” لبنان في عَين الإستهداف”.. على المنطقة شدّ الأحزمة! / ماجدة الحاج
ماجدة الحاج ( لبنان ) – الخميس 24/8/2023 م …
” بقدرة قادر” عادت ملفّات المنطقة –التي “برّدها ” الإتفاق السعودي – الايراني في الأشهر الفائتة، الى سخونتها.. تعثّر الإتفاق وبانت خيوط “استدارة” سعودية لافتة، عجلات ما بدا “انفتاحا” عربيا نشطا على سورية توقفت بشكل مريب، عاد الملف النووي الايراني الى نقطة الصفر ليعلو صوت التحشيد العسكري في مياه الخليج مقابل التحشيد الأميركي، وعادت السّخونة الى الملفّ اليمني وصولا الى لبنان، والذي يبدو انه سيكون على صفيح ساخن في الحقبة القادمة..
هي بوادر تصعيد خطير في المنطقة تظهر مؤشراته واضحة.. من هنا، عاد الضغط السعودي الى لبنان، فبيان “التّرهيب” الذي عمّمته السفارة السّفارة السعودية في بيروت على رعاياها منتصف ليل الجمعة-السبت بوجوب مغادرتهم بسرعة من لبنان، لا زال يطرح علامات استفهام كثيرة حول موجبات تعميم هذا البيان في هذا التوقيت تحديدا، خصوصا انّ تبرير السفير السعودي وربطه بأحداث مخيّم عين الحلوة التي كانت توقفت اصلا، زاد من الإرباك اللبناني حيال دوافعه الحقيقية..” هل يرتبط ب “معلومات ما ” تلقّفتها الرياض عن عدوان “اسرائيلي” على لبنان بات وشيكا”؟ او يتعلّق ب “حدث امني كبير” في البلد قد يُفلت الأمور من عقالها؟ أم انّ خلفيّته تكمن بترقٌّب معركة كبرى في المنطقة سيكون لبنان اوّل المتأثّرين بها؟
ثمّة من ذهب الى ترجيح عمليّة عسكرية “اسرائيلية” تمرّر من خلاله تل ابيب ضربات خاطفة ضدّ اهداف محدّدة لحزب الله، على ان تُحصر بأيّام معدودة احتمال يبدو مستبعدا ربطا بإدراك “اسرائيل” خطورة هكذا مغامرة حيال حزب الله.. فلا احد يضمن الا تتوسّع هكذا عمليّة “محدودة” الى مواجهة شاملة في المنطقة تتجاوز كلّ الحدود والتوقعات.. هذا من دون اغفال حرص الكيان على عدم تعريض منصّات النفط والغاز للخطر جرّاء اي حرب مع حزب الله.. الا اذا ارتأى بنيامين نتنياهو-بدفع من اصحاب الرؤوس الحامية من حوله،الذهاب الى هكذا مغامرة هربا من الأزمة الداخليّة الخطيرة! ..ليبقى ” الحدث الأمني” الخطير في لبنان احتمالا واردا مع بدء العدّ العكسي لإحالة قائد الجيش الى التقاعد.. فالولايات المتحدة تستعجل تسويق مرشّحها قبيل انتهاء فترة خدمته مهما كلّف الأمر، والضغط السعودي في هذه الفترة ليس بعيدا عن الخيار الأميركي.. وعليه يُخشى ان يتمّ تمرير هذا الهدف عبر احداث امنيّة تُجبرُ خطورتها ايصال رجل المؤسسة العسكرية الى كرسيّ الرئاسة! وثمّة من ذهب الى ربط بيان التحذير السعودي –والذي لحقته بطبيعة الحال بيانات خليجية “تحذيرية” اخرى، بحدث اقليمي كبير يتمّ التجهيز له في الشرق السوري، حشود عسكرية اميركية لافتة في شرق الفرات والبادية بعد عمليات “تحشيد” لقوات من “قسد” وفصائل مسلحة اخرى مدعومة اميركيا في منطقة التنف.. هناك تقاطع معلومات عن توجّه اميركي لاحتلال البوكمال لقطع الطريق بين دمشق وبغداد منعا لأي عمليات دعم “تسليحي” من جانب ايران الى حركات المقاومة خصوصا في لبنان، تزامنا مع توجّه الالاف من قوات “المارينز” الى المنطقة.. وتكشف المعلومات عن ايعاز اميركي ل”ذراعها الإسرائيلية” بالدخول على خطّ الضغط العسكري المرتقب، بزيادة غاراتها الجوية على الداخل السوري..
