وكسب الوقت.
CD| لا شك أن أي دولة أفريقية تقترح مغادرة منطقة فرنك CFA ستجابه بأمثلة مثل لبنان كدليل على مخاطر العملات الورقية غير المغطاة fiat currency. هل هذا هو الخيار الذي تواجهه إفريقيا حقًا – “الإشراف” الأوروبي والابتزاز أم الفوضى والتضخم المفرط؟
NSS | كانت هذه إحدى الحجج الدفاعية الرئيسية التي تستهدف أي شخص يجادل في فك الارتباط بالخزانة الفرنسية: إذا قمت بفك الارتباط، فستصبح مثل زيمبابوي (التي تشهد تضخما هائلا في عملتها. ط.ا).
لكن أي دولة ذات سيادة تريد تحقيق القدرة على تطوير قدراتها المحلية يجب أن يكون لديها عملتها الخاصة لذلك. هناك العديد من الأمثلة على البلدان الأفريقية التي لديها عملتها الوطنية الخاصة بها، لكنها ليست ذات سيادة حقًا – لماذا؟ نادرًا ما تفي بلدان الجنوب العالمي بالشرط الرئيسي لكونها دولة ذات سيادة مالية: عدم وجود ديون بالعملة الأجنبية. إذا كنت ترغب في الحصول على عملة سيادية، فعليك تطوير استراتيجية تستند أولاً وقبل كل شيء إلى تعبئة مواردك المحلية – وبدون ذلك، سيتعين عليك الاعتماد على الديون بالعملة الأجنبية والاستثمار الأجنبي ومساعدات التنمية. هذه الاستراتيجية ليست مستدامة.
يجب أن تعمل أي استراتيجية تنمية قائمة على التمويل الأجنبي مثل مخطط بونزي – عليك التعاقد مع تدفقات جديدة من التمويل الأجنبي لخدمة الفائدة على الديون الحالية وإعادة تدفقات الأرباح إلى الوطن. لذلك لا يمكنك الاعتماد على التمويل الأجنبي لتنمية نفسك. لسوء الحظ، لا تستخدم العديد من البلدان، من الناحية الاقتصادية، إمكاناتها المحلية وإمكانياتها كمصدر سيادي لعملتها الخاصة.
(A Ponzi scheme
مخطط بونزي هو شكل من أشكال الاحتيال يجذب المستثمرين ويدفع الأرباح للمستثمرين الأوائل بأموال من مستثمرين جدد. ط.ا)
CD| هل يمكنك التوسع قليلاً في طبيعة العلاقة بين الهيمنة الاقتصادية الفرنسية وفساد الحكومة الأفريقية؟
NSS | يخلق النظام نوع القيادة الخاص به – طالما لدينا فرنك CFA، لا يمكننا أن نتوقع أن يكون لدينا قادة ملتزمون بمصالح شعوبهم. هناك دائمًا منافسة: القادة الأفارقة المحتملون مستعدون للعب الدور الذي تريدهم فرنسا أن يفعلوه.
يعرف العديد من القادة الأفارقة أن الحديث عن فرنك CFA يمكن أن يوقعهم في مشاكل، ولذلك يحاولون التزام الصمت بشأن هذه القضية. يعتمد النظام أيضًا على ربط الفرنك CFA باليورو؛ للحفاظ على هذا، يجب أن يكون لديك مستوى كافٍ من احتياطيات النقد الأجنبي. لكن معظم البلدان في المنطقة لا تستطيع توليد دخل أجنبي كافٍ من خلال التجارة وبالتالي فهي مجبرة على الاقتراض وتقليل تمويل الاقتصاد للحفاظ على ربط العملة. سوء الإدارة العامة متأصل في منطقة فرنك CFA.
CD| نجوزي أوكونجو إيويالا، التي اشتهرت بالتفاوض بشأن الإعفاء من الديون كوزيرة مالية لنيجيريا، أصبحت مؤخرًا المدير العام لمنظمة التجارة العالمية.
The Global South Needs Power and Resources, Not Empty Representation
https://jacobin.com/2021/02/okonjo-iweala-wto-representation
وقد أشادت وسائل الإعلام بهذا باعتباره علامة على أن الأمور أكثر إشراقًا في المستقبل بالنسبة لأفريقيا. هل يمكنك أن تشرح بالتفصيل كيف أن شيئًا ما يبدو غير ضار مثل “الإعفاء من الديون” ينطوي على الهيمنة الاقتصادية لأفريقيا؟
NSS | خلال ما يسمى بفترة التعديل الهيكلي خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماض، نقل الجنوب العالمي ما يعادل ستة وخمسين خطة مارشال إلى الشمال في شكل ” خدمة الديون”. إنه جنون بالكامل. ما لا يقل عن 40 في المائة من الديون الخارجية الأفريقية مملوكة لدائنين من القطاع الخاص – ومن الواضح أنهم لن يوافقوا أبدًا على إسقاط هذا الدين. حتى الجهات الفاعلة متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لا تريد أن تأخذ ذلك في الاعتبار.
أنا شخصياً أؤيد إلغاء الدين بالعملة الأجنبية لجنوب الكرة الأرضية، لكنه ليس حلاً. ما يتعين علينا “إلغاؤه” – في الواقع – هو النظام الذي ينتج هذا الدين. يعمل النظام العالمي هيكليًا بطريقة تضع جنوب الكرة الأرضية في وضع دائم من المديونية؛ يتم إعادة تشكيل أي ديون تم إلغاؤها بسرعة كبيرة.
لا يمكن للبلدان النامية أن تتطلع إلى الازدهار لشعوبها إذا كانت تنميتها تقوم على الموارد الأجنبية. هذا مستحيل. لذا يجب صياغة قضية هذا الدين الخارجي على هذا المنوال: إلغاء/ إزالة آلية التبادل غير المتكافئ على المستويين العالمي والمحلي ومساعدة البلدان النامية على تعبئة مواردها المحلية باستخدام قوتها النقدية والاقتصادية.
