نصيحة ذهبية من مجاهد جزائري الى رجال المقاومة في فلسطين / د. جمال سالمي
د. جمال سالمي ( الجزائر ) – الخميس 24/8/2023 م …
أولا
ستحتفلون أنتم أيضا، معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال، بيوم المجاهد الفلسطيني..
مثلما نحتفل به نحن اليوم:
كونوا على يقين تام بذلك..
لا يدخلنكم أدنى شك أو ريب..
إنما هي مسألة وقت..
ليس إلا..
ثم ستنالون حتما استقلالكم المنشود..
ثقوا بربكم..
لم تقم أي ثورة أو حرب تحرر إلا كللت بالنجاح..
لم ينتفض أحرار أي أمة إلا نالوا استقلالهم..
اسألوا الروس والأمريكان..
اسألوا الفرنسيين..
فيتنام..
كل شعوبهم انتصروا في نهاية المطاف..
لقد جاوزت الثمانين من العمر..
قضيت معظمها في تدريس التاريخ..
لذلك أنا على يقين تام بنصركم المؤزر على عدوكم..
مهما طال الزمن..
فكونوا على يقين تام..
حتى ترتاحوا نفسيا..
فترتفع معنوياتكم دوما..
الحرب النفسية أشد شراسة، كما تعلمون طبعا، من المواجهات العسكرية..
ثانيا
لا تشعلوا ثورة النصر حتى تكملوا استعداداتكم العسكرية في حدها الأدنى..
إياكم يا معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال..
يا آخر من تبقى من كرامة العرب والمسلمين..
يا أمل كل حر في العالم..
إياكم والثورات الصغيرة المتقطعة:
لقد عانينا منها كثيرا نحن في الجزائر..
ثم فهمنا، بعد 100 سنة كاملة من الحرب، أن الأفضل لنا، بل حتى لفرنسا نفسها، أن نقوم بثورة واحدة قوية..
تنتهي بنصر مؤزر..
ثم نطوي الصفحة نهائيا..
لذلك نجحنا..
ثالثا
إذا بدأتم الثورة يا معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال، فلا توقفوها أبدا حتى النصر..
لا تتوقفوا مهما كانت المغريات الدبلوماسية والمالية والسياسية..
لا تنخدعوا بأي وعود..
لا تفاوضوا دون بندقية..
لقد رفضنا نحن في الجزائر أي توقيف للقتال..
قبل الحسم النهائي..
قدمت لنا فرنسا مغريات كثيرة..
لكننا رفضنا رفضا قاطعا وقف الثورة ثم التفاوض..
قلنا لهم بأننا لن نوقف ضرباتنا ضدكم حتى تنجح عملية التفاوض..
بل هددناهم بأننا، إن واجهنا أي غدر منهم، سوف نستمر في الثورة..
ولو بقينا نقاتل 100 سنة أخرى..
وسنضرب العمق الفرنسي في باريس وليون ومرسيليا..
هددناهم بذلك..
فلم يصدقوا طبعا..
حتى رأوا بأعينهم قوة تواجدنا فوق أراضيهم..
لقد ساعدتنا ودادية الجزائريين بأوروبا في نقل المعركة عسكريا إلى عقر دارهم:
أشعلنا التراب الفرنسي لهبا مفدسا..
أفسدنا عليهم يومياتهم..
آلمناهم كثيرا..
مما شكل ضغطا شعبيا كبيرا جدا عليهم..
يجب عليكم أنتم أيضا الاقتداء بنا في هذه الناحية:
لا توقفوا الحرب حتى تحققوا النصر النهائي..
مهما كانت التضحيات..
رابعا
حرب أوكرانيا بينت تواطؤ الغرب مع الصهاينة..
يكيلون جهارا نهارا بمكيالين..
لذلك احذروا، معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال، التنسيق معهم أو انتظار مواقف منهم..
إنهم شركاء في الاحتلال..
يساندونه سرا وعلانية..
ثم يتظاهرون بين الفينة والأخرى بأنهم ضد بعض ممارسات الاحتلال..
مجرد ذر رماد على العيون..
خدع إعلامية فقط..
ترويج لإنسانيتهم الزائفة..
لا تراهنوا على الغرب أبدا..
اعتمدوا على أنفسكم..
خامسا
لا تقتلوا المدنيين..
إن ذلك يخدم الدعاية الصهيونية في العالم الغربي..
بل حتى عند بعض العرب السذج الأغبياء..
ركزوا عملياتكم البطولية، معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال، على جنود وضباط الاحتلال.. ضعوا قائمة سوداء بأشدهم فتكا وقتلا لكم..
ثم اصطادوهم واحدا تلو الآخر..
اتركوا المدنيين جانبا..
بل حاولوا كسب بعضهم..
إنهم يعشقون الحياة كما تعشقون أنتم، معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال، الموت والشهادة..
لذلك أخرجوهم من معادلة الصراع..
ألبوهم على حكومتهم الفاشية..
حرضوهم على الثورة ضدها..
وجهوا جهودكم العسكرية والاستخباراتية نحو الجيش الصهيوني..
خاصة كبار قادته المجرمين..
بقتلكم عدوا عسكريا واحدا، سوف تصيبونهم في مقتل..
فهم جبناء كما تعرفون..
سادسا
استعينوا، معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال، بالدعوة والدعاء..
لا تستهينوا بقدرة الله تعالى على التدخل الإلهي الحكيم..
اعلموا أن دعاء المظلومين مستجاب..
إنها قضية وقت فقط..
سيحقق الله تعالى لكم كل ما تريدون..
في الوقت الذي يريده هو..
لا في الوقت الذي تريدونه أنتم..
فهو أعلم، لحكمته السامية العالية، بالتوقيت المناسب للنصر..
لذلك ألحوا في الدعاء: ليل نهار..
في كل حين..
في قيام الليل ودبر كل صلاة..
أما عن الدعوة، فلا تملوا أيضا من دعوة شعبكم للتجند واليقظة والاستعداد الجدي للقتال اليومي والتضحيات الجسام..
لا تملوا أيضا من دعوة أحرار العالم لنصرة قضيتكم..
بل هناك فرصة ذهبية أيضا لدعوة أحرار اليهود في العالم..
ولِمَ لا في فلسطين المحتلة نفسها..
لتغيير قناعاتهم الخاطئة..
وإخراجهم من ظلمات الصهيونية العنصرية المقيتة.. يمكنكم، بل يجب عليكم العمل بجدية ومهارة، لاستمالتهم نحو الوقوف مع المظلومين..
حتى إن لم ينصروا قضية فلسكين العادلة، حاولا إقناعهم بالبقاء على الأقل في دائرة الحياد..
لا تيأسوا من الدعوة والدعاء..
إنهما مفتاحان كبيران للنصر..
قوة ناعمة..
بهما استمدت الثورة الجزائرية سندا روحانيا وإنسانيا كبيرا جدا..
سابعا وأخيرا
وفقكم الله تعالى، يا معشر المجاهدين الفلسطينيين الأبطال، لهزم عدوكم المحتل الصهيوني الغاشم..
أسرعوا بتحرير فلسطين الغالية..
لعلنا نحتفل معكم في القدس الشريف بعيد المجاهد الفلسطيني العظيم..
التعليقات مغلقة.