في المقابل، تراقب دمشق وموسكو وطهران ما يجري على الضفّة الأميركية.. مصادر لبنانية-سورية وروسية تحدّثت عن قرار كبير لطرد القوات الأميركية من شرق الفرات.. حشود للجيش السوري وحلفائه في البادية السورية وشرق السويداء “تحضيرا على ما يبدو لهجوم برّي على قاعدة التنف الأميركية “-وفق ما ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية منذ ايام، والتي رجّحت ان يسبقه هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستيّة.. وأوضحت الصحيفة “انّ دمشق لا تشعر بالقلق لأنها تعتبر وحلفاؤها انّ اي عمل عسكري اميركي سيكون فرصة للإنقضاض على القوات الاميركية وطردهم من المنطقة”..هذا على وقع حمأة الكباش بين واشنطن وموسكو وازدياد حالات “التحرّش” الجوّي بالمقاتلات الروسيّة على نحو خطير في السماء السوريّة “والتحضير لعمليّات ارهابية تستهدف القوات الروسية والسورية” –وفق ما حذّرت الاستخبارات الروسيّة. بشكل مفاجىء انطلقت مناورات سوريّة-روسيّة مشتركة ليل الأربعاء الماضي في مدينة حماه تضمّنت محاكاة “تدمير تجمّعات لإرهابيين مفترضين”-بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع الروسيّة..
هي المناورة المشتركة الثالثة في غضون شهر ونيّف، وحملت رسائل ساخنة “الى من يهمه الأمر”، بعدما ظهر واضحا انّ واشنطن –التي مُنيت بنكسة كبيرة جرّاء فشل الهجوم الاوكراني الذي دعمته بكل صنوف الاسلحة وتحضرت له على مدى شهور، تعتزم نقل الكباش مع موسكو من الحلبة الأوكرانيّة الى خطوط المواجهة في سورية.. ولا تنفِ صحف اميركية معروفة انّ تنسيقا يجري على قدم وساق بين دمشق وموسكو وطهران لطرد القوات الاميركية من سورية، ونسف الخطة الاميركية باحتلال البوكمال وتداعياته على محور المقاومة.. في مطلع شهر حزيران الماضي، كشف مسؤولون استخباريون اميركيون، وثائق سريّة مسرّبة فيها “انّ المرحلة المقبلة ستشهد موجة من الهجمات العنيفة ضدّ القوات الاميركية في سورية، في وقت تعمل فيه ايران وروسيا بقوّة على استراتيجيّة واسعة لطردهم من المنطقة..
ووفق تقييم استخباري ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، ” فقد عقد مسؤولون عسكريون واستخباريون رفيعو المستوى من روسيا، سورية وايران، اجتماعا في شهر تشرين الثاني العام الماضي، اتفقوا فيه على انشاء مركز تنسيق لتوجيه “موجة الهجمات على الأميركيين”.. هذا قبل ان تكشف مجلّة “نيوزويك” الاميركية عن “جهوزية فرقة سوريّة شبيهة بحزب الله من حيث قدراته، للبدء بشنّ هجمات على القوات الاميركية في سورية”.. المجلّة التي استندت في تقريرها الى ما اسمته” وثيقة استخباريّة خاصة من دولة حليفة”، ذكرت انّ الفرقة تتمتّع بقدرات قوية وتمتلك ذخائر دقيقة التوجّه وطائرات من دون طيّار للهجوم والاستطلاع”، وكشفت انّ تلك الفرقة تضمّ ايضا جنسيات مختلفة ومن جميع انحاء الشرق الاوسط، “الاف المقاتلين معظمهم سوريون، وبعضهم من لبنان واليمن وافغانستان والسودان ودول اخرى”! وسبق ان حذّر الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة مايكل نايتس من مغبة “هجمات عنيفة جهّزت لها دمشق وحلفاؤها ضدّ القوات الاميركية في سورية”، قبل ان يحذّر موقع “ناشونال انترست” الاميركي بدوره “من انّ الهجمات القادمة ستفرض تكاليف عالية بالأرواح طالما بقيت القوات الاميركية في سورية”..
وفيما رجّحت تقارير صحفيّة روسيّة –وآخرها صحيفة فزغلياد” عملية عسكرية كبرى قد تتجاوز حدود الشرق السوري..جاءت الزيارة المفاجئة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء اسماعيل قاآني الى سورية، وجولته الميدانيّة على الخطوط الأماميّة المقابلة للقوات الاميركية، لتعزّز المعطيات باقتراب هذه المعركة.. وحيث كشفت عن رسائل ناريّة عبرت من الضاحية الجنوبية لبيروت “الى من يعنيهم الأمر”، ولفتت الى اطلالة مرتقبة لأمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله ستكون “هامّة جدا” في توقيتها!
التعليقات مغلقة.