كأفارقة، يجب أن نكون سعداء لأن أحد مواطنينا هو رئيس منظمة التجارة العالمية. إنه مهم من الناحية الرمزية. لكن في الوقت نفسه، نعلم أن منظمة التجارة العالمية لم تعد ذات صلة؛ تم مقاطعتها. تراجعت العديد من بلدان شمال الكرة الأرضية عن التعددية في منظمة التجارة العالمية بعد أن قوبلت قضايا مثل تحرير الزراعة بمقاومة البلدان النامية. لذا فمن المفارقات أنه في وقت لا تتمتع فيه منظمة التجارة العالمية بأي قوة على الإطلاق، لدينا مديرة عامة أفريقية.
CD| حدثت انتفاضات كبيرة للشباب في السنغال مؤخرًا. أشار أحد المعلقين السنغاليين إلى أن الرئيس قد يكون رجلاً قاسياً عندما يكون لديه جنود مسلحون يهاجمون الأطفال المسلحين بالحجارة، لكنه أكثر استسلاماً عندما يواجه وزير المالية الفرنسي في مجلس إدارة البنك المركزي. كيف سترد فرنسا على هذا الاستياء الجماهيري المتزايد؟
NSS| تواجه فرنسا ضغوطًا متزايدة في إفريقيا، عسكريًا، لأن الناس يعارضون تدخلاتها، وكما نرى في السنغال، من الناحية الاقتصادية أيضًا. تم تدمير العديد من الممتلكات والشركات الفرنسية. سيكون هذا اتجاهًا متزايدًا. يتوقع الكثير من الناس أن ما حدث في السنغال سيحدث أيضًا في كوت ديفوار وكذلك في وسط إفريقيا.
كانت هذه الانتفاضات إشارة إلى فرنسا، قائلة، “نحن نعلم ما تفعلينه، ونعلم أنك تدعمين قادة غير شرعيين، ونعلم أنك تفرضين اتفاقيات تستنزف مواردنا، والتي اضطررنا إلى توقيعها بشكل غير عادل. لن نقبل ذلك بعد الآن “. تتحدث الحكومة الفرنسية عن “المشاعر المعادية للفرنسيين” – لقد تم تأطيرها كما لو أن الأفارقة لديهم هذه الكراهية غير العقلانية للفرنسيين. لكن الشركات الفرنسية كانت تقوم بأعمال مناهضة للديمقراطية في إفريقيا. من الطبيعي أن يبدأ السكان في معارضة مثل هذه الممارسات. يريد الأفارقة حق تقرير المصير، ويريدون محاربة الطبقات البورجوازية الكومبرادورية وكذلك الإمبريالية الفرنسية. إنها رغبة إيجابية في التحرر.
FP | باريس في وضع سيء للغاية. عادة ما تدلي الحكومة الفرنسية بتصريحات حول مواقف مثل تلك في السنغال. هذه المرة، لم تقل باريس أي شيء. بقت صامتة. يظهر أن المسؤولين الفرنسيين لا يعرفون كيف يردون. إنهم يعرفون أنهم إذا قالوا شيئًا فسيتم تفسيره بشكل سيئ. إنه وضع حساس للغاية بالنسبة لفرنسا.
NSS | ليس لدى فرنسا نوع من الوسائل المالية لمواصلة لعب دور الدرك في إفريقيا. تتم معظم العمليات العسكرية الفرنسية بمساعدة الولايات المتحدة – إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من إفريقيا، فسيصبح الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لفرنسا. ربما سيجدون طريقة أخرى للاستعانة بمصادر خارجية لسيطرتهم العسكرية على أفريقيا. إنه وضع صعب بالنسبة لهم. هناك شائعات تقول إن فرنسا كانت تفكر في وقت ما في الآونة الأخيرة في إرسال جنودها إلى السنغال للدفاع عن المصالح الفرنسية. لا أعرف ما إذا كان هذا دقيقًا. لن يقبل الناس أبدًا رؤية جنود فرنسيين في السنغال بهذه الطريقة. حتى الفرنسيون يعترفون بذلك.
FP | كان لمثال كوت ديفوار في عام 2011 تأثير كبير على السكان. صُدم الكثير من الناس من تصرفات فرنسا. ما فعلته فرنسا في أبيدجان غير ممكن اليوم.
NSS | الناس لن يقبلوا ذلك. بالطبع لا. ستحاول القوى الناشئة مثل روسيا والهند والقوى الأصغر مثل نيجيريا التي تريد حصة أكبر في السوق أن تربط نفسها بهذه العقلية المعادية للإمبريالية من أجل جعل الحياة صعبة على فرنسا في إفريقيا. من الواضح أنها انتهازية، ولكنها في نفس الوقت تعني أن لديك إطار المنافسة العالمية هذا حيث تتناقص حصة السوق الفرنسية أكثر فأكثر. وأداتهم الأخرى – التلاعب بمن يمكن أن يصبح رئيسًا لدولة أفريقية وابتزازه – هي أيضًا أقل توفرًا. لأنه الآن استيقظ الناس. يفهمون كيف تعمل الأشياء. جيل الشباب لن يقبل طغاة مدى الحياة يقررون مصيرهم. لذا سيتعين على فرنسا التخلي عن هذا المنطق الاستعماري للقرن التاسع عشر.
—-
المقالة
Africa: How France Continues to Dominate Its Former Colonies in Africa
https://www.cadtm.org/Africa-How-France-Continues-to-Dominate-Its-Former-Colonies-in-Africa
التعليقات مغلقة.