العين على الجنوب السوري… تحريك أمريكا لعناصرها تحت المجهر ! / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الخميس 24/8/2023 م …




استفزازات ” جبهة النصرة”  في إدلب وتفجيرات دمشق وهجمات داعش المتكررة في البادية والتلويح بعمل عسكري شرق سورية والفوضى الأمنية في درعا وأحداث السويداء، والغارات الإسرائيلية المستمرة على محيط دمشق وريفها تصعيد بدا واضحاً أنه يحمل لمسات أميركية بامتياز ولأهداف عدّة.

 

وهنا تطرح التساؤلات عن الإدارة الأميركية لتصعيد أدواتها في الجنوب السوري حسب معطيات متوفرة، فما هي الأهداف الأميركية الإسرائيلية هناك؟

 

ما سبق من تطورات وأحداث في سورية، ومن خلال المعلومات التي تتوارد كل يوم فقد بدأت تتبين الصورة هناك وإتضحت خيوط المؤامرة، حيث كان هناك تخطيط مسبق لما تم من أحداث من خلال تجنيد العملاء والمرتزقة وممن لا ضمائر لهم بهدف وضع سورية تحت وصاية أمريكا التي تدرك جيداً عظمة هذا الشعب وأصالته وتاريخه العريق وموقعه الجغرافي الهام ويظهر ذلك جلياً في محاولة أعداء هذا الوطن، العبث بأمنه وإستقراره ومؤسساته مرة أخرى، فإسرائيل والولايات المتحدة لديهما هدف مشترك في الجنوب السوري هو إقامة حزام أمني في الجولان وتمرير مشروع إسرائيلي أمريكي لإقليم إنفصالي في السويداء و إشغال الجيش السوري وحلفائه وحرف أنظارهم عن تطورات هامة تحصل شمال شرق سورية، وبالتالي فإن الهدف الأساسي من تحريك هؤلاء الإرهابيين الجدد هو تعطيل سورية وإنشغالها بحدودها التي تشتعل كل يوم، والبعض يسعى لنقل الصراع إلى دول الجوار حتى يجعل المنطقة ساخنة ومتوترة.

 

في هذا السياق كل ما يحدث في بلدنا الآن من تسخين وتوتير الأجواء يقف وراءه الأمريكي الصهيوني بشكل مباشر وغير مباشر وفي كل منطقة لديه أدوات مختلفة يدفع بها لتأجيج النيران وفتح جبهات جديدة يستخدمها كورقة مشاغبة ظناً منه أنها ستخفف الضغط على أدواته في أماكن أخرى.

 

سياسة الإدارة الأميركية تثبت يوماً بعد يوم أنها لا تقوم سوى على النفاق، والأيام ستشهد أن هذه السياسة الفاشلة ستدفع أميركا إلى إعادة النظر في مواقفها ورؤيتها في الشرق الأوسط، لأن السياسة الأميركية باتت مكشوفة ومفضوحة فهي تدعي مناهضة الإرهاب ومحاربته وفي الوقت نفسه تقوم بدعم المجموعات الإرهابية وتستخدمها كسلاح في سورية من أجل فرض هيمنتها على المنطقة.

إن التوقعات التي خططت لها أمريكا وحلفاؤها جاءت في غير صالحهم، لو تابعنا المسار الذي رسمته أمريكا في سورية والتي وضعت به كل إمكاناتها من أجل تفكيك الدولة السورية وإسقاط نظامها، نجد بأنه لم ينفع لإسقاط سورية بل فشلت وسقطت كل أقنعتها ورهاناتها، فنرى إن سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، فالأخبار القادمة من شمال شرق سورية لم تكن سارة بالمرة لأمريكا وحلفاؤها، لذلك يخطئ الأميركان وحلفاؤهم إن ظنوا انهم سيحققون أهدافهم.

هكذا تبدو المهمة الأمريكية في سورية عسيرة، حيث يصعب عليها تمرير مشروعها، وحتى مع إستخدامها للضربات العسكرية ودعمها للقوى المتطرفة كورقة ضغط، فإنها ليست لصالحها ولذلك فلا يبدو أمام أمريكا من خيار للخروج من هذا المأزق الذي أوقعت نفسها به سوى التوصل لحل سياسي في سورية، لا يتحقق إلا عبر جلوس جميع الفرقاء السوريين على طاولة الحوار وبعيدا عن التدخلات الأمريكية والغربية، ولا بد أمام هذا الواقع من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الاستعمارية من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد..

مجملاً… إن الظروف الدولية والإقليمية من جهة، وإرادة الشعب السوري وقوته من جهة آخرى تؤكد أن مستقبل سورية بيد السوريين أنفسهم، فأمريكا متورطة في العراق وسورية وليبيا واليمن مصر و..و..، ودول المنطقة منقسمة في مقاربة الملفات الإقليمية، وما يحمله هذا الأمر من دلالات، فضلاً عن وعي الشعب السوري والقوة العسكرية للجيش السوري، كل هذه الأسباب تؤكد أن سورية تسير بكل ثبات وتصميم في إفشال المؤامرة الغربية وتحقيق آمال  شعبها، لذلك ستعلم أمريكا وحلفاؤها غداً أنها أخطأت كل الخطأ بقرار التآمر والعدوان على سورية وأنها أشعلت الشرارة الأولى التي قد تصبح ناراً في زمن قياسي وتلك الشرارة ستعمل على إشعال حريق الفوضى في مدنها كما أنها ستعيد سورية أكثر قوة وشراسة في المنطقة.

وبإختصار شديد يمكنني القول إن  العجز الأمريكي في سورية هو عجز غير مسبوق وفشل لم يحدث له مثيل وخسائر لا شبيه لها في تاريخ أمريكا وبالتالي استعانتها بعناصرها الإجرامية التكفيرية يأتي بعد أن استنفدت كل الطرق والوسائل وصارت بين خيارين تحريك هذه العناصر والاستفادة منها أو انتظار مصيرها المحتوم على ايدي الشعب السوري الذي اصبح لديه ثأراً طويلاً مع هذه الجماعات الإجرامية.

 [email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.