«الشيوعيون» يحيون «جمّول»: أكثر من حنين

 

ماهر الخشن ( لبنان ) الأحد 18/9/2016 م …

امتلأت ساحة صيدليّة بسترس، كما سينما الكونكورد، أمس، بحشد شّيوعيّ ويساري جاء لإحياء الذكرى الرّابعة والثّلاثين لإطلاق الشّرارة الأولى لجبهة المقاومة الوطنيّة اللّبنانيّة (جمّول).

اجتمع الشيوعيون في مشهد يضمّ مختلف الأعمار من الأطفال الصّغار الّذين لبسوا الأحمر، إلى الكبار الذّين أتوا ليتذكّروا مرحلة عايشوها جيّدا، مرورا بالشّباب الّذي كان له الحصّة الكبرى في الحضور والغناء والتّلويح بأعلام «الحزب الشّيوعيّ اللّبنانيّ».

كان ليل أمس إحياء لـ «جمّول» وتتويجا للتّجمعات الثلاثة السّابقة في مشغرة (تشييع جورج بطل) وإبل السقي (تشييع كمال البقاعي) وكفرحتى (تشييع رضوان حمزة)، فامتلأت ساحة الكونكورد كما ساحة التّجمّع قرب صيدلية بسترس بالتّحيات للشّيوعيّين الثلاثة: بطل، البقاعي وحمزة.

بدأ التّجمع بالنّشيد الوطنيّ ومن ثمّ نشيد الحزب، وتبعتهما دقيقة من التّصفيق الحار على قدر عطاء جميع شهداء جمّول وقادتها ومؤسِّسيها وجميع من رافقها في نضالها وتضحياتها ومقاومتها للاحتلال الإسرائيلي.

ثمّ ألقى الأمين العام لـ «الشّيوعي» حنّا غريب كلمة الذّكرى، مترافقة مع صخب جماهيريّ، وإلى جانبه رامي، نجل كمال البقاعي، وزوجته الزميلة أغنار عواضة الّتي رفعت البيان التّأسيسي لـ «جمّول» بعد انتهاء غريب من إلقاء كلمته.

قال غريب إنّ الرّفاق في جمّول وبرصاصتهم الأولى، الّتي كانت من أمام صيدليّة بسترس، خطّوا دربًا حُرِّرت من خلالها بيروت في خمسة أيّام فقط. وبهذا تحوّلت المغامرة الإسرائيليّة والأميركيّة إلى حطام وركام.

واغتنم غريب فرصة الذّكرى ليؤكّد أن الوضع الحاليّ يتطلّب أن يكون «الحزب الشّيوعي اللّبنانيّ» «حزبًا متجدّدًا ثوريًّا مبادرًا على صورة جمّول». وَعَدَّدَ أولويّات الحزب الّتي ترتكز على تأكيد خيار المقاومة، والعمل على القانون الانتخابي على قاعدة النّسبيّة خارج القيد الطّائفي والدّائرة الواحدة، وتصعيد المواجهة ضدّ السّلطة الفاسدة، وتبنّي أولويّات المطالب الاجتماعيّة النّقابيّة وغيرها.

وانطلق الحضور بعد كلمة غريب نحو معرض صور أُقيم في باحة سينما الكونكورد، يظهر بطولات «جمّول» كما إجرام الجيش الإسرائيليّ الّذي اجتاح بيروت ومختلف المناطق اللّبنانيّة في العام 1982، وكان ذلك بالتّعاون مع نقابة المصوّرين الصّحافيين.

واختتمت اللّيلة بحفل فنيّ داخل السينما ذاتها، افتتحته مسؤولة اللجنة الفنيّة في «الحزب الشّيوعيّ» يانا السّمراني، مؤكّدة أن السّادس عشر من أيلول «فعلُ حاضرٍ ومشروعُ حزبٍ لا حنينٌ إلى الماضي فقط». وقالت إنّ تحيّتهم للراحلين ليست وداعا، بل تحيّة لقاء.

وألقى عدد كبير من الفنّانين، أمثال مرسيل خليفة وأميمة الخليل وسامي حوّاط ومكادي نحّاس، تحيّاتٍ كلاميَّةً وغنائيَّةً حيَّةً ومصوّرةً، تخلّلها أداء بعض أغاني المقاوَمة.

ووَجَّهَ المعتقل السّابق عفيف حمّود التّحية لـ «المعلّم» كمال البقاعيّ، في حين ألقى مدير «إذاعة صوت الشّعب» سمعان بو موسى تحيّة لرضوان حمزة، الفنّان والمسرحيّ الّذي أفنى حياته في العمل داخل الإذاعة وخارجها. وحيّا «القائدَ» جورج البطل رفيقُه غسّان ناصر.

كما تخلّلت الحفل الحاشد وقفة شعريّة مع الشّاعر شوقي بزيع، ومشهد مسرحيّ للممثّل حسّان مراد وأغنية قديمة للفنّان زياد الرّحباني بصوت الفنّان خالد الهبر. ورافقت الحفل في الخلفيّة، صور للشّيوعيين الثّلاثة الرّاحلين بالإضافة إلى مشاهد من تشييعهم.

وقد سارت الحشود من صيدليّة بسترس حيث بدأ التّجمّع إلى سينما الكونكورد، حيث انتهى على وقع أغنية قديمة وهي «على طريق عيتيت يامّي»، غناها عددٌ كبير من الشّباب المشارِك في إحياء الذّكرى، ثمّ تابعها بهتافات «شيوعيّ، شيوعيّ».

